مرت الأيام والشهور سريعا منذ قيام ثورة 25 يناير التي حققت نجاحا ملفتا للنظر ومنذ تعيين عصام شرف رئيسا للوزراء لتيسير الأعمال وقد ترددت وعودا كثيرة ومتنوعة لم يتحقق منها شئ, وها نحن بعد الشهر الثامن من قيام الثورة والوعود محلك سر, لم يتحقق منها شئ. لقد صدرت وعود بإنجاز وإعداد قانون بناء دور العبادة الموحد. هذا القانون الذي ظل في درج فتحي سرور سنوات بغير أن يري النور, وعندما قامت الثورة ونادي الجميع بأنه آن الآوان أن يتحقق هذا القانون وأن يري النور علي أرض الواقع انتظرنا أن يتحقق الوعد والتصريح بلا طائل. ترددت جدالات ومناقشات وانتهي الأمر عند هذا الحد وإلي اليوم لا جديد.
وصدر قرار من رئاسة الوزراء بفتح أبواب الكنائس المغلقة, وتم حصرها وإحصاء عددها, وبدأ بالفعل فتح باب أو اثنين وتوقف الأمر عند هذا الحد, ولا ننسي ما حدث عندما تقدر فتح باب كنيسة في عين شمس حدثت مظاهرات ووقفات تؤكد ضرورة أن تظل أبواب الكنيسة مغلقة وهذا لمصلحة البلد!! ووقف شخصي قيل إنه سلفي وأكد أن المصلحة تقتضي عدم فتح باب الكنيسة حتي نتجنب فتنة طائفية لأن الموقع يمتلئ بالمسلمين الذين تؤذيهم افتتاح الكنيسة خاصة أن أمامها جامع قريب جدا منها وقد أصر علي هذا الرأي, ولم يعترض أحد من رئاسة الوزراء ولم ينهض لتطبيق القانون, ومن يومها لم يتم افتتاح أي باب لأي كنيسة مغلقة وحتي تاريخه!!.
ولا أحد ينسي ما حدث في إمبابة من أحداث طائفية مختلفة ومن هذه الأحداث التجمهر حول كنيسة ومحاولة اقتحامها بالثورة بحجة أن رجلا جاء يبحث عن زوجته المتزوجة من مسيحي ولديها طفل من زوجها المسيحي وأنها أسملت وتزوجت عرفيا من هذا الرجل الذي جاء يبحث عنها داخل الكنيسة, وتطور الأمر إلي حد حرق كنيسة مجاورة في المكان وإصابة الكثيرين بين قتلي وجرحي, وصدر قرار من رئيس مجلس الوزراء بالتحقيق في هذه الفتنة الطائفية وتقدم المتهمين والمجرمين للمحاكمة أمام المحاكم العسكرية وانتهي الأمر ولم يعاقب الذين أشعلوا الفتنة الطائفية!!
هل نريد المزيد؟ هل يستطيع أحد أن ينسي العدوان المجرم علي كنيسة القديسين في الإسكندرية أول يوم من أيام السنة الجديدة, وكم الشباب والشابات والكبار الذين لقوا حتفهم وفقدوا حياتهم وماتوا شهداء وبكت أعداد غفيرة من أبناء مصر علي هذا الحادث الأليم ووصناديق الشهداء تتالي في مشهد مؤلم وحزين وتكاثر الكلام حول البحث عن المجرمين والقتلة لإنزال العقاب العادل عليهم, ومرت الأيام والشهور ولا حس ولا خبر, ضاعت حقوق شهداء الكنيستين وإلي اليوم لم يتم القصاص العادل من القتلة والمجرمين, ولم يعد أحد يذكر شيئا عن التحقيق والعقاب.
وهل نسينا أحداث نجع حمادي في ليلة عيد الميلاد العام الماضي. ظل التحقيق في الحادث قرابة عام كامل قبل أن يصدر حكم علي مرتكبي الجريمة, وظل دم الشباب الشهداء يصرخ دون مجيب هل نريد المزيد؟ هناك الكثير الذي حدث ويحدث, وهناك الصمت التام والسكوت الأخرس. مع أن في البلد وزارة ورئيس وزراء لديه السلطة والقدرة علي تطبيق القانون وإجراء الحق وتسيير الأعمال, ولكن أين هي الأعمال التي تم تسييرها كل شئ محلك سر, والأيام والشهور تمر بلا عدالة أو قصاص. هل هذا غريب؟!
فدائما يقال في مصر كل شئ ينسي بعد حين فلا شئ بدأناه تم تحقيقه هذه هي النقطة وهذا هو الهدف. أن نظل محلك سر إلي أن يتم نسيانه, ولكننا لا نستطيع أن ننسي ولا نريد أيضا.