بدأت الإجازة الصيفية وتفاقم معها شعور الآباء والأمهات بالخوف علي أبنائهم من التعرض للمخاطر خاصة في ظل عدم وجود الأمن بكامل طاقته في الشارع المصري. فهناك بعض الأسر تتردد فيما يتعلق بالسفر للمصايف أو للتنزه في هذه الإجازة الصيفية. ولكن بالرغم من ذلك فالأبناء في المراحل العمرية المختلفة يريدون أن يسافروا أو حتي يقوموا بالتنزه في الإجازة ولايريدوا كل هذه القيود التي قد يفرضها الآباء والأمهات عليهم.والتي تكون في كثير من الأحيان مبالغ فيها بسب التخوفات الشديدة لدي العديد من الأسر المصرية. فكيف تقوم الأسرة بقضاء الإجازة والاستمتاع بها قدر المستطاع وسط هذه الأجواء التي تمر بها البلاد؟ وكيف تتعامل الأسر مع الكثير من الشائعات التي تبث الرعب في نفوس أفراد الأسرة؟
حول هذا الموضوع تحدثنا إلي جورجيت ثابت باحثة شرطة بمديرية أمن حلوان, قالت: لا نستطيع أن ننكر وجود تخوفات كثيرة لدي الأسر المصرية, نظرا للفترة التي نمر بها في مجتمعنا والأيام السابقة التي شهدت أعمال عنف وبلطجة علي نطاق واسع. وبالرغم من عودة الشرطة بشكل تدريجي في الفترة الحالية إلا أن التخوفات لاتزال تسيطر علي الأسر المصرية خاصة مع بداية الإجازات الصيفية ورغبة الأبناء في الخروج والتنزه والسفر بعد عام دراسي طويل. لذلك فعلي الوالدين ألا يقوموا بفرض قيود كثيرة علي أبنائهم ومع ذلك عليهم أيضا العمل باحتياطات الأمان العامة في أثناء التنزه مثل: عدم ارتداء المصوغات الذهبية, ومحاولة السير في الشوارع الأكثر حيوية وعدم العودة إلي المنزل في أوقات متأخرة قدر المستطاع…إلخ.
وأستطردت قائلة: أما بالنسبة للسفر وترك المنزل لعدة أيام والتخوف من السرقات فعلي الأسر أيضا أخذ بعض الاحتياطات للحد من حدوث السرقات للمنزل أثناء سفر الأسرة وعلي رأسها: التأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ بشكل جيد, فضلا عن توفير أجهزة لمراقبة المنزل إذا أمكن, وغلق الأبواب الحديدية الرئيسية للمنازل كما يفضل وجود شخص موثوق يقوم بتفقد البيت أثناء غياب ساكنيه, للتأكد من سلامة الوضع بين الفترة والأخري, ومن الممكن وضع أكياس للقمامة خارج المنزل-وبها أوراق أو ما شابه- حتي لايبدو أن صاحب الشقة غير متواجد ومسافر لفترة طويلة. أما فيما يتعلق بالذهب أو الأموال إذا كانت الأسرة تحتفظ بها داخل المنزل فعليها أن تقوم بوضعها عند أحد الأشخاص المقربين الأمناء لحين عودتهم, وإن كان من الأفضل ألا يتم ترك مبالغ مالية داخل المنزل ووضعها بأحد البنوك بدلا من تركها بالمنزل.
أما الدكتور ميشيل حليم أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة حلوان فقال:هناك قلق من عدم وجود الأمان بالشارع بشكل كامل, ولكن ليس معني ذلك أن الأسر المصرية تستسلم لمشاعر الخوف الزائد وتلزم المنازل وتقضي فترة الإجازات داخل بيوتها بل تقضي الأسرة الإجازات كما اعتادت مع الحذر بشكل أكبر من الأعوام السابقة.
وأضاف د.ميشيل حليم قائلا:نحن نعيش الآن مرحلة انتقالية, وما يطلق عليه بلطجة وسرقات كانت تحدث من قبل الثورة ولكن فقط لم يكن معلن عنها بهذا الشكل وغير ظاهرة. حيث كانت ظاهرة البلطجة والعنف متفشية بشكل كبير في العشوائيات, والذي حدث في الأشهر القليلة الماضية هو خروج البلطجة من نطاق العشوائيات وانتشر سلوك العشوائيات في مختلف مدن الجهمورية.
واستطرد الدكتور ميشيل حليم قائلا: من وجهة نظري أن كل ما يحدث الآن والقلق والخوف المتزايد لدي الكثير من الأسر المصرية من غياب الأمن سوف ينتهي قريبا في غضون أشهر قليلة تعد علي أصابع اليد الواحدة. فلماذا إذا الخوف المبالغ فيه فنحن الآن لدينا تحسن تدريجي ونزل الأمن للشارع مرة أخري وهذا سيأخذ حتما بعض الوقت. ولكني لا أريد أن الأسر المصرية بعدما كسرت حاجز الخوف في ثورة 25يناير ألا تعود مرة أخري ليخيفوا أنفسهم بأنفسهم من بلطجة أو ماشابه فقط عليهم العمل باحتياطات الأمان العامة ولكن دون أن يؤثر ذلك سلبا علي حياتهم اليومية واستمتاعهم بالإجازات.