يأتي فصل الشتاء من كل عام ليعصف بمدينة الإسكندرية ويقلبها رأسا علي عقب فتعرضت الإسكندرية الأيام الماضية وعلي مدار ثلاثة أيام لطقس سئ هطلت فيه الأمطار بغزارة نتيجة نوة قاسم أولي النوات التي شهدتها الإسكندرية والتي صاحبتها رياح ترابية شديدة وبسبب سوء الأحوال الجوية بلغ ارتفاع الموج 6 أمتار وسرعة الرياح 45 عقدة, الأمر الذي يشكل خطورة علي دخول وخروج لنشات الإرشاد لاصطحاب السفن من خارج البوغاز للأرصفة عبر الممرات الملاحية بالميناء.
وقررت سلطات ميناء الإسكندرية إغلاق بوغازي الإسكندرية والدخيلة وأصدرت سلطات الميناء تعليماتها للسفن المتراكمة علي الأرصفة أو منطقة المخطاف الداخلي باتباع تعليمات الأمان الخاصة بالطقس شديد السوء من حيث إحكام ارتباطاتها وتواجد أطقمها لهاملة علي سطح تلك المراكب للتدخل في حالة تعرضها للخطر بسبب الرياح الشديدة خاصة السفن المحتجزة خارج البوغاز ونتيجة الأمطار الغزيرة وتساقط قطع من الثلج الصغير أدي ذلك إلي شلل حركة المرور في معظم المناطق الحيوية بالإسكندرية واقتلاع الأشجار والمظلات علي طريق الكورنيش.
كما أدي ارتفاع الأمواج إلي غرق بعض الكافتيريات المنتشرة علي البحر مباشرة ودخول مياه البحر المتدفقة نتيجة شدة الرياح إلي نادي المهندسين وغمرت المياه قاعات الحفلات ومركز الخدمات بالنادي كما شهدت المحافظة حادثا مأساويا أيضا نتيجة شدة الأمطار إلي انهيار مصنع للمنسوجات مكون من ستة طوابق بمنطقة الحضرة وبذل رجال الإنقاذ بالدفاع المدني والحمايةالمدنية جهودا مكثفة لإنقاذ أكثر من 30 عاملا وعاملة من تحت الأنقاض.
وانتقل اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية للاطمئنان علي العمال وأصدر توجيهاته لغرفة عمليات المحافظة بدفع عدد من سيارات الإسعاف تحسبا للعثور علي الضحايا تحت الأنقاض وتمكنت القوات من إنقاذ 9 حالات من تحت الأنقاض وانتشال أربع جثث وجار البحث عن آخرين.
والسؤال: لماذا تنتظر الأجهزة التنفيذية بمحافظة الإسكندرية كل عام حدوث مثل هذه النوات التي تتسبب في كوارث ولاتقوم برفع حالة الاستعداد المسبق للتصدي لها ومتابعة حالة المباني والعقارات المتهالكة في حين أن المحافظ اللواء عادل لبيب أصدر تعليماته للأجهزة التنفيذية برفع حالة الاستعداد وخاصة في غرفة عمليات الصرف الصحي ونشر عدد من سيارات الكسح في المناطق التي تحدث فيها تجمعات بسبب الأمطار لانخفاضها وكسحها علي الفور.