1- المعمودية… تجددنا
المعمودية هي سر ##التجديد الروحي## و ##الميلاد الثاني##, وهي أساسية ولازمة للخلاص, ذلك لأن المعمودية هي الطريق إلي الاغتسال, والاغتسال يعني رفع البقع والتلوث والفساد من النفس البشرية, لتصير بيضاء كالثلج, كما رغب وصلي معلمنا داود النبي: ##اغسلني كثيرا من إثمي, ومن خطيتي طهرني… طهرني بالزوفا فأطهر, فأبيض أكثر من الثلج… استر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي…
قـلبا نقيا اخلق في يا الله, وروحا مستقيما جدد في داخـلي## (مز 2:10,7,51)… هـذا ما تمناه داود, وهذا لا يتم سوي بالمعمودية والميرون.
وطبيعتنا الساقطة تحمل نوعين من الخطايا :
1- الخطية الجدية: التي أخطأ بها أبوانا الأولان, وهي خطية مركبة فيها الكبرياء, وعدم الثقة بالله, والاستخفاف بأحكامه, وتصديق عدو الخير… الخ. الأمر الذي أصاب طبيعتنا بالفساد, فأخرجنا الرب من جنة عدن, حبا بنا, حتي لا نأكل من شجرة الحياة ونحن فاسدون, فنحيا في فسادنا إلي الأبد. وفي محبة أعطي الرب وعدا لآدم وحواء, حين قال: ##أضع عداوة بينك وبين المرأة, وبين نسلك ونسلها, هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه## (تك 15:3), بمعني أن الرب يسوع القادم من نسل حواء, سيسحق رأس الشيطان ليموت وينتهي إلي الأبد. أما الشيطان فسيتمكن من سحق عقب (أي كعب) السيد المسيح, أي ينهش كعبه فيسيل منه الدم, وذلك بتدبير وموافقة من الرب, حتي يتم سفك دم المسيح, إذ ##بدون سفك دم لا تحصل مغفرة## (عب 22:9). وفرق شاسع بين سحق رأس الحية, لتموت وتنتهي, وسحق كعب السيد المسيح, الذي سرعان ما قام من بين الأموات, بجسد نوراني ممجد, قام ولم يمت, ولن يموت إلي الأبد.
2- الخطايا الفعلية: وهي الخطايا التي ارتكبناها ونرتكبها كل يوم, بسبب الفساد الذي أصاب طبيعتنا. وهذه الخطايا تستوجب الموت دائما إذ أن ##أجرة الخطية هي موت## (رو 23:6), و ##النفس التي تخطئ هي تموت## (حز 4:18). وهكذا قتل قايين هابيل, وسلك البشر في خطايا متعددة.
والموت الروحي الذي أصاب طبيعتنا, أدي إلي الموت الجسدي, حيث خرجنا من جنة عدن, ولم نعد قادرين علي الأكل من شجرة الحياة. والموت الأدبي جاء تاليا لذلك, حيث خرجنا من الجنة, وبدأنا نفلح الأرض التي تنبت لنا الشوك والحسك, وتلد نساؤنا الأولاد بتعب كثير, ونأكل خبزنا بالعرق. بل إن الطبيعة بدأت تتمرد علينا, فبدأنا نري السيول والزلازل والطوفان والبراكين, كما تمردت علينا الحيوانات والميكروبات… الخ. ولكن أخطر موت تعرضنا له هو الموت الأبدي, حيث ##سقطنا من الحياة الأبدية, ونفينا من فردوس النعيم## (القداس الباسيلي). وهذا معناه أن ننفصل عن الله إلي الأبد, في حياة يسودها الحرمان من شركة الرب, وميراث الملكوت, وفرحة الخلود الدائم في حضرة الله. هذا الموت الرباعي: الروحي والجسدي والأدبي والأبدي, تسيد علي البشرية, إلي أن تجسد الرب وفدانا, وخلصنا منه بصليبه المحيي, والاغتسال بالمعمودية المقدسة.
ولكن كيف نغتسل من خطايانا ؟
يتم ذلك من خلال المعمودية المقدسة, والميرون, ثم تجديد هذا باستمرار من خلال سر التوبة والاعتراف.
* نغتسل من الخطية الجدية, وكذلك الخطايا الفعلية (بالنسبة للكبار) التي ارتكبناها قبل المعمودية, من خلال الماء والروح, حينما نموت مع المسيح ونقوم معه لحياة جديدة… إذ يقول الرسول: ##كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته, فدفنا معه بالمعمودية للموت, حتي كما أقيم المسيح من الأموات, بمجد الآب, هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة (أي الحياة الجديدة)## (رو4:6, 5).
* ونغتسل من الخطايا الفعلية, بالتوبة المتجددة, المستمرة والشاملة, والاعتراف الأمين كقول الرب: ##إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل, حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل## (1يو 9:1). والاعتراف هنا هو إلي الله علي يد الأب الكاهن الذي أعطاه الرب سلطان الحل والربط كقول الرب للتلاميذ: ##فكل ما تربطه علي الأرض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله علي الأرض يكون محلولا في السماوات## (مت 18:18), وقوله لمعلمنا بطرس: ##فكل ما تربطه علي الأرض يكون مربوطا في السماوات. وكل ما تحله علي الأرض يكون محلولا في السماوات## (مت19:16). وذلك عندما نفخ الرب في وجوههم بعد قيامته, وقال لهم: ##من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت## (يو23:20).
طريق الاغتسال إذن واضح :
1- المعمودية: بإيمان شخصي أو علي إيمان الوالدين.
2- التوبة: كندم علي الخطية, وعزم علي تركها, وإيمان بدم المسيح الفادي, واعتراف لله أمام الأب الكاهن.
المعمودية -إذن- لازمة للخلاص, وتجدد أرواحنا, وتلدنا ميلادا ثانيا…
1- سر مقدس.
2- بالماء والروح.
3- أساسية للخلاص.
4- موت وقيامة مع المسيح
5- خلع الإنسان العتيق ولبس الجديد.
6- صبغة مقدسة تتم بالتغطيس.
7- ممكنة للأطفال.
(يتبع)