لاتزال تداعيات التوتر بين الحدود اللبنانية الإسرائيلية مستمرة, ورغم تدخل قوات اليونيفيل لحفظ الاستقرار في المنطقة الحدودية, إلا أن المناورات التي قام بها الجيش الإسرائيلي علي الحدود مع جنوب لبنان وسورية تشير إلي توتر الأوضاع, وأن الشريط الحدودي معرض لظهور اشتباكات في أي وقت ما لم تضبط جميع الأطراف أعصابها, خاصة وأن المناورات الإسرائيلية تعد هي الأولي من نوعها التي يجريها الجيش الإسرائيلي علي الحدود الشمالية بعد حرب 2006,وشارك في هذه المناورات خمسة آلاف شرطي وألف جندي إسرائيلي و140 عربة إسعاف ومئات الأطباء والممرضون والمسعفون ورجال الإطفاء, إضافة إلي الأسلحة المساندة من الطيران والمدفعية والقوات الخاصة, كما تم نقل مئات الدبابات إلي الحدود الشمالية ضمن سيناريوهات حربية مختلفة.
وفي هذا الإطار يقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وضع صعب بعد ارتفاع الأصوات المطالبة في الولايات المتحدة بوقف تمويل الجيش اللبناني إثر الاشتباكات التي شهدتها مؤخرا الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية بين جيشي البلدين, وترتب علي ذلك رفض الكونجرس الأمريكي منح الجيش اللبناني 100 مليون دولار لتطوير أسلحته خشية سيطرة حزب الله علي الجيش اللبناني, بالإضافة إلي عدم الرضا عن ما يقوم به الجيش اللبناني في مراقبة الحدود مع سورية واستمرار وصول الأسلحة الإيرانية إلي حزب الله.
بينما تري وزارة الخارجية الأمريكية أن مساعدة الجيش اللبناني تصب في مصلحة الولايات المتحدة , وهو المنهج الذي اتبعه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والذي حرص علي تقديم المساعدة للجيش اللبناني بعد الحرب بين اسرائيل وحزب الله في عام 2006, بغية خلق حالة توازن للقوي مع حزب الله.
من جانبها قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج أن فرنسا عازمة علي مواصلة التعاون العسكري مع لبنان, وأن فرنسا تنتظر تقرير قوات الطوارئ الدولية ##يونيفيل## النهائي حول ملابسات الاشتباك بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي في قرية العديسة الحدودية جنوب لبنان, وتمسك فرنسا باستقلال وسيادة لبنان وسلامة أراضيه واستقراره, واستمرار تعاونها العسكري معه في إطار اتفاق التعاون الموقع عام .2008
بينما لفتت صحيفة ##واشنطن بوست## النظر إلي أن الكثير من الشخصيات الرئيسية في الجيش اللبناني من الشيعة وهم متعاطفون مع حزب الله بمن في ذلك نائب رئيس جهاز الاستخبارات اللبناني عباس إبراهيم, مضيفة أن قائدي الجيش الأخيرين ميشال سليمان وإميل لحود, اتخذا مواقف مؤيدة للحزب مما ساعدهما علي الوصول إلي الرئاسة في لبنان, وأضافت الصحيفة أن التحدي الأكبر المقبل للجيش سيكون عندما تصدر المحكمة الخاصة باغتيال رفيق الحريري أحكامها, خصوصا أن أعضاء من حزب الله من أبرز المشتبه فيهم.
وفي هذا الإطار تقدم المدعي العام الدولي في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار بطلب رسميا إلي المدعي العام وفقا للاصول والاتفاق الموقع بين لبنان والأمم المتحدة ومكتب المدعي العام الدولي والذي ينص علي نقل الطلبات خطيا إلي القضاء بشأن الحصول علي المعلومات التي أعلن عنها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بشأن تورط اسرائيل في مقتل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق.
ومن المتوقع أن يناقش مجلس الوزراء اللبناني برئاسة سعد الحريري الأربعاء المقبل المعطيات التي عرضها نصر الله لبحث التطورات المتعلقة بهذا الأمر.