ترأس قداسة البابا شنودة الثالث قداس عيد الميلاد المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بمشاركة اثني عشر من الآباء الأساقفة وبحضور عدد كبير من الوزراء والمسئولين والسفراء وكبار الكتاب والصحفيين والمثقفين والفنانين وعدد كبير من المواطنين تعبيرا عن التلاحم وأواصر المحبة التي تربط كل المصريين.
ألقي قداسة البابا العظة حول دعوة السيد المسيح للحب وأنه جاء إلي الأرض لينشد الحب, وكان حبا متحركا نال منه كل من التقي به حتي قيل عنه إنه كان يجول يصنع خيرا, واسترجع قداسته قول أمير الشعراء أحمد شوقي: ولد الحب يوم مولد عيسي.
وكان قداسة البابا استهل كلمته بتوجيه التعزية لأسر شهداء الإسكندرية وفي كل البلاد التي استشهد فيها الأبرياء, كما وجه قداسته التعزية لأسر شهداء نجع حمادي في ذكري مرور عام علي استشهادهم, وقال: إن كان المجوس قدموا للسيد السيح ذهبا ولبانا ومرا فإننا نقدم له أيضا هذه الأنفس الغالية علينا, وهنا ذكر قول الرئيس مبارك: إن دماء أبناءنا ليست رخيصة علينا.
ووجه قداسة البابا شنودة الثالث الشكر للرئيس مبارك علي تهنئته بالعيد وعلي تعزيته خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس مع قداسته صباح – الخميس – ليلة العيد, كما وجه البابا الشكر للرئيس مبارك مرة ثانية لأنه جعل عيد الميلاد عيدا وطنيا لجميع المصريين.
تجدر الإشارة إلي أن الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام أخذ طابعا خاصا, فمن ناحية أنه تم وسط إجراءات أمنية مشددة إذ جاء بعد أيام معدودة من حادث الاعتداء الغاشم علي كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة, بعد أن أعلن قداسة البابا أن ما حدث في الإسكندرية لن يمنع الكنيسة القبطية من الاحتفال بعيد الميلاد, وأكدت الكنيسة والدولة بالفعل أن الإرهاب لن يحرم المسيحيين الأقباط من فرحة الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح, وإن كانت هذه الفرحة لم تكن كاملة بل مغلفة بالحزن علي الضحايا الذين سقطوا في مجزرة القديسين.