أصدر الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات، والمكون من ثلاث منظمات حقوقية هي الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة ومركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان وجمعية نظرة للدراسات النسوية تقريرا حول التغطية الإعلامية للانتخابات الربمانية. وأشار التقرير فيما يتصل بنصيب المحافظات المختلفة من حجم التغطية التليفزيونية إلى أن القاهرة لم تستأثر بالنصيب الأكبر بل محافظة الدقهلية حوالي 90 دقيقة من المساحة الزمنية تليها محافظة القاهرة التي نالت 38 دقيقة، ثم السادس من أكتوبر التي نالت 30 دقيقة، ثم حلوان التي نالت 22 دقيقة. و لم تظهر العديد من المحافظات في التغطية مثل جنوب سيناء والوادي والجديد والإسماعيلية وبني سويف. وبالنسبة لتوزيع زمن التغطية بين الفئات المختلفة للمرشحين وهويتهم السياسية، يلاحظ وجود درجة كبيرة من عدم التوازن. إذ حصل المرشحون من الأحزاب على 358 دقيقة بما يمثل نحو 24 % من إجمالي زمن التغطية التليفزيونية، بينما حصل المرشحون المستقلين على 147 دقيقة بما يمثل نحو 10 % من إجمالي زمن التغطية، في الوقت الذي يمثلون فيه النسبة الأكبر أما المرشحات ضمن كوتا المرأة فقد حصلن على 697 دقيقة بما يمثل نحو 46.5 % من إجمالي زمن التغطية، بينما لا يمثلن أكثر من 7% من إجمالي عدد المرشحين. أما المرشحين الذين لم تكن هويتهم واضحة بعد فقد حصلوا على 444 دقيقة بما يمثل نحو 30 % من إجمالي زمن التغطية التليفزيونية للانتخابا
وأضاف التقرير فيما يتعلق بالتغطية في الصحافة المطبوعة أن الصحف افردت مساحات لا بأس بما يوازي مساحة 127 صفحة من صفحات الصحف اليومية العادية. وجاءت جريدة الجمهورية في المقدمة بنسبة 14.8 % من المساحة الإجمالية التي خصصتها الصحافة عامة للانتخابات، تليها صحيفة الأخبار بنسبة 13.6 %، ثم جريدة الأهرام المسائي بنسبة 11.4 %، أما جريدة الأهرام فقد خصصت 6.6 %، وخصصت صحيفة روزاليوسف 5.3 %، إضافة إلى 4% جاءت من مجلة روزاليوسف. أما الصحف المستقلة فقد خصصت صحيفة الدستور 9.7 %، وخصصت جريدة نهضة مصر 8.5% أما الشروق فخصصت 8%، والمصري اليوم وصوت الأمة خصص كل منهما حوالي 6.5 %.
وفيما يتصل بتوازن التغطية ما بين المرشحين والأحزاب المختلفة، فأكد التقرير على عدم التوازن الذى يسيطر أيضا على التغطية الصحفية، إذ حصل المرشحون المستقلون على أقل من ربع حجم التغطية ( 23.5 %) التي حصل عليها مرشحو الأحزاب. وخلافا لما كان عليه الوضع في التليفزيون حصل مرشحات الكوتا على نسبة ضئيلة للغاية إذ حصلن على حوالي 2% فقط من حجم التغطية الانتخابية التي حصل عليها مرشحو الأحزاب.
ويأتي الحزب الوطني في المقدمة بفارق كبير، إذ حصل منفردا على 52.6 % من إجمالي المساحة التي خصصتها الصحافة لتغطي الانتخابات، كان من بينها 13 % تغطية ذات طابع سلبي، يليه الجماعة المحظورة بنسبة 12 % كان من بينها 38 % تغطية ذات طابع سلبي، ثم حزب الوفد بنسبة 7.2 %، كان من بينها 8.7 % تغطية ذات طابع سلبي، ثم التجمع بنسبة 2.6 % كان من3% تغطية ذات طابع سلبي، ثم الغد (موسى ونور)، بنسبة 1% كان من بينها 7.7 % تغطية ذات طبيعة سلبية.
وجاءت أكثر الصحف تقديما لتغطية محايدة هي صحيفة الشروق بنسبة 60 % من إجمالي ما خصصته من مساحة، تليها صحيفة الأسبوع بنسبة 52 %، ثم كل من الأهرام والدستور بنسبة 50 % لكل منهما، بينما جاءت صحيفتا صوت الأمة والأخبار أقل الصحف في تقديم تغطية محايدة .
وقد أكدت الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية أن المرحلة الأولي من العملية الانتخابية قد شهدت السماح للوزراء وأصحاب السطوة والنفوذ في الحزب الحاكم في ممارسة أعمال الدعاية، واستخدام منشات وأموال مملوكة للدولة، في مخالفة لقرارات اللجنة العليا التي أسندت إلى المحافظين متابعة قرارات حظر الدعاية، فمارس بعض المحافظين أعمال الدعاية بأنفسهم لصالح مرشحي الحزب الحاكم. كما استخدمت جماعة اجماعة المحظورة الشعارات الدينية في دعايتها في مخالفة لقرارات اللجنة العليا للانتخابات.
ولاحظت جمعية نظرة للدراسات النسوية أن القائمين على إدارة العملية الانتخابية ليسوا على دراية بالقواعد المستحدثة الخاصة بنظام الحصص للنساء المعروف بالكوتة، وعدد دوائر مقاعد المرأة، واختلافها عن الدوائر العادية، بالإضافة إلى التصورات الخاطئة لبعض القائمين على إدارة العملية الانتخابية باقتصار ترشيح النساء على مقاعد المرأة دون أحقيتهن في خوض الانتخابات على المقاعد العامة. وبمراجعة الإحصائيات حول عدد المتقدمات على مقاعد المرأة نجد أنهن 397 متقدمة أي أن نسبتهن 6% فقط من نسبة المتقدمين للترشيح، بما يعني في تحليل مبادئي أن نسبة المتقدمات للترشيح بالنسبة للمتقدمين إجمالاً لا تزال محدودة للغاية
اما مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان فقال إنه رغم محدودية مساحة التغطيات الإعلامية المرئية للانتخابات البرلمانية، إلا أن التحيز للحزب الحاكم كان واضحا، خاصة في القنوات المملوكة للدولة، والتي تبنت أيضا التوجه شبه الرسمي المعلن بأن حزب الوفد سيكون الحزب الثاني في البرلمان القادم. كما لاحظ المركز أن بعض راغبي الترشيح قد استغلوا امتلاكهم للقنوات التليفزيونية للدعاية الانتخابية، فحظي حزب الوفد على أكبر نسبة تغطية في “قناة الحياة” التي يملكها رئيس الحزب. واتسمت الصحافة المقروءة بنفس نمط التحيز للحزب الوطني، حيث حصل على 52.6% من إجمالي المساحة التي خصصتها الصحافة لتغطية الانتخابات.