في بادرة هي الأولي من نوعها صرح الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة أن الوزارة بصدد دراسة مشروع التصويت علي جوائز الدولة العام المقبل إلكترونيا,وذلك لضمان سرية التصويت وشفافيته وكذلك توفيرا للمال ,كما عقدت لأول مرة وقائع جلسات أعضاء المجلس الأعلي للثقافة للتصويت علي جوائز الدولة التشجيعية لعام 2010 والتقديرية والفنون والنيل لعام 2011,وذلك بحضور العديد من الصحفيين والإعلاميين الذين شاهدوا بثا مباشرا لأحداث التصويت,ذلك لنفي حالة التشكيك الدائمة في نزاهة التصويت علي الفائزين بجوائز الدولة.
وعن الفائزين بجوائز الدولة في هذه الدورة فقد أعلنت التشجيعية لعام 2010 في الفروع الأربعة الفنون,الآداب,العلوم الاجتماعية والعلوم الاقتصادية والقانونية وعددها 32 جائزة,وقيمة كل منها 50 ألف جنيه حيث فاز في الآداب كل من إبراهيم زهران,وأحمد إبراهيم,وعادل عصمت ,والراحل عبد الحكيم حسان,وجمال العسكري,ومجدي إسحاق وعزة رشاد,أما جوائز الدولة للتفوق لعام2011,والتي تبلغ قيمتها المالية 100 ألف جنيه لكل جائزة فاز بها في مجال الآداب اسم المرحوم إدريس علي,وحجبت الجائزة الأخري في نفس الفرع,أما الجوائز التقديرية لعام2010 والتي تبلغ قيمتها 200 ألف جنيه لكل جائزة فاز بها في فرع الآداب كل من الكاتب عبد الوهاب الأسواني والدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي وفؤاد قنديل.
التصويت الإلكتروني وعدم التلاعب
في البداية يجب التعريف بنظام التصويت الإلكتروني بأنه نظام يعتمد علي استخدام أجهزة كمبيوتر وماسحات ضوئية والتكنولوجيا الحديثة من أنظمة وأجهزة لعد وإحصاء الأصوات أوتوماتيكيا دون استخدام أية أوراق ويحتوي هذا النظام علي طريقتين ,الأولي هي التصويت عبر الإنترنت عن طريق وضع معايير لمنع التزوير,منها حماية نظام الاقتراع بمضادات للفيروسات,وتعيين كلمة سر أو كود مميز لكل ناخب لايمكن التلاعب به,والطريقة الثانية,يتم فيها الاقتراع من خلال الضغط علي أزرار معينة علي شاشة إلكترونية ويتم تسجيل بيانات المقترعين علي أجهزة الكمبيوتر في مراكز الاقتراع,وفي نهاية فترة التصويت,يتم تجميع البيانات في جهاز مركزي لاحتساب الأصوات دون تلاعب.
السرعة وخفض التكلفة
وللتصويت بالنظام الإلكتروني العديد من المزايا منها:توفير الراحة للمقترعين مما يشجع علي مشاركة أكبر عدد ممكن,حيث يمكن توفير إمكانية التصويت من أي مكان عبر الإنترنت,استحالة قيام غير الناخب أو صاحب الحق في التصويت بالتصويت,تمكن الآلات الإلكترونية ذوي الاحتياجات الخاصة من الإدلاء بأصواتهم,تؤدي عملية التصويت باستخدام الإنترنت ووسائل الاتصالات الحديثة إلي خفض تكلفة الاقتراع حيث لاتحتاج العملية
إلي إجراءات إدارية ومكتبية وأمنية واستخدام مقار جهات وتعطيلها,إمكانية حفظ وتخزين البيانات في أكثر من موقع,إضافة إلي سرعة معالجة البيانات واستخراج النتائج مع صعوبة تزوير الاقتراع أو التدخل فيه.
الأعطال والتحكم في عدد الأصوات
أما عيوب التصويت بالنظام الإلكتروني فتتمثل في التلاعب في النتائج إلكترونيا عن طريق الفيروسات,أو مخترقي أنظمة الكمبيوتر الذين يستطيعون التحكم في عدد الأصوات وتوجيهها لصالح مرشح بعينه,احتمالات الأعطال أو الأخطاء الناتجة عن تعطل أو تلف النظم الإلكترونية احتمال قيام جهات لها مصلحة في تزوير وتزييف الاقتراع لمصلحتها بالتدخل في النظام سواء بوضع تعليمات في البرمجيات حال تأسيس أو إنشاء النظام أو من خلال إدارته أو صيانته تنفذ تعليمات المتدخلين أو الواضعين للنظام أو مشغليه لتحقيق مصالحهم, كما أنه لايمكن التيقن من سلامة النظم الإلكترونية من خلال المعاينة البشرية للشخص المعتاد.
تغيرات جذرية
ويري الأديب الدكتور ذكي سالم أن التحول إلي التصويت الإلكتروني في جوائز الدولة يعد خطوة ايجابية, ولكن ليست هذه هي المشكلة فالمشكلة أن المجلس الأعلي للثقافة بأكمله في أشد الحاجة إلي تغيرات جذرية,لأن منذ إنشاء المجلس ويتم تعيين أعضائه بناء علي العلاقات الشخصية مع وزير الثقافة أو مع الأمين العام,وهنا يتضح أن الجانب الشخصي هو الجانب الأبرز في اختيار أعضاء المجلس,ولكن هذا لاينفي قيمة الكثيرين من هؤلاء الأعضاء الذي نكن لهم كل احترام وتقدير.
وأشار الدكتور ذكي سالم إلي أن ثورة 25 يناير جاءت لتحدث تغيرا عاما في مصر بما في ذلك المؤسسات الثقافية مطالبا استبدال فكرة التعيين ليحل محلها الانتخاب,فعلي سبيل المثال انتخاب المحافظ من قبل الشعب سيجعله يعمل لصالح هذا الشعب الذي انتخبه,أما إذا تم تعيينه من قبل الرئيس فأنه سيسعي إلي إرضائه ومن هذا المنطلق لابد من تغيير هيكل المجلس الأعلي للثقافة بحيث يتم إبعاد جميع الموظفين من التصويت,ثم بعد هذا يجب أن يتم تشكيل المجلس الأعلي بجميع لجانه بالانتخاب,وذلك من قبل تشكيل جمعية عمومية تجمع جميع المثقفين والمهتمين بالثقافة,وانتخاب أعضاء ذات قيمة وثقل ثقافي للمجلس الأعلي للثقافة,وهم يقومون بدورهم بالتصويت علي جوائز الدولة بعيدا عن أي تأثير للعلاقات الشخصية.
وتوافقه الرأي الكاتبة سلوي بكر التي تري أن الأهم من بحث كيفية التصويت في جوائز الدولة في الأعوام القادمة هو البحث عن كيفية تشكيل لجان المجلس الأعلي للثقافة وماهي شروط أعضائها؟خاصة أن بعض لجان التحكيم غير متخصصة.وكان بالأحري جوائز الدولة لهذا العام أن تؤجل لحين إعدادها بصورة تتناسب مع روح ثورة25 يناير المجيدة.