في يوم الثلاثاء الموافق 20 يناير 2009 تنيح غبطة الأنبا إسطفانوس الثاني بطريرك الأقباط الكاثوليك,وهو من أسرة عريقة في المسيحية والكثلكة وعلي حسب سجلات الآباء الرهبان الفرنسيسكان فجده الأكبر غبريال جرجس نال سري المعمودية والميرون المقدس علي يد الأب بونافنتورا دا أكوارو الفرنسيسكاني في 30مايو 1727,وعندما زار الأنبا روفائيل ميخائيل الزيات الطوخي (1692-1787) النائب الرسولي للأمة القبطية الكاثوليكية,قرية الشيخ زين الدين,عين غبريال جرجس (الجد الأكبر لغبطة البطريرك) إبصالتس (مرتلا) للرعية بالقرية,بعدهها تحول اسم العائلة من عائلة دعدع إلي عائلة العريف وبقي الاسم إلي يومنا هذا,بالإضافة إلي ذلك أهدي الأنبا روفائيل الكتب الطقسية لرعية الشيخ زين الدين,وقام غبريال بنسخ قطمارس الرسائل والأناجيل,وخدمة الشماس,وكتاب المدائح علي مدار السنة التوتية,وطقس أسبوع البسخة المقدسة,وبعض عظات للقديس يوحنا ذهبي الفم وما زالت العائلة محتفظة إلي يومنا هذا بهذه الكنوز,وأما شقيق غبطته الأكبر ميلاد فقد سبقه في الالتحاق بالإكليريكية يوم 17 ديسمبر 1925,وفي يوم 23ديسمبر 1934 نال درجة الرسائلية علي يد المدير الرسولي الأنبا مرقس خزام,وقرر أن ينال الدرجة الكهنوتية في السنة التي تليها ولكن الموت سبقه وتوفي في مساء يوم 18مارس1935,كما أن شقيقته الصغري مار جبرائيل التي التحقت براهبات قلب يسوع المصريات ولكنها سبقته في الأخدار السمائية في يوم 25أغسطس 2008
ولد غطاس أندراوس عيد غبريال جرجس البابا إسطفانوس الثاني بقرية الشيخ زين الدين -طهطا- سوهاج يوم 16يناير1920,ونال سري العماد والتثبيت في كاتدرائية طهطا للأقباط الكاثوليك في 14أبريل 1920 علي يد الأب أنطون يسي, في سن الرابعة التحق بالكتاب في القرية وتعلم علي يد المعلم طانيوس أرمانيوس وشهرته طنوش,وفي عام 1926 التحق بمدرسة الفرير بطهطا واستمر فيها ثلاث سنوات,ومن بين زملائه في المدرسة كان عبد الملاك حنين كابس (المتنيح الأنبا يوحنا حنين كابس أسقف كليوبطريس ومساعد غبطة البطريرك الأنبا إسطفانوس الأول) وصبحي إسكندر ميخائيل (المتنيح القمص مكسيموس إسكندر ميخائيل كابس). وتقدم للمناولة الاحتفالية بالقرية,والتحق بالإكليريكية الصغري يوم 1928/7/24,ثم درس المرحلة الإعدادية والثانوية بمدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بالفجالة ووقع الاختيار عليه وهو شماس ليلقي خطابا, نيابة عن المعهد الإكليريكي بالمعادي بمناسبة الحلفة التي أقامها المعهد في 1936/4/27 لليوبيل الفضي لنيافة المدير الرسولي الأنبا مرقص خزام (1911-1936).
في سبتمبر 1939 اختاره السينودس المقدس لدراسة الفلسفة اللاهوتية في كلية انتشار الإيمان-بروما,وفي عام 1943 أتم دراسته الفلسفية واللاهوتية وتمت سيامته الدياكونية (الإنجيلية) علي يد المطرن أفيرينوا المطران الروسي بمدرسة الروس في 1944/3/25,وتمت سيامته الكهنوتية في روما واتخذ اسم غطاس وأقام القداس الأول مع الأب ملاك حنا آنذاك (المتنيح الأنبا يوأنس ملاك صليب) في اليوم التالي بالدياميس بروما وبعد عودته إلي أرض الوطن في يونية 1945 عين أستاذا في الفلسفة بإكليريكية طهطا,ثم في إكليريكية طنطا مدرسا للفلسفة واللاهوت العقائدي واللغة القبطية والإرشاد الروحي,وشعر بدعوة ملحة إلي الحياة الرهبانية وانتمي إلي الرهبانية الأليعازرية للقديس منصور دي بول عام 1952,وفي سنة 1960 أسس لجنة مدارس الأحد منظمة مدارس الأحد وأدارها من سنة 1960 إلي سنة 1967, وكان هدفها تكوين خدام وخادمات للمدارس والتكوين الرهباني,وسافر إلي دير الابتداء بباريس-فرنسا – ومن هناك أرسله رؤساؤه إلي بيروت حيث قضي ست سنوات. ثم عاد إلي مصر كرئيس لدير الآباء الأليعازريين بالإسكندرية فقضي فيها سبع سنوات يعظ ويقوم بعدة أنشطة رسولية لصالح الشباب ومجموعات جنود مريم والاهتمام بالدعوات الكهنوتية والرهبانية.
اختاره السينودس المقدس مطرانا لكرسي طيبة (الأقصر) وسيم أسقفا في 1967/6/9 بكنيسة الآباء الأليعازريين -بالإسكندرية- وتم تجليسه في كاتدرائية طهطا في 1967/6/16 وفي 1970 اختير ممثلا أعلي لدي السلطة الكنسية لمنظمة جنود مريم بالقطر المصري وعينه الكرسي الرسولي مديرا رسوليا لبطريركية الأقباط الكاثوليك وللإيبارشية البطريركية ورئيسا للسينودس البطريركي في 1984/2/20,وأصدر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني مرسوما بابويا في 1984/2/22 بشأن ذلك الاختيار.
نظرا لاعتلال صحة الأنبا إسطفانوس الأول ولما قدم استقالته من المهام البطريركية. انتخب السنودس البطريركي في 1986/6/9 الأنبا أندراوس غطاس بطريركا علي السدة المرقسية للأقباط الكاثوليك متخذا اسم إسطفانوس الثاني وفاء وتقديرا لسلفه. وتم حفل تنصيب البطريرك بكاتدرائية القديس الأنبا أنطونيوس في الفجالة في 1986/7/12,واتخذ غبطة البطريرك الجديد كشعار له التاج والصليب والنجمة والأهرامات والشعلة وإكليلين والأسد والكتابة الموجودة تحت هذا الشعار هي الطيبة والتدبير والمعرفة,وتوضع هذه الشارة علي كل عمل رسمي يصدر منه حتي تذكره دائما بالمقاصد التي اتخذها يوم انتخابه بطريركا.
فالتاج في أعلي الشعار يرمز إلي رئاسة البطريركية حتي يتذكر دائما أنه أب ورئيس,والصليب الذي يتوسط أعلي الشعار هو صليب القديس بطرس الرسول الذي رفض أن يصلب علي مثال معلمه السيد المسيح لأنه قال إنني غير مستحق لهذا الشرف العظيم وهو يرمز إلي التواضع أي أنه يقبل الآلام والشدائد التي تعوقه في المسيرة لأنها ما هي إلا جزء من مشاركته لسيده يسوع المسيح.
أما النجمة في وسط الصليب من أعلي فهي ترمز للسيدة العذراء حتي تعينه في تحمل المسئولية الشاقة,والأهرامات التي علي يمين الصليب فهي رمز لحضارة مصر القديمة التي بشر فيها القديس مرقس الإنجيلي وأصبح الإيمان فيها راسخا رسوخ هذه الأهرامات الشامخة رغم كل ما قاساه من اضطهاد وعذاب.
وبالنسبة للشعلة التي علي يسار الصليب فترمز لمنارة الإسكندرية التي كانت مهد الحضارة ومنارة العلم.والإكليلان بجوار الشعلة يرمزان إلي مصر بلد الشهداء التي صمدت أمام دقلديانوس وسفك دماء المؤمنين وسالت أنهارا حفاظا علي الإيمان القويم,وصارت دماؤهم شهادة لهم علي مدي الأجيال حتي قال أحد الآباء بالاضطهادات تغلق الأرض ولكن السماوات تفتح.
الأسد هو رمز للقديس مرقس الإنجيلي وأمامه الإنجيل الذي كتبه لأهل مصر وصار يدافع عنه كالأسد الذي لا يخشي أحدا,أما الكتابة الموجودة أسفل الشعار: وهي الطيبة-والتدبير-والمعرفة وهي الصفات التي اختارها أبونا البطريرك إسطفانوس الثاني ليتحلي بها طيلة حياته علي الكرسي البطريركي.
وفي حفل خاشع مهيب تم يوم الجمعة 1986/12/12 في الفاتيكان عقد لقاء بين قداسة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني وغبطة البطريرك الأنبا إسطفانوس الثاني غطاس بصحبة أصحاب النيافة المطارنة الأقباط الكاثوليك بمصر ولفيف من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات ووفد حاشد من الشعب القبطي الكاثوليكي من مصر والمهاجرين إلي أوربا وأمريكا الذين حضروا خصيصا إلي روما للمشاركة في هذا الحدث التاريخي بهدف تبادل الشركة الأخوية المقدسة بين كنيستي روما والإسكندرية الشقيقتين أي البابا يوحنا بولس الثاني والبطريرك إسطفانوس الثاني,ومنحه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني رتبة الكاردينال في عام .2001