شهد المقر البابوي بالأنبا رويس بالعباسية صباح الثلاثاء الماضي الاجتماع الطارئ للمجمع المقدس الذي عقد برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية وواحد وثمانون من أصحاب النيافة المطارنة والأساقفة من إيبارشيات الكرازة المرقسية في مصر والخارج, ورؤساء الأديرة ووكلاء البطريركية بالقاهرة والإسكندرية, ولتعذر حضور باقي الأساقفة لوجودهم بالخارج فقد أرسل تسعة منهم موافقتهم وتأييدهم لما ينتهي إليه المجمع المقدس.
وبانتهاء مناقشة أعضاء المجمع لحكم المحكمة الإدارية العليا بإلزام رئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداسة البابا شنودة الثالث بالتصريح بالزواج الثاني أصدر المجلس بالإجماع بيانا وقعه الجميع أعلنوا فيه أن الكنيسة القبطية تحترم القانون ولكنها لا تقبل أحكاما ضد الإنجيل.
وعقب انتهاء اجتماع المجمع المقدس عقد قداسة البابا مؤتمرا صحفيا بالقاعة الملحقة بمكتب قداسته حضره بعض الأحبار الذين شاركوا في الاجتماع وبعد أن انتهي قداسة البابا من قراءته للبيان الذي صدر عن المجمع المقدس, أوضح قداسته أن الآيات الواردة بالإنجيل في هذا الأمر واضحة ومعروفة ولا تحتاج إلي إعادة ترديد.
كما أوضح قداسته الأدلة والبراهين الواردة في القوانين والأحكام القضائية الصادرة فيما يتعلق بالزواج والطلاق في المسيحية والتي استند إليها المجمع في بيانه, مؤكدا أن قرار المجمع المقدس يعبر عن رفض الكنيسة للحكم لأنه ضد ضمائرنا وضد الكتاب المقدس.
هذا وقد وجه الصحفيين لقداسة البابا العديد من الأسئلة المباشرة وغير المباشرة, وأجاب قداسته باستفاضة علي كل ما وجه إليه,ومن خلال إجاباته أكد قداسته أن الزواج في المسيحية سر مقدس وعمل ديني بحت مشيرا إلي أن الشريعة الإسلامية تقولإذ جاءكم أهل الذمة فأحكم بينهم بما يدينون.
وفي اللقاء الأسبوعي يوم الأربعاء أكد قداسة البابا في كلمته أنه يثق تماما في الرئيس حسني مبارك, ويثق في وقوفه مع الحق والعدل مشيرا إلي أن الرئيس يعمل دائما علي مساندة الأقباط, وأنه لن يتخلي إطلاقا عنهم, وانتقد قداسة البابا في كلمته شكوي بعض الأقباط عما لا تفعله الدولة, وطالبهم بألا ينسوا ما فعلته وتفعله في العديد من المواقف, مؤكدا علي ضرورة الأخذ في الاعتبار الموقفين معا,والاعتراف بالمواقف الإيجابية للدولة التي قدمت الكثير من أجل الأقباط, وأعرب قداسة البابا في كلمته عن شعوره بقرب انفراج الأزمة وحل المشكلة.