أجرت جريدة النهار اللبنانية حوارا مطولا مع
قداسة البابا شنودة الثالث تطرق فيه قداسته للعديد من القضايا حيث تحدث البابا في
البداية عن المهجر موضحا أن الكنيسة أصبح
لديها في المهجر منذ تسلمت المسئولية، نحو 260 كاهناً في أميركا وكندا، و50 إلى 60
في أستراليا، ولنا كنائس كثيرة في أوربا وفى إيطاليا أسقفان، الأول في روما والآخر
في ميلانو، ولدينا أسقف ونحو 9 كنائس في ألمانيا، وكنيسة في كل من سويسرا وهولندة
ورومانيا وبلجيكا. كذلك فى النمسا لنا أسقف ، ويوجد شعب لنا في بلاد الخليج وأبو
ظبى ودبى والشارقة والكويت، ولدينا مطران في القدس. ولدينا كنيسة جديدة في لبنان فانتشار
الكنيسة يزداد. كما أكد البابا أن تعداد الأقباط في مصر نحو 12 مليونا، وعن
الكنائس في مصر قال البابا ” ازدادت الكنائس
والأديرة في الفترة الأخيرة .
وحول التوترات الموجودة حاليا بين بعض المسلمين
والكنيسة قال قداسته :نحن لا ننزعج إطلاقاً، لأننا نشعر بأننا دائماً في عناية
الله نفسه. وحياتنا ليست فى أيدي الناس، بل في يد الله. وإذا وُجِدَ بعض التوتر، فهو
من جماعة معينة. أما الدولة، فلنا علاقة طيبة جداً بها وبكبار رجالها ، ولنا عندهم
نوع من التقدير والمحبة. لكن من يقومون بالضوضاء لا يمثلون الشعب..
وحول الاتهامات التي يوجهها البعض للكنيسة قال
البابا : الكنيسة ليست في موضع اتهام. وإذا اتهمها أفراد خارجون على النظام، فلا
تقبل الدولة ولا الشعب هذا الاتهام وكل هذا لا يضرنا بشئ إطلاقا فنحن نرى كل هذه
الأشياء، ونطلب من الرب أن يغفر لهم ويهديهم إلى طريق الخير.
وحول شعوره عند سماعه بالهتافات التى كانت ضده
قال البابا شنودة: “لا يهمنى”. يمكن أن أقول لك إنها
زوبعة في فنجان ولا نتضايق من هذه الأمور، لأنهم يستغلون جهل الناس كي يثيروهم فعلى
سبيل المثال أثاروا موضوع كاميليا شحاتة زاخر، زوجة راعى كنيسة مار جرجس فى دير
مواس في المنيا وظنوا أنها أسلمت، لكنها لم تسلم إطلاقاً ، وقالوا أنها ذهبت إلى
الأزهر، والأزهر أعلن رسمياً أنها لم تخط أبوابه ، وأضاف البابا موكدا على أن كامليا موجودة في
مكان آمن ، فهم يظنون أن إسلامها مكسب كبير لهم، لأن زوجها كاهن. ولكن لم يحدث
إطلاقاً أنها أسلمت. وكانت النتيجة أنها أذاعت بالصوت والصورة أنها مسيحية، ولم
يحصل أنها أسلمت. وأكد البابا أنه لاتوجد
مصلحة للكنيسة في الضغط على أحد ، فالدين لا يأتى بالإكراه. الدين مشاعر
داخل القلب، وإيمان داخل القلب، ولا يمكن أن يأتى بالضغط، فهل يعقل أن يتم الضغط
على أحدهم كى يؤمن؟ الأمر ليس معقولاً. فلم يحدث أنها أسلمت. لكن الضجيج يحدث،
ويتهموننا بأننا أخذناها وخطفناها ووضعناها فى دير، وهى لم تدخل ديراً من أديارنا.
كل هذه الأقوال أكاذيب. ونحن في المسيحية لا نحب أن يعلو صوتنا كما يعلو صوتهم. السيد
المسيح علمنا حياة الوداعة والاتضاع، فلا نقابل السيئ بالسيئ، والتظاهرات
بالتظاهرات،
وتساءل البابا قائلا: هل الإسلام سيزيد بانضمام امرأة إليه حتى تثار
هذه الضجة كلها؟ المشكلة أنها زوجة كاهن. ومفروض بزوجة كاهن أن تعيش فى الكنيسة
طوال الوقت فى جو دينى ، وأوضح البابا انه لدينا أكثر من 3 آلاف كاهن في مصر، فهل يمكن أن تحدث امرأة كاهن كل هذا الضجيج ؟ “مش
معقول”.
وحول ترك المسيحيات للمسيحية قال البابا : ترك
الإيمان ليس أمراً سهلاً، وإذا ترك إنسان إيمانه المسيحى، فبالطبع نحزن من أجله،
لكن لا نقيم ضجة.
أكد قداسة البابا فى الحوار أن الكنيسة تترك كل
قبطى يختار من يمثله فى البرلمان وفق ما يشاء وحسب ضميره، وأضاف أن الأقباط يعرفون من هم الذين يقفون معهم، ومن
هم الذين يقفون ضدهم. وبكامل إرادتهم، سيختارون من يقفون إلى جانبهم،
وحول السجال الإعلامى بين الأنبا بيشوى
والدكتور محمد سليم العوا قال البابا شنودة: إذا وجد خلاف، يمكن أن يحل بحوار فردى هادئ، ولكن
أن ينتقل خلاف من اثنين إلى الشعب كله، فهذا أمر غير لائق،
———————
13-10-2010