الخطر الكارثي هو فوضي حرية الرأي بكافة وسائل الإعلام السمعية والمرئية والقنوات الفضائية ودور العبادة . أصبحنا لا نسمع ولا نقرأ ولا نري إلا كل ما يضر بأمن الوطن واستقراره, ولما لا وقد وصلتني رسالة من أخ عزيز قيادي بأحد الأحزاب يناشدني متابعة قناة الحافظ حيث تمت استضافته وآخرين لإبداء الرأي والحوار عقب أحداث ماسبيرو الأخيرة . وإحقاقا للحق كان أخي هذا أكثرهم اعتدلا وموضوعية في الرأي بينما رأيت وسمعت – وياليتني ما رأيت ولا سمعت – من الآخرين هجوما شرسا علي الأقباط ورموزهم فكان اللقاء أشبه برسالة تحريض صريحة لإثارة الفتنة الطائفية.
الأدهي والأمر أنني ذهبت لأداء صلاة الجمعة بتاريخ 14 أكتوبر الجاري بأحد المساجد المجاورة لسكني بمدينة أوسيم واعتلي أحد الخطباء المنبر (لا أعرف هويته) حيث حمل بشراسة وجهالة علي الإخوة المسيحيين ورموزهم وأقول الحقيقة إنني لم ولن أسمع قولا أشد مما قال تحريضا علي الفتنة الطائفية . وما أن انتهت الصلاة وخرجت من المسجد حتي وجدت نجلتي الطالبة بنهائي طب قصر العيني واقفة في منتصف الطريق بين المسجد والمنزل وعلي وجهها علامات الجزع والارتباك وبادرتني قائلة: هل صليت الجمعة في هذا المسجد وسمعت الخطبة؟! فقلت: نعم , وقالت : لماذا سكت ؟! هذا الخطيب مجنون ومتطرف وهيخرب البلد ألا تعلم أن المسجد محاط بعشرات من منازل ومحلات الإخوة المسيحيين؟! شعرت بتقصيري فعدت لفوري في حضور المصلين قلت له أنت تزكي نار الفتنة الطائفية والبلاد تمر بظروف حرجة للغاية . والحق يقال كافة المصليين ثاروا عليه وقرروا إبلاغ الجمعية الشرعية المختصة لحرمانه من الخطابة مستقبلا, ثم طلبت مني نجلتي وهي التي من الأخوات (الإخوان المسلمين) وتحفظ القرآن عن ظهر قلب وتتفهم معانيه أن أمر علي منازل ومحلات الإخوة المسيحيين المحيطين بالمسجد لتوضيح الأمر وإزالة الآثار النفسية التي ترتبت علي هذه الخطبة.
بالله عليك ياسيدي أليس هذا خطرا كارثيا علي مصر كلها؟ ألم يجيء الوقت لوضع ضوابط صارمة علي كافة الأجهزة السمعية والمرئية ووسائل الإعلام والقنوات الفضائية وانتقاء خطباء المساجد بما يحقق أمن الوطن وسلامته في تلك الظروف الحرجة؟ ماذا أقول ؟! اللهم لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا.
* عضو مؤسس المصرين الأحرار شنباري أوسيم