شهدت الفترة الأخيرة ظهور أكثر من خلاف بين عدد من الإعلاميين أو الصحفيين علي الساحة الرياضية مع لاعبين ومدربين, وكان آخرها تلك الواقعة التي بدأت بتوجيه انتقادات لاذعة من أحد الصحفيين إلي المدرب البرتغالي المدير الفني للأهلي, وانتهت باعتذار المدرب البرتغالي لكافة الصحفيين في مصر, بعد تصريحه الذي أساء فيه للبعض منهم بشكل واضح.
استطلعت وطني آراء الخبراء في الأشياء المطلوب تحقيقها, من أجل الوصول إلي علاقة صحيحة بين كافة وسائل الإعلام الرياضية, والعاملين في المنظومة الرياضية, كلاعبين ومديرين وإداريين وغيرهم؟
من جانبه قال طارق العشري المدير الفني لفريق حرس الحدود إن حل أي أزمة بين الإعلاميين أو الصحفيين وأي مصدر في كرة القدم, هو الاحترام, وأن يكون النقد الموجه بناء وليس هادما, الصحفي له الحق تماما في الانتقاد ولكن بطريقة فنية دون التعرض لأعراض أو شخصيات بعينها بألفاظ خارج المألوف وهذا غير مقبول, واللاعب أو المدرب يجب أن يتقبل هذا النقد البناء بصدر رحب وأن يعتبره علي سبيل النصيحة, ولكن إذا كان في حدود الأدب.
وأضاف العشري أتمني أن أري أجواء جيدة بين الصحافة والإعلام سواء مرئيا أو مسموعا ومع العاملين في كرة القدم, حيث إنهم يعتبروا أسرة واحدة, ومنظومة متكاملة وعناصر تكمل بعضها البعض, بداية من الجماهير والجهاز الفني والإدارة واللاعبين وتكتمل المنظومة بالإعلاميين والنقاد الرياضيين.
وتمني مدرب الحرس أن يشاهد ضوابط محددة في نطاق تغطية الصحفيين والإعلاميين, حيث أعطي مثالا لصالة المؤتمرات الصحفية بعد كل مباراة, التي دائما ما تكون مكتظة بالصحفيين, وهو ما يسبب تخمة في الأسئلة, وأن يقتصر الأمر علي الصحفيين المعتمدين, حتي يكون هناك تقنية للأمر, خاصة أن أحيانا حماس الصحفيين الشباب في طرح أسئلة تكون خارجة علي الإطار الفني قد تثير حفيظة المدربين.
وأكد عصام شلتوت رئيس القسم الرياضي في جريدة اليوم السابع أنه لابد أن يحكم المنظومة الرياضية نظام احترافي, لأن الإعلام الرياضي للإنجازات مؤرخ للأحداث والأنشطة الرياضية محليا وخارجيا, فالإعلام الرياضي بمختلف قنواته, المرئية والمقروءة والمسموعة, هو مجال جذب للجماهير وهو نتاج جهد خلاق يهدف إلي منح الرياضة تلك الصبغة التي تضفي عليها أرقي درجات الروعة والإبداع والإثارة, لذلك يستوجب علي كل طرف أن يحترم الآخر احتراما لائقا, ويقدر ظروف عمله, وألا يسيئ أي طرف للآخر.
وطلب شلتوت من أن ينظم كل فريق يومين في الأسبوع علي الأقل لإقامة مؤتمر صحفي مصغر للصحفيين, حتي يتم من خلاله الكشف عن كل تفاصيل الأحداث التي تدور داخل كل نادي.
ومن ناحية التزام الصحفيين والإعلاميين بميثاق الشرف الصحفي أكد شلتوت أن يجب أن نحترم أنفسنا وأن تكون هناك ردود لائقة من الطرفين, بالإضافة إلي التركيز في طرح الموضوعات وعدم الدخول في أمور فنية تدخل في فنيات خاصة جدا بالمدير الفني للفريق.
وأشار عزمي مجاهد مدير إدارة الإعلام في اتحاد الكرة المصري إلي أن احترام العلاقة بين الإعلاميين والصحفيين مع المصادر من كافة العاملين في كرة القدم واجبة, نظرا لأن كل طرف لا يستطيع إكمال عمله دون مشاركة الآخر, فالإعلام له دور بجانب الجماهير, في كل فريق ونادي, فالمباريات لا تقام دون الجماهير, أو تغطية الصحفيين والإعلاميين.
وأضاف عزمي لو كل فرد في المنظومة اهتم بعمله فقط, دون توجيه أي إساءة للطرف الآخر, لن تحدث بينهم أي مشاكل, وعلي كل طرف أن يبدأ بنفسه, فالجمهور يجب أن يكون غير متعصب, والإعلاميين والصحفيين أن يكونوا محايدين, ولابد أن يتفهم اللاعبين والمدربين والإداريين وكافة المصادر أهمية عمل الصحافة والإعلام, وأن تكون العلاقة بينهم في منتهي الشفافية.
من جانبه أكد جمال جبر مدير المركز الإعلامي للنادي الأهلي أن الإعلام الرياضي أحد أهم الحلقات التي ترسم معالم المنظومة الرياضية حيث يشكل الحاضنة التي تلتقي عندها كل الأطراف الساعية إلي إرساء أسس البناء الرياضي وتعزيز مقوماته إلي جانب الدور الكبير الذي ينهض به علي صعيد تسليط الأضواء علي مجمل الأنشطة الرياضية, لذلك فهو يقرب العلاقة بين أفراد الوسط الرياضي, والإعلاميين والصحفيين, وكافة العاملين به, لذلك لابد أن يراعي كل طرف مصلحة الآخر فبدون إعلام لا يحدث نجاح لذلك حصول الإعلامي علي المعلومة يعتبر حقا مكتسبا له وللقارئ أيضا, وفي نفس الوقت يجب علي الإعلامي أن يقدر هذا ويكون متعاونا مع كل أفراد المنظومة الرياضية.
وشدد جبر أن مصلحة كل طرف في يد الآخر, فلذلك العلاقة بينهم لابد وأن تكون محترمة للغاية, وأن يقدر كل طرف عمل الآخر, ويقدر مواعيده أيضا, وظروف عمله, لأن الإعلامي دائما بين مطرقة السبق وسندان التوقيت.
يذكر أنه في الاجتماع الأخير لرابطة النقاد الرياضيين برئاسة أيمن أبو عايد اتخذ قرارا بضرورة اعتذار المدير الفني البرتغالي للنادي الأهلي من خلال نفس الوسيلة الإعلامية التي تجاوز من خلالها في حق الصحفيين, وفي حالة عدم الاستجابة فإن المكتب التنفيذي للرابطة سوف يحتفظ في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاهه مع تقديم شكوي رسمية لسفارة البرتغال ومقاطعته إعلاميا بعدم نشر اسمه وصورته والاكتفاء بالإشارة إليه بصفته الوظيفية.