اقام مركز مشورة أرض الجولف أمس السبت ندوة عن” الاستغلال والإيذاء الجنسى للأطفال” ألقاها الدكتور نبيل نصرى مدير مركز العائلة المقدسة للمشورة الأسرية بكنيسة العذراء أرض الجولف، حيث قام فى بداية الندوة بتعريف الجنس بأنه هو فعل الحب المتبادل بين الزوجين، وأى استخدام خارج هذه الحدود هو اعتداء على إرادة الله ونظامه، ومن هذا المنظور فالجنس شئ جميل ومقدس وتعبيرعن الحب والسلام والبهجة بين البشر، ولكن للأسف الجنس هو المسبب الأشد تدميرا، ومن أكثر الأسباب المؤدية إلى تعاسة البشر خاصة الأطفال لأنهم الأكثر عرضة وتأثرا بالاعتداء الجنسى .
تشويه فهم الطفل للجنس
ويشير الدكتور نبيل نصرى إلى أن التحرش الجنسى للطفل يشوه فهم الطفل للجنس وهدفه الاتحادى فى فكر الله، ويعيق عملية النضوج الرقيقة والحساسة فى البعد الاجتماعى والانفعالى والجنسى، ويعيق التعرف على محبة الله لما فى هذا الاعتداء الجنسى اعتداء على صورة الله وعلى هيكله، فمنظمة الصحة العالمية فى آخر إحصائياتها أشارت إلى أن قرابة مليون طفل فى العالم يتعرضون إلى مختلف أشكال الاستغلال الجنسى، وأكثر من مليون طفل فى العالم يتم استغلالهم فى الدعارة، وحوالى 20% من النساء تم الاعتداء عليهم، و20% من الرجال فى العالم تعرضوا إلى الإساءة الجنسية فى الطفولة .
طرق الاعتداء على الطفل
ويوضح الدكتور نبيل أن الاعتداء على الطفل يتم بسرية كاملة، حيث يلجأ المعتدى بإقناع الطفل بضرورة إخفاء الموضوع وعدم الكشف عنه، ونادرا ما يستخدم المعتدى القوة مع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها، الأمر الذى يثير شكوكا من الأهل حول الطفل، وهذا الاعتداء يتم عن طريق عدة طرق منها التودد والترغيب عن طريق استخدام الرشوة أو الملاطفة او الهدايا، أو التهديد والترهيب عن طريق الضرب، أو التحذير بعد حب الطفل، أو مصاحبته إلى الأماكن التى يحب التنزه بها، أو الإيحاء للطفل أنه هو السبب، هو الذى يريد هذا الفعل .
صفات المعتدى
ويؤكد الدكتور نبيل أن المعتدى على حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الاقل، ولع علاقة ثقة وقرب بالضحية، ولا يظهر كمجنون أو مختل أو شخص عنيف، وتاريخه الجنائى والاجتماعى عادة جيد جدا، وقليل منهم يستخدم المخدرات، وكثير منهم يدمن الكحوليات ويستخدمها أثناء ارتكاب الجريمة، إلا أن الشخص المعتدى عادة ما يكون شخص سلبى يخاف الآخرين ويشعر دائما بأنه مهدد، أما الأشخاص الأكثر عرضة للاعتداء هم الأطفال فى الأسر المفككة والمنعزلة اجتماعيا، حالة زوج الأم، إدمان المخدرات، إدمان الكحوليات لأحد أفراد البيت، الفقر المضنى، الولد الهادئ المطيع .
مشاعر صدمة التحرش الجنسى
ويضيف الدكتور نبيل أن صدمة التحرش الجنسى تترك مشاعر مختلفة ومتباينة على الطفل منها الارتباك، الشعور بالذنب، الخوف، الغضب، فقدان الثقة فى كل رموز السلطة حتى تصل فى كثير من الأحيان إلى فقد الثقة فى الله نفسه، فقدان الاستقلالية وعدم تحمل المسئولية، فقدان المبادرة والطموح والكفاءة، انهيار منظومة القيم الداخلية، عدم القدرة على الدخول فى أى علاقة حميمة أو علاقة ود وحب مع أفراد أسرته أو مع اى من أصدقائه .
اجتياز أزمة التحرش الجنسى
ويذكر الدكتور نبيل أن اجتياز الأزمة لها العديد من العوامل التى تساعد على علاج ما حدث للطفل مثل النجاح المدرسى، النجاح الأسرى مع الأب والأم، العلاقات الجيدة مع الأب بصفة خاصة لها أثر قوى جدا على سلامة الطفل النفسية فيما بعد، التعبير العاطفى الملموس بين الوالدين يحسن الآثار الناتجة عن الاعتداء أو العنف الأسرى فيجعل الأمر يتفاقم، أما الرياضة فلها تأثير وقائى كبير فى حماية الأطفال من خطر التحرش الجنسى بهم .
الوقاية خير من العلاج
ويخبر الدكتور نبيل الأسرة بأن الوقاية خير من العلاج، لذلك هناك العديد من الإجراءات الوقائية التى يجب أن نعلمها لأولادنا، منها عدم اللعب فى الأماكن الخالية والمعزولة، عدم السماح لأى شخص بأن يلامس الطفل أو يلعب بملابسه، عدم انتظار الطفل بجوار الحمامات العامة، عدم قبول أى هدايا أو حلوى من شخص غريب لا يعرفه الطفل، عدم قبول الطفل أى تهديد من أى شخص، عدم الذهاب مع أى شخص غريب إلى مكان لا يعرفه. أما الإجراءات الوقائية التى يجب على المؤسسات أن تقوم بها، فهى فحص كل من يعمل مع الأطفال نفسيا، عمل قائمة بأسماء الذين سبق اتهامهم فى اعتداءات سابقة، تعليم وتوعية المجتمع بخطر تلك الظاهرة على مستقبل الأطفال .
==
س.س
سبتمبر 2010