رحب قداسة البابا شنودة الثالث في بداية لقائه يوم الأربعاء الماضي بالوفد القادم من ألمانيا -28شخصا- بصحبة الأنبا دانيال أسقف ألمانيا, وقد قدم الوفد بعض الترانيم باللغة الألمانية.
وفي معرض إجابته عن الأسئلة التي وردت لقداسته أكد البابا شنودة ردا علي أحد الحاضرين يشكو ضيق الوقت وعدم اتساعه للصلاة والتقرب من الله أن الإنسان لم يستفد أي شئ في حالة بعده عن الله, مستندا إلي الآية التي تقول: ماذا يفيد الإنسان لو ربح العالم لكه وخسر نفسه.
وبمناسبة عيد الأم وحضور رحلة كاملة من محافظة الفيوم تضم عددا من الأمهات, أشار قداسته إلي أن العالم كله لا يمكن أن ينسي فضل الأمهات, وأكد أنه لولا الأم ما كنا نحن موجودين علي الأرض, كما أنهن تعبن كثيرا جدا من أجل أبنائهن, ولذلك أوصي السيد المسيح يوحنا الحبيب علي أمه العذراء مريم عندما كان معلقا علي الصليب قبل موته.
وأشار قداسته إلي أن الدراسة في الكلية الإكليريكية تتطلب التفرغ, بحيث لا يكون الدارس طالبا بكلية أخري, وذلك حتي لا تأتي دراسة اللاهوت علي حساب المستقبل الدراسي للطالب.
من ناحية أخري أوضح قداسته أن المجلس الإكليريكي ليس من اختصاصه الحكم ببطلان الزواج قبل انفصال الزيجة, إنما هذا يرجع إلي اختصاص المحكمة, وهو ما يطبق منذ عام 1955 بعد أن تم إلغاء المحاكم الملية والشرعية واستبدالها بالأحوال الشخصية, أما عن إختصاص المجلس الإكليريكي فيكون بعد حكم المحكمة إذا طلب أحد الطرفين الزواج للمرة الثانية, فإذا حصل علي بطلان زواج يتم الموافقة, أما لو كان طلاق لعلة الزنا فإن الطرف البرئ يصح له بالزواج ثانية.
وشدد قداسة البابا علي ضرورة عدم الموافقة علي الزواج من طرف لا يحبه, خاصة إذا كان مرتبطا ويحب شخصا آخر حتي لو قام الأهالي بالضغط عليه, وأشار إلي أن الإرغام في الزواج وعدم موافقة أحد الطرفين يعد من أسباب بطلان الزواج.
أما عن الزواج من أجنبي فأوضح قداسته أن الشخص الأجنبي الذي يرتبط بأرثوذكسي أو أرثوذكسية وموافق علي العماد فإن عنصر الإيمان لم يتوافر لديه بعد, فالكتاب المقدس يقول: من آمن واعتمد خلص, فإذا كان قد وافق علي المعمودية من أجل هذه الزيجة فهو إرضاء الطرف الآخر دون اقتناع من داخله ويمكنه بعد ذلك ترك هذا الزواج.
وعن الأجساد النورانية التي سوف نحيا بها في الأبدية أشار قداسة البابا إلي أنها قابلة للتطور العقلي والذهني وذلك وفقا لما قاله الكتاب في إنجيل (يوحنا17:3): وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته. أما عن الأرواح التي ماتت في سن معين فليس من الضروري أن تبقي في نفس السن عند الانتقال فهي أجساد نورانية ليس لها عمر زمني.