مثلت زيارة رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف إلي دول الخليج خطوة جادة وملموسة نحو تدعيم العلاقات المصرية-الخليجية, خاصة بعدما تواترت الأنباء عن تصدع تلك العلاقات عقب قيام ثورة 25يناير التي أطاحت بنظام مبارك, والذي كان علي علاقة وثيقة وخاصة بحكام منطقة الخليج, وتصاعدت تلك المخاوف بعدما تردد عن تقارب مصري-إيراني.
البعض حلل الزيارة بأنها محاولة لطمأنة دول الخليج حول محدودية العلاقة بالنظام الإيراني
البعض الآخر فسرها بدوافعها الأقتصادية, حيث تحتاج مصر في هذه الفترة لدعم اقتصادي من دول الخليج, ورأي آخرون أنها محاول لتمرير المرشح المصري د.مصطفي الفقي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف متانة وقوة العلاقات المصرية – الكويتية مشيرا إلي أن قوة هذه العلاقات تنبع من الروابط الأخوية الأزلية بين الشعبين, وحرص البلدين علي مد جسور التعاون إلي كل المجالات بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين.
وقال شرف في حديث مع وكالة الأنباء الكويتية إنه لمس حرصا كبيرا من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح علي تقديم الدعم والمساندة للشعب المصري في هذه المرحلة الدقيقة للانطلاق نحو التقدم والاستقرار.
وأضاف شرف أنه حرص علي أن تكون جولته الأولي بعد ثورة 25 يناير إلي دول الخليج للتأكيد علي خصوصية العلاقات بين مصر والدول الخليجية التي ##نأمل في تعزيزها وتوطيدها بما يتناسب مع حجم وتطلعات الشعب المصري##.
ويقول المحللون إن شرف أراد أن يوصل رسالة مفادها أن دول مجلس التعاون الخليجي تشكل العمق الاستراتيجي للأمن القومي العربي بصفة عامة والأمن المصري بصفة خاصة وأن أمن دول الخليج خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
وأضاف الدكتور شرف أن مصر أكدت مرارا رفضها للتدخل الإيراني في الشئون الداخلية للدول العربية وضرورة الالتزام بعلاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل مع الدول العربية.
وحول ما أثير عن قرب عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران أوضح: شرف أنه لم يحدث أي تطور في هذا الأمر وأن العلاقات مع إيران علي مستوي القائم بالأعمال لرعاية المصالح مشيرا إلي أن العلاقات مع كل دول الخليج علي مستوي أعلي من ذلك, وأن سياسة مصر التي تنتهجها بعد الثورة هي السعي إلي فتح صفحة جديدة مع كل دول العالم وأن العلاقات بين الدول يجب أن تقوم علي الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية واتباع سياسة حسن الجوار والرفض التام لسياسة السعي إلي بسط النفوذ, وأن فتح صفحة جديدة مع إيران لا يمكن أن تتخطي أو أن يكون فيها مساس بأمن دول الخليج.
وحول مبادرة دول مجلس التعاون لحل الأزمة اليمنية قال: شرف إن مصر أعلنت تأييدها للمبادرة الخليجية والتي تدعو إلي انتقال سلمي للسلطة في اليمن, وهي مبادرة جيدة ومقبولة من معظم الأطراف اليمنية, وقد أحدثت تطورا كبيرا تجاه حل الأزمة ##نأمل أن يتوج خلال الأيام القليلة المقبلة بالنجاح في إنهاء هذه المشكلة بعد اجتماع الحكومة والمعارضة.. ونحن نقدر جهود قادة دول مجلس التعاون الخليجي وحرصهم علي تحقيق السلام والاستقرار في الدول العربية ##.
ويشير الخبراء إلي أن شرف أراد توصيل رسالة لطمأنة المواطنين العرب بأن الأوضاع الأمنية عادت إلي طبيعتها بعد عودة رجال الأمن, والأمور مستقرة وليس هناك ما يدعو إلي القلق أو الخوف.
وأن التجاوزات التي تحدث بين الحين والآخر تمثل أمورا طبيعية وكانت موجودة في السابق.
وعن الاقتصاد كان شرف قد أعرب عن تفاؤله باسترداد الاقتصاد عافيته خلال الفترة المقبلة, وأنه لمس حرصا من دول الخليج العربية وبعض الدول الغربية علي ضرورة مساندة الاقتصاد المصري حتي يجتاز هذه الفترة العصيبة, إضافة إلي رغبة عدد كبير من المستثمرين في دول الخليج للاستثمار في مصر, وقال ##ونحن نبذل جهودا كبيرة لتوفير المناخ المطمئن للمستثمرين وتحقيق سبل الجذب والضمانات المطلوبة##.
ودعا رجال الأعمال العرب إلي زيارة مصر وبحث أوجه الاستثمار بها موضحا إنهم سيجدون كل الدعم والمساعدة من قبل الحكومة لتوفير كل مقومات وعناصر النجاح لاستثماراتهم.
وأشار بعض خبراء الاقتصاد إلي أن شرف أراد إزالة مخاوف بعض المستثمرين الكويتيين من تأثر مشروعاتهم في مصر بما حدث بعد ثورة 25 يناير وأن الاستثمارات الكويتية في مصر بخير من أجل تعزيز الاستثمارات الكويتية وتوفير كل الوسائل التي تحقق لهم استثمارات آمنة ومطمئنة##.
وعن الوضع في البورصة المصرية بعد أكثر من شهر علي عودة التعامل بها قال شرف ##لقد عكست أوضاع البورصة المصرية صورة طيبة للاستقرار في مصر خاصة أنه بعد فترة التوقف كانت المخاوف من حدوث انهيار كبير, لكن كل هذه المخاوف تبددت بفضل دعم المتعاملين من المواطنين المصريين أو العرب وإقبالهم علي الشراء, وهذا ما يدعونا إلي التفاؤل.. فطالما هناك حرص عربي علي قوة مصر ستظل مصر قوية بأبنائها وأشقائها##.