تعاني مستشفيات التأمين الصحي في مصر العديد من المشكلات سواء علي مستوي الخدمة المقدمة أو الرعاية الصحية بالإضافة إلي ما نسمعه يوميا عن حالات الإهمال والتسيب التي تجعل المواطنين يفكرون كثيرا قبل الذهاب لتلقي العلاج…
مستشفي التأمين الصحي ببنها أحد تلك المستشفيات فضلا عن ميزانيته المحدودة…يشتكي العديد من المواطنين من سوء الرعاية المقدمة والمعاملة التي تجعل حصولهم علي حق الرعاية الصحية استجداء.
قامت جريدة وطني بجولة داخل المستشفي وبالرغم من أن الدخول مخصص فقط لمن يرافقون المرضي المحجزين بها كما تنص اللافتة علي باب الدخول إلا أننا مررنا دون سؤال.
وعلي الرصيف كانت تقفهالة إحدي الممرضات بجامعة بنها التي قالت جئت بأمي للعلاج في مستشفي التأمين لأننا لسنا قادرين علي تحمل مصاريف العلاج في المستشفيات الخاصة ورغم ذلك فنحن نضطر إلي شراء الأدوات الطبية من الخارج سواءكانون الحقن أو المحاليل وحتي التحاليل نعملها في الخارج. وأضافت أن المستشفي يوفر السرير فقط الذي ينام عليه المريض.
احدي الممرضات قالت: الخدمة هنا علي قد الحال وضربت مثال علي سوء الرعاية الطبية موضحة أن أحد المرضي الذي كان مصابا بسكتة قلبية وتم تشخيصها علي أنها إغماء بسبب نزلة برد ولما تضاعف الأعراض اضطر الأطباء إلي عمل كشف بالمنظار مما سبب له التهابات ودخل العناية المركزة ونتيجة عدم وجود سرير بالإضافة إلي سوء الرعاية الطبية والنظافة السيئة والقاذورات التي تملأ جنبات الطوابق بالمستشفي قد اضطررنا أن نضعه في مدخل العنبر, والآن هذا المريض في غيبوبة تامة ولا أحد يعلم مصيره حتي الآن.
لو لكي حق مش هتاخديه برضه كامل هكذا قالت المواطنة تيسير التي كانت من ضمن الجالسات علي الرصيف منتظرة زيارة أبيها في قسم الباطنة وقالت يكفي أننا نضطر كل يوم لشراء كيس دم بمائة جنيه وكيس بلازما بـ45 جنيها وعلي هذا الحال أكثر من عشرة أيام رغم أنه المفروض تأمين صحي من الحكومة بالإضافة إلي إعطاء بعض المبالغ التي تعتبربقشيش ونظافة وإكرامية من أجل جلوسنا مع المريض.
كل ذلك في أماكن انتظار المرضي ولما دخلنا المستشفي بالرغم من أنه كان في عدم أوقات الزيارة وبعد أن توسط لنا أحد المنتظرين عند مسئول الدخول لأقسام المستشفي بأن لي قريبة في الإنعاش وافق حتي دون السؤال عن اسمها.
وفي الداخل كان التجول بحرية والدخول لأي قسم ولأي مريض سواء كان رجلا أو امرأة فدخلنا قسم مرضي القلب…والتقينا بإحدي المريضات واسمهاعطر قالت: الخدمة هنا لا يمكن مقارنتهابخدمة زمان فيكفي أنك لكي تدخل فقط من باب المستشفي يجب أن تدفع عشرة جنيهات حتي لوهتفضي في المستشفي يوم واحد يعني بياخدوا ثمن الخدمة منك مقدما فهل يعقل هذا في مستشفي تخدم المواطنين بالمجان.
أما سعاد إحدي المريضات في قسم الباطنة فشددت علي إهمال الأطباء في وصف الأدوية علي حسب الأنواع المتوفرة في المستشفي خاصة الأدوية البديلة وليس هناك أي أدوية سواء في الصيدلية الخاصة بالمستشفي أو العيادة الخارجية سوي الأدوية المفروضة علي التعاقد بالمستشفي.
وأكدت علي ضرورة الكشف والعلاج في العيادات الخاصة أولا قبل الدخول للتأمين الصحي حتي تعرف نوع المرض لأن التأمين الصحي -علي حسب قولها-عمره ما كان بيعالج وعبرت عن نظام الواسطة الذي ساد فقالتعندما دخلت المستشفي أول مرة للكشف كانوا لا يعاملونني جيدا بل رفضوا أعطائي سريرا ولكن عندما كشفت في العيادة الخاصة بأطباء المستشفي وجئت لهم مرة أخري رحبوا بي ووافقوا علي حجزي بالمستشفي فقط لأنهم رأواروشته هذا الطبيب وأضافت دولقتي مبقاش في علاج ببلاش معاكي فلوس تتعالجي…لو مش معاكي يبقي مفيش علاج.
تلك هي الكلمة التي تنطبق علي حالة عم صابر أصعب تلك الحالات والذي كان مستلقيا وحيدا في قسم الجراحة حتي بدون غطاء وقالأنا عندي الضغط وورم في بطني وتورم في قدمي اليمني ومع ذلك طلبوا مني أن أخرج وتشاجروا معي وبحسرة شديدة طب أخراج أروح فين وأنا مستلف تمن العلاج إللي بأخذه.
عم صابر الذي بكي وهو يؤكد أن زوجته سيدة مسنة ومريضة لا تستطيع خدمته وأولاده كلهم متزوجون ولا يسألون عنه تساءلعن رحمة الأطباء.
في قسم العظام كان أحمد محمود -طالب في الصف الثالث الإعدادي- يرقد منتظرا(فك الجبس) وقال لا توجد هنا أي خدمة بدون مقابل وبلا ممرضين ويكفي أنني أرقد أكثر من شهر في المستشفي ولا أستطيع الانتظام في الدراسة بسبب خطأ الطبيب الذي قام بتجبير قدمي وإعطائي إذن خروج وطلب مني القدوم بعدها بأسبوعين وعندما حضرت لفك الجبيرة كانت قدمي تورمت جدا والتهبت والسبب أن هذا الطبيب المعالج لم يعطني الأدوية ولم يقم حتي بعمل فتحة تهوية داخل الجبيرة والنتيجة أنني سأرقد أسبوعين آخرين داخل المستشفي.
نتوجه بهذه الشكاوي إلي رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية وإلي وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي ليتدخل من أجل المرضي الفقراء.