التهابات اللثة خطر,وإهمالها أخطر فقد يؤدي إلي سقوط الأسنان…وهناك أسباب عديدة تؤدي إلي هذه الالتهابات,أبرزها عدم الاستعمال الصحيح لفرشاة الأسنان,أو عدم استعمالها عقب كل وجبة,وإهمال استعمال الخيط الطبي لتنظيف الفم من فضلات الطعام المترسبة بين الأسنان بعد تناول الوجبات,وعدم الكشف الدوري بمعرفة الطبيب الإخصائي لعلاج التهابات اللثة وتسوس الأسنان في مراحلها الأولية.
حول أهمية هذا الموضوع تحدث د.عادل عبد الشهيد استشاري طب وجراحة الفم والأسنان بجامعة عين شمس قائلا:
من المهم جدا استخدام فرشاة الأسنان بالطريقة الصحيحة بعد كل وجبة,مع ضرورة تغيير الفرشاة كل ثلاثة شهور,وننصح باستعمال الفرشاة اللينة,مع إعطاء بعض الوقت لعملية التنظيف التي يجب أن تستمر لمدة دقيقة علي الأقل,ويعاني بعض الناس من ترسب الطبقات الجيرية بصورة ملحوظة,ولذلك ننصحهم باستعمال الفرشاة المتوسطة,لأنها قوية في إزالة الترسبات الجيرية,كما يجب استعمال الخيط الطبي الذي يقوم بتنظيف فضلات الطعام المترسبة بين الأسنان والتي لا تصل إليها الفرشاة.
الحقيقة أن التهابات اللثة تحدث نتيجة تراكم فضلات الطعام,حيث تتحول إلي طبقة شفافة لزجة تسمي البلاك وتترسب هذه الطبقة علي أسطح الأسنان فتنمو عليها البكتيريا الموجودة بطبيعتها بالفم فتحولها إلي أحماص أمينية تؤثر علي سلامة اللثة,ومع إهمال الطبقة الشفافة تتحول إلي طبقة جيرية تتراكم علي الأسنان,وتعيش البكتيريا داخل هذه الطبقات الجيرية علي هيئة مستعمرات تهاجم اللثة وتحدث بها التهابات ونزيف اللثة.
هناك بعض العلامات المهمة التي تقتضي ضرورة زيارة طبيب الأسنان أهمها:
احمرار اللثة باللون الداكن وتورمها,نزيف اللثة عند استعمال فرشاة الأسنان,أو عند استعمال الخيط الطبي,صديد باللثة عند الضغط عليها,الإحساس بطعم غير محبب بالفم خصوصا عند الاستيقاظ من النوم صباحا,رائحة كريهة بالفم طوال اليوم,آلام عند تناول السوائل الباردة أو الأطعمة السكرية,عدم القدرة علي مضغ الطعام جيدا مع خلخلة بالأسنان…وهذه الأعراض قد لا تكون لها علامات منبهة قبل حدوثها,ولذلك من الضروري الفحص الدوري مرة كل ستة شهور بمعرفة طبيب الأسنان للاطمئنان علي صحة اللثة وسلامة الأسنان.
هناك مراحل لالتهابات اللثة حيث تبدأ المرحلة الأولي بالتهابات بسيطة نتيجة عدم استعمال الفرشاة والخيط الطبي بانتظام,وهذه الالتهابات تكون علي هيئة نزيف باللثة عند استعمال الفرشاة,ويلاحظ أن لون اللثة يكون مائلا إلي اللون الأحمر مع الأزرق,ويمكن للطبيب الإخصائي إنقاذ هذه الحالة مبكرا بإزالة الطبقات الجيرية المترسبة علي أسطح الأسنان مع التركيز علي أهمية استعمال الفرشاة والخيط الطبي…أما المرحلة الثانية فتكون بسبب تراكم الرواسب الجيرية علي أسطح الأسنان من الداخل والخارج وحول الأسنان,وتبدأ في تكوين جيوب بين الأسنان,وهنا نلاحظ نزف اللثة بسهولة عند لمسها,كما يلاحظ بداية ترك اللثة للأسنان وتآكل عظم الفك…ويتلخص العلاج في إزالة الترسيبات الجيرية من جميع أسطح الأسنان مع كحت وتنظيف الجيوب التي تكونت باللثة ومسها بمواد مطهرة,مع الانتظام في استخدام بعض المطهرات…أما المرحلة الثالثة وهي الأخطر يلاحظ تآكل عظام الفك في كل الاتجاهات,وتبدأ معها خلخلة الأسنان وتكوين الجيوب حول جميع أسطح الأسنان بنسبة أعلي مما سبق,وتصاحبها رائحة كريهة بالفم خاصة عند الاستيقاظ من النوم,وتصبح الأسنان طويلة نتيجة ضمور اللثة,مع حساسية شديدة جدا عند تناول السوائل والأطعمة الساخنة أو الباردة.
ويتلخص العلاج في خلع الأسنان المخلخلة وتعويضها بزرع الأسنان إذا كان سمك عظم الفك يسمح بذلك أو عمل تركيبات صناعية ثابتة أو متحركة إذا سمحت الأسنان المتبقية بذلك…وهناك تدخل جراحي يبدأ بإزالة عصب الأسنان المخلخلة,ثم يتم إدخال سلك 1مللي داخل هذه الأسنان ويتم حشو الأسنان بمادة الكموزيت لتشابهها بلون الأسنان الطبيعية,ثم يتم إزالة كل الترسيبات الجيرية وكحت الجيوب والأنسجة المريضة باللثة وزرع عظم قد يكون من المريض ذاته من المواقع الغنية بالعظم مثل أسفل الذقن أو مؤخرة الفك العلوي,وإعادة زراعتها بالفك حول الأسنان…وهناك عظم صناعي يشابه في مكوناته العظم الطبيعي يخلط مع دم المريض ويعاد زراعته في الأماكن التي تآكلت من عظم الفك,وقد تكون هذه الطريقة أسهل للمريض مع تعرضه لجراحة ثانية للحصول علي عظم طبيعي…وبعد ذلك تعود حالة عظام الفك إلي وضعها الطبيعي.
من هنا تتضح أهمية المحافظة علي سلامة الأسنان وصحة اللثة,بضرورة التركيز علي استعمال معاجين الأسنان التي تحتوي مادة الفلورين والمطهرات,مع استعمال المواد المطهرة يوميا لتطهير الالتهابات في مهدها,ومراعاة التغذية السليمة وتناول الفيتامينات التي تنشط جهاز المناعة ضد الالتهابات وخاصة التهابات ونزيف اللثة مثل فيتامين ج.
يلاحظ أن هناك بعض العوامل التي تؤدي إلي مضاعفات التهابات اللثة وتآكل عظم الفك وفقدان الأسنان مثل التدخين والتركيبات أو الحشوات غير السليمة,والجذ علي الأسنان أثناء النوم,وسوء التغذية مع ضعف المناعة,والحوامل نتيجة زيادة نسبة الهرمونات بالجسم مما يؤدي إلي نزيف اللثة,ومرض السكر,أو المرضي الذين يعالجون بأدوية ارتفاع ضغط الدم أو ضد الصرع وكذلك أدوية السرطان والكورتيزون.