يشكل عدم استطاعة الشخص المعاق الحصول علي فرصة عمل عائقا كبيرا أمامه يحول دون تمتعه بحياة كريمة, للأسف الشديد فإن مجتمعنا تزداد فيه هذه المعضلة يوما بعد يوم, حتي إن الأشخاص المعاقين حاليا بعد محاولات وإحباطات كثيرة للحصول علي فرص عمل فاض بهم الكيل ولم يجدوا أمامهم بديلا سوي أن يحتجوا ويعتصموا سواء أمام مجلس الشعب أو مبني محافظة القاهرة أو غير ذلك. وشهدت الشهور الماضية عدة اعتصامات واحتجاجات للأشخاص المعاقين وإن كانت تكررت كثيرا في شهر فبراير الماضي وشهر مارس الجاري إلا أن هذه الاحتجاجات بدأت منذ شهر نوفمبر من العام الماضي.. ولكن حتي الآن لا مجيب؟؟!! كانت المطالب الأساسية في الاحتجاجات والاعتصامات الأخيرة حول فرص العمل والحصول علي مكان للسكن بشكل أساسي. وكانت للمعتصمين تجارب مريرة امتدت لأكثر من عشر سنوات سواء في محاولات الحصول علي فرصة عمل ضمن نسبة الـ5% التي يحددها القانون, أو بالنسبة للحصول علي سكن تابع للمحافظة ولكن دون جدوي.
حول اعتصامات الأشخاص المعاقين الأخيرة تحدثنا إلي الدكتور أشرف مرعي رئيس مؤسسة ناس للاستشارات والتدريب في مجال الإعاقة, وأستاذ التربية الرياضية بجامعة حلوان, فقال: إن هذه الاعتصامات أو الاحتجاجات التي تكررت في الفترة الأخيرة من قبل الأشخاص المعاقين تعتبر بمثابة خروج من دائرة الصمت في مقابل انتهاك حقوقهم الذي يتعرضون له بشكل مستمر, فبهذه الاعتصامات بدأت تظهر مشاكلهم وتطرح علي الرأي العام ولم تعد مسكوتا عنها كما كانت من قبل, فهذا الأمر شئ إيجابي وبارقة أمل في حد ذاته.
ويضيف د.مرعي قائلا: أعتقد أن الأشخاص المعاقين وصلوا لهذه المرحلة بعد محاولات عديدة وإحباطات إلي أن فاض بهم الكيل فقرروا أن يعتصموا للمطالبة بحقوقهم التي لم ينصت أو يستجيب إليها أحد من قبل حينما طالبوا بها بالقنوات الشرعية المتعارف عليها, خاصة وأن السبب الرئيسي وراء الاعتصامات في الفترة الأخيرة كان للمطالبة بحقهم في العمل, حيث إن القوانين في هذا المجال غير مفعلة بشكل جيد… فمثلا القانون الخاص بتعيين 5 في المائة من الأشخاص المعاقين لا تلتزم به أي جهة من جهات العمل إلا فيما ندر. وبالرغم من أن مثل هذه الاعتصامات تعتبر بمثابة متنفس للأشخاص المعاقين وتوضيحا للرأي العام عن مشاكلهم ومطالبهم إلا أنني أفضل أن تكون المطالبات في الاعتصامات تخدم حقوق الأشخاص المعاقين وليس مجرد خدمات ومصالح شخصية لهؤلاء المعتصمين, فيجب أن تكون لديهم رؤية وتوجه عام عند المطالبة بالحقوق.
وعن دور المؤسسات العاملة في مجال الإعاقة يقول د.مرعي أن المؤسسات مهتمة الآن بشكل كبير بمناقشة مقترح لقانون جديد للأشخاص المعاقين يضمن لهم حقوقهم كمواطنين, ولكني أري أنه في الوقت الحالي لن يستطيع الأشخاص المعاقون أن ينتظروا لحين الانتهاء من هذا المقترح وإقراره كقانون ليبدأ في حيز التنفيذ, بل يجب في الوقت الحالي أن نطالب جميع المسئولين في هذا المجال بمحاولة تفعيل القانون الموجود حاليا… لأن إصدار قانون جديد قد يأخذ سنوات لإقراره.
ـــــ
استفسارات القراء
إحدي الأمهات – العجوزة – تقول: ابني 8 سنوات ويشكو المعلمون من عدم تركيزه ومن حركته الكثيرة, فهل من أماكن يمكنني التوجه إليها لتشخيص حالته؟
المحررة: يمكنك التوجه إلي بعض المراكز مثل مستشفي السمع والكلام أو المستشفيات التابعة للقوات المسلحة سواء في المعادي أو العجوزة.