شهد عهد البابا شنودة الثالث اعمارا لامثيل له في الأديرة فأصبحت عامرة بالرهبان تسعي لخدمة المجتمع من خلال اكتفائها الذاتي ومساعدتها للآخرين.
وقد قدمت جريدةوطنيفي أعداد سابقة جولات بالعديد من أديرة مصر وفي هذا العدد نعرض لدير السيدة العذراء الملقب بدير السريان ودير الأنبا صموئيل المعترف ودير القديسة دميانة بالبراري ودير الأنبا إبرآم بالفيوم ودير طموه لإلقاء الضوء علي قصة الإيمان والتعمير بها.
دير السريان
قال نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر إن نشأة الدير ترجع إلي أواخر القرن الخامس الميلادي وتبارك هذا المكان من قبل بزيارة العائلة المقدسة في القرن الأول وأطلق عليه اسم السيدة العذراء والدة الإله بسبب بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي أنكر أن السيدة العذراء هي والدة الإله وحرمته الكنيسة في مجمع أفسس واشتهر الدير باسم دير السريانبسبب سكن بعض الرهبان القادمين من سورية وبلاد الشام في الفترة من القرن الثامن حتي القرن السادس عشر الميلادي مع الرهبان المصريين وتميزت منطقة وادي النطرون بقدوم مجموعات من جنسيات مختلفة بهدف التعرف علي أصول الحياة الرهبانية والرغبة في التلمذة علي أيدي آباء الرهبنة الأوائل.
كانت الأديرة مكونة من قلالي منفردة تتوسطها كنيسة الدير وبدأت تتحول إلي مبان داخل أسوار عالية من القرن التاسع الميلادي إذ بني الحصن مع الأسوار.
بني الدير علي هضبة عالية علي هيئة مستطيل وحوله الرمال وهو بذلك يشبه السفينة السابحة في البحر وهذا إشارة إلي فلك نوح الذي كان وسيلة النجاة من طوفان بحر العالم وانشغالاته والدير ضيق من الناحية الغربية ويتسع شيئا فشيئا إلي الشرق وهو يشبه صندوق الميت إشارة إلي أن الرهبان الساكنين فيه ماتوا عن العالم ليحيوا لله فقط.
ويوجد بدير السريان كثير من الآثار القديمة الثمينة مثل كنيسة السيدة العذراء التي يرجع تاريخ بنائها إلي القرن السابع الميلادي وهي روعة في التصميم المعماري القديم بها مغارة الأنبا بيشوي وثلاثة أنصاف قباب مرسوم عليها مناظر علي الجبسفريسكاومنظر بشارة الملاك للعذراء وميلاد السيد المسيح ومنظر لنياحة السيدة العذراء وإصعاد جسدها إلي السماء ويرجع تاريخ هذه القباب إلي القرن الثالث عشر الميلادي وفي شهر مايو سنة 1991 حضر خبراء معهد الآثار الفرنسي بالاشتراك مع هيئة الآثار المصرية لتنظيف الفريسكا الخاصة بصعود المسيح فوق مدخل مغارة الأنبا بيشوي فوجدوا فريسكا أخري تحت هذه الفريسكا فانزلوا الأولي بطريقة فنية فظهرت الفريسكا الأخري واضحة المعالم ويقول الخبراء إنها تحمل أجمل وأبهي منظر للسيدة العذراء ومعها الملاك غبريال وأشعياء وموسي وحزقيال ودانيال وهذه الفريسكا قبطية ترجع تقريبا للقرن السابع الميلادي والبحث جار لتحديد تاريخ رسمها بالضبط وهذا الاكتشاف يؤكد أصل الكنيسة القبطي.
الاكتشافات الأثرية
في عام 1994 حضرت إلي دير السريان البعثة الهولندية بقيادة د. كارل إينمي أستاذ بجامعة ليدن بهولندة وبدأت في عمل المجسات علي حوائط الكنيسة جميعها أكثر من خمسين مجسا فاكتشفت أنه توجد في حوائط الكنيسة خمس طبقات هما الطبقة الأولي من القرن السابع والفن الذي عليها قبطي والطبقة الثانية من القرن الثامن والفن بها أيضا قبطي والطبقة الثالثة من القرن العاشر والفن الذي عليها خليط من القبطي والسرياني أما الطبقة الرابعة فهي من القرن الثالث عشر والفن عليها سرياني بالإضافة إلي كتابات قبطية أما الطبقة الخامسة فمن القرن الثامن عشر والفن الذي عليها قبطي كما بدأت هذه البعثة بعد ذلك في اكتشاف الصور الموجودة علي كل طبقة في حوائط الكنيسة وبالدير صور نادرة تعود للقرون ال10 وال13 وال18 منها صورة لثلاثة فتية في أتون النار ودانيال في جب الأسود وعدة صلبان ملونة بالأحمر والأصفر البرتقالي وصور أخري للقديسين قزمان ودميان وأبو سيفين وأبو مقار الكبير والنبي حبقوق وصور أخري متنوعة كما يوجد بالدير كنيسة السيدة العذراء ويرجع تاريخها إلي القرن ال14 الميلادي وتوجد أيضا كنيسة الأربعين شهيدا من مدينة سبسطية وتعود للقرن ال10 أما كنيسة الملاك ميخائيل بالحصن فيبلغ ارتفاعها 18 مترا وتحتوي علي أربعة طوابق وحوالي 17 قلاية يرجع تاريخها إلي تاريخ بناء سور الدير في القرن التاسع الميلادي.
أهم معالم الدير السياحية
من أهم معالم الدير رفات القديسين الاثني عشر ومنهم الأنبا يحبس كاما وموسي الأسود والأمير تادرس المشرقي ويحنس القيصر ومار إفرام والشهيد كيرياكوس…وغيرهم كما توجد شجرة القديس مار إفرام السرياني وتسمي بشجرة الطاعة وتعود للقرن ال4 حينما أراد الله أن يعلم القديس مارافرام الطاعة من قبل زيارته للأنبا بيشوي في مغارته فتحولت عصاه إلي شجرة التمر الهندي وهي مازالت مثمرة إلي الآن منذ 1600 سنة بالإضافة لمغارة الأنبا بيشوي التي تعود للنصف الثاني من القرن ال 4 وأيضا باب الرموز والنبؤات وهو باب الهيكل الأوسط بكنيسة السيدة العذراء السريان وتم عمله في عام 914 في عهد الأب موسي رئيس القسم السرياني من الديروأيضا في أيام البابا غبريال الأول ال 57 بطريرك الإسكندرية والبطريرك يوحنا الرابع بطريرك أنطاكية وهو يعبر عن علاقة الحب التي تربط الكنيستين ببعضهما ويشرح بأسلوب رمزي المراحل التي تمر بها الكنيسة من بداية المسيحية حتي نهاية العالم حيث ينقسم لـ 6 أقسام تعبر عن مراحل تاريخية وحضارية مختلفة وصولا لصورة لصليب كبير يوضح المجيء الثاني والدينونة.
مرحلة التعمير
منذ نشأة الدير وهو في مرحلة تعمير وتنمية ولكن زادت عام بعد آخر حيث شهدت التسعينيات نهضة كبري حيث تم فيها بناء مضيفة كبيرة للضيوف وعدد كبير من القلالي للرهبان ومكتبة تضم كتبا أثرية لايوجد لها مثيل في العالم بالإضافة إلي إنشاء مدافن للآباء الرهبان وكذلك دورات مياة للآباء والرهبان والضيوف ومخبز لتوفير احتياجات الدير والعمال والضيوف من الخبز وصولا إلي إنشاء مزرعة دواجن وماشية بالإضافة إلي ترميم كنائس الدير.
الأنشطة الإنتاجية
يوجد بالدير ومن خلال آبائه نشاط زراعي حيث يقوم الدير بزراعة الخضروات والفاكهة والبقوليات التي يعتمد فيها علي مياه الآبار التي قام بحفرها بجانب إنتاج الألبان والدواجن واللحوم والبيض بالإضافة إلي وجود ورش صغيرة للنجارة والحدادة والشمع لتوفير احتياجات الدير.
العمالة
كما يساهم الدير في تشغيل 200 إلي 300 عامل أغلبهم من محافظة المنيا حيث يقومون بأعمال الزراعة وتربية المواشي والعمل في مزرعة الدواجن إلي جانب الورش وأعمال الصيانة بالدير ويقوم الدير في المقابل بتوفير سبل الراحة لهم من أجر ومأكل وإقامة وملبس ويعتمد الدير في تمويل جميع أعماله تمويلا ذاتيا أو من محبي الدير وزواره كما يقوم بتوفير جميع احتياجات أخوة الرب الذين يتوجهون إليه من القري والمدن المحيطة إلي جانب أعمال الرصف للطرق والترميم والصيانة وغيرها.
الأنبا صموئيل المعترف
قال نيافة الأنبا باسيليوس أسقف ورئيس دير القديس العظيم الأنبا صموئيل المعترف.أن الأنبا صموئيل ولد في قرية دكلو التابعة للبحيرة عام 597م من أبوين تقيين وكان اسم أبيه سيلاسوأمهقسميانيوكانوا غنيين ومحبين لأعمال الخير وعلموا صموئيل المسيحية واهتم والد صموئيل بتعليمه نسخ الكتب حيث إنها كانت الوسيلة الوحيدة لنشر الكتب وبعدما تنيح والديه وهو في عمر 18 عاما ذهب إلي برية شيهيت ليطلب طريق الرهبنة وبالفعل تم ذلك علي يد الأنبا أغاثون وبعد 3 سنوات أصبح صموئيل مرشدا لرهبان برية شيهيت فرسم قسيسا علي كنيسة أنبا مقار واتخذ له القديس يسطس تلميذا ثم رحل مع تلاميذه من جبل النقلون بعد أن أمضي 3 سنوات ونصف ليتجه جنوبا إلي أحد الجبال القريبة من جبل القلمون وهو جبل تاكيناس ويقع في الجانب الشرقي من جبل القلمون بمركز سمبطا محافظة بني سويف ثم أرشده الملاك إلي دير القلمون وهناك وجد كنيسة تغطت بالرمال لأنه لم يدخل فيها أحد منذ وقت طويل فأقام في ذلك المكان أياما كثيرة وهو يجاهد في تنظيفه كما وجد بجوار الكنيسة مساكن قليلة للرهبان وكان يأكل من ثمار النخيل ويشرب من ينبوع ماء كان خاصا بالأنبا أنطونيوس وتعرض دير الأنيا صموئيل لهجوم البربر مرتين ,وتنيح الأنبا صموئيل عن عمر 98 عاما عاش منها 74 عاما راهبا مجاهدا ودفن تحت مذبح كنيسة الأنبا صموئيل في جذع نخلة وتحتفل الكنيسة بتذكاره في 8 كيهك من كل عام ومعني كلمة صموئيل هي اسم الله.
إعادة تعمير الدير
أضاف الأنبا باسيليوس ومن هنا نجد أنه قبل مجيء القديس الأنبا صموئيل المعترف في القرن ال7 الميلادي إلي دير القديس الأنبا صموئيل المعترف حاليا كان الدير يعرف باسم دير السيدة العذراء بجبل القلمون وعبر القرون وجدنا أن برية القلمون المقدسة عاش فيها جماعات من النساك المتوحدين منذ النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي واستمر الدير عامرا بالرهبان حتي القرن السادس عشر الميلادي ثم تعرض إلي فترات من التدهور في أواخر هذا القرن وحتي أواخر القرن ال 17 ولكن يد الله تدخلت في عام 1898 م حيث بدأ الراهب القمص أسحق البراموسي رحلة الجهاد والصبر لإعادة تعمير الدير ثم تبعه رؤساء الدير من بعده القمص عوض ميخائيل الصموئيلي والقمص مينا البراموسي المتوحد قداسة البابا كيرلس السادسوالأنبا مينا الصموئيلي.ففي 12 يناير عام 1898 عوقب 12 راهبا من دير البراموس من قبل البابا كيرلس الخامس ال112 بالذهاب إلي دير أنبا صموئيل والاهتمام بتعميره وإصلاحه وكان من بينهم إ سحق البراموسي وفي ظل الظروف المعيشية القاسية استطاعوا بالفعل بكل جهد وصبر بداية رحلة التعمير.
موقع الدير
يقع دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون بقرب النهاية الشمالية لوادي المويلح المتداخل مع المنخفض الكبير الذي يشمل محافظة الفيوم ووادي الريان ووادي المويلح هو واد طويل يبدأ من غرب النيل في مقابل مدينة الفشن ويأخذ اتجاها جنوبيا شرقيا ثم اتجاها شماليا إلي شمالي غرب حوالي 20كم حتي يختفي منخفض الريان الكبير ويحيط بالدير من الجهتي الشمالية والشرقية جبل القلمون الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 280 مترا من الجهة الغربية وجبل الغاليون ويصل ارتفاعه في المنطقة المواجهة للدير حوالي 102 مترا أما الدير فيقع في منطقة ارتفاعها من 30:38 مترا ويقع الدير علي خط أفقي واحد مع مدينة ببا ويمكن الوصول إليه عن طريق مدينة مغاغة 177 كم جنوب القاهرة أو عن طريق مدينة الفيوم.
أصل فلمون
هي كلمة يونانية تعني بوص وهو الاسم الأصلي لهذا الوادي حيث يكثر فيه نبات البردي ومازالت هذه النباتات تنمو داخل الدير ويتضمن الدير حاليا عدة كنائس مختلفة هي كنيسة الأنبا صموئيل والسيدة العذراء وكنيسة الأنبا ميصائيل السائح وتعود لعام 1905 كما تقع علي بعد 5كم مغارة الأنبا صموئيل المعترف علي قمة جبل فلمون وتبلغ مساحة الدير حوالي 82 فدانا.
زراعة وتعمير
يوجد بالدير الآن مائة راهب يعملون ويزرعون ويعمدون حيث تم استصلاح حوالي عشرة أفدنة من أراضي الدير بسبب تواجد أربعة عيون للمياه أثنان منهما غير صالحين للشرب فتستخدم مياههم في الزراعة والغسيل أما الباقية فصالحة للشرب ومن هنا بدأت زراعة البقول والفاكهة والزيتون والبلح كما تم الاستعانة بالخبراء في مجال الترميم حيث تم ترميم سقف مجموعة من القلالي القديمة المصنوعة من جريد النخيل وإنشاء مكتبة تضم المخطوطات النادرة للدير وإقامة مخبز لصناعة الخبز للرهبان والزائرين إلي جانب المضيفة وقلالي جديدة للرهبان كما يوجد بالدير صناعات البوص والعسل الأسود ومخللات الزيتون ولايقوم الرهبان بكل الأعمال التعميرية والإنتاجية لأنها كثيرة وتتطلب قسطا كبيرا من الجهد للقيام بها لذلك يتم استئجار العمال من البلدان المجاورة ودفع أجور جيدة لهم نظرا لعنايتهم بالمحاصيل وحصادها وتثبيت الطلمبات والآلات الأخري وصيانة المباني للمحافظة عليها وأيضا الاستعانة بالشباب للطبخ والتنظيف وخدمة الكنائس وصناعة ملابس الرهبان بجانب وجود خدمة صحية متميزة بالدير تخدم القري المجاورة والرهبان نظرا لوجود أباء رهبان كانوا في الأصل خريجي كليات طب وصيدلية وأسنان بجانب وجود رهبان حاصلين علي شهادات زراعية ساهموا في النهضة الزراعية بالدير وأيضا أطباء بيطريين عملوا جاهدين في تربية الدواجن والماشية وبالتالي أدي كل هذا لنهضة عمرانية أدت بالتالي لاكتفاء الدير ذاتيا من جميع احتياجاته فعند زيارة الدير ستجد كل ماتحتاجه ومن هنا نجد أن دير الأنبا صموئيل المعترف الذي هجر في القرن ال17 أصبح عامرا الآن وهو شعلة في الإنتاج تشع بنورها في قلب الصحراء.
دير الأنبا إبرآم بالفيوم
قال الأنبا أبرأم أسقف الفيوم. إن دير الأنبا إبرآم ذكره عثمان النابلسي في قائمة أديرة الفيوم 1245 ميلادية كما ذكرته مصادر تاريخية أخري وتولاه الأنبا إبرآم عام 1881 حيث تم بناء الكنائس وبداية تعمير الدير وإدخال فكرة الإنتاج كما تم تجديد كنائس أخري .
فضلا عن إنشاء الجمعيات الخيرية التي تساهم في خدمة الشعب ومازالت إلي الآن بعضها يعمل كما اهتم القديس المتنيح الأنبا إبرآم بإنشاء المدارس ومنها 7 مدارس للمرحلة الابتدائية والإعدادية لتعليم الجميع أما الآن فيقدم الدير أكثر وأكثر ليصبح أشهر الأديرة في الإنتاج والتعمير فهو يضم العديد من المباني والخدمات والكنائس منها كنيسة السيدة العذراء وكنيسة أبي سيفين وهي من أقدم كنائس الدير وتم إزالتها وإعادة بناؤها عام 1960 بجانب إنشاء بيت لخلوة الشباب وتكميلا لمسيرة القديس العظيم الأنبا أبرآم في العمل الاجتماعي افتتحت مدرسة الأنبا ابرام للغات عام 2002 للمرحلتي الابتدائية والإعدادية بكافة امكاناتها التعليمية الحديثة كما يوجد بالدير مدينة صناعية تمثل العديد من الأعمال ويعمل بها عدد كبير من الشباب للقضاء علي البطالة في الفيوم منها مبني كامل لعمل القربان لجميع كنائس الفيوم ومبني المشغل اليدوي لعمل كل مستلزمات الكهنة والكنائس ويعمل به عدد كبير أيضا من المكرسات بجانب قسم خاص لملابس الأفراح والخطوبات ومصنع لتصنيع المخلل بأنواعه المختلفة بالطرق الحديثة ومصنع لتصنيع الجبن علي أعلي مستوي من التقنية والجودة بالإضافة إلي مبني للسجاد والنول اليدوي يعمل به فتيات القري المجاورة للدير ومبني للصناعات الصدفية وتصنيع كل مستلزمات الكنائس من حامل أيقونات ومنحليات وكراسي مذبح مطعمة بالصدف والأبانوس وأيضا عمل صلبان بيد مطعمة للأساقفة ويتم الاعتماد علي الخامات الجيدة المستوردة من الخارج .
أضاف الأنبا ابرام أن المنطقة الصناعية بالدير تحتوي أيضا علي مبني خاص لتصنيع الشمع بكل مقاساته وأنواعه التسويقية علي كافة الكنائس والأديرة بمصر كما يوجد مبني خاص لورشة النجارة للكفاية الذاتية للدير من اثاثات وأعمال خشبية أخري يحتاج لها الدير بالإضافة إلي مبني خاص لمطبعة الدير حيث يتم المطبوعات من كتب ومجلدات ورسم علي الزجاج وحرق علي الخشب وغيرها من نشاطات الطباعة وبذلك يعمل الدير دون توقف نحو التنمية والإنتاج والتعمير وتوفير فرص عمل للشباب والشابات.
كما أوضح الأنبا ابرأم أن الدير يقع علي مساحة 5كم جنوب مدينة الفيوم وأن المنطقة الصناعية يوجد بها مباني للخدمات والمؤتمرات والخلوات يجتمع فيها الشباب من كافة الايبارشيات كل عام حيث يتم فيها المهرجانات وهي لجميع الفئات والمراحل العمرية والعائلات وأيضا الملاعب كما يوجد أيضا بيت للمكرسات ومضيفة ومكتبة كبري تضم أقدم وأندر الكتب كما تسع المضيفة أكثر من 200 فرد بالإضافة إلي وجود متحف قبطي بالدير يضم العديد من القطع الأثرية التي ترجع إلي القرنين السادس والثامن عشر من مخطوطات أثرية وشمعدانات قديمة وإيقونات ويعمل بالمتحف والدير عدد كبير من الخحبراء الأجانب لترميم الأيقونات وحمايتها من العوامل الجوية كما يتم فتحه للدراسات والاستكشافات العلمية.
دير القديسة دميانة البراري
قالت احدي راهبات دير القديسة دميانة إن دير الشهيدة دميانة يقع بجوار قرية لها نفس اسم الدير وهي قرية دميانة ببلقاس ويضم الدير ثلاثة مباني أثرية هي الكنيسة الأثرية للشهيدة ويطلق عليها كنيسة الظهور وكنيسة الأنبا أنطونيوس ومزار مدفن جسد الشهيدة دميانة والمتجول في الدير يري أنه مملوء بالأثريات العظيمة وأيضا التعمير المثمر من مباني للمبيت والخلوات والمكتبات والكثير من المشروعات المنتجة بالدير الذي يعمل بها الكثير من الشباب من أهل دمياط.
المناطق الأثرية بالدير
هناك الكنيسة الأثرية للشهيدة دميانة والتي ترجع للقرن ال12 ويتوافد عليها كل عام ملايين من محبي الشهيدة للاحتفال بعيدها في شهر مايو من كل عام كما توجد كنيسة الأنبا أنطونيوس وبها حصن يتوسطه 4 أكتاف مربعة تحمل الأعمدة ست قباب ويلاحظ أن الهياكل مغطاة بثلاث قباب مدببة بجانب صهريج تخزين المياه الذي يقع أسفل مباني الدير الذي يعود للعهد الروماني ويحتوي الصهريج علي قنوات محمولة علي عقود ومبطن بمواد أسمنتية ومازال يعمل حتي الآن وهناك أيضا قلالي أثرية بجانب الدير قامت هيئة الآثار مؤخرا بعمل حفائر في هذه القلالي لمعرفة تاريخها والاستدلال علي استخدامها وربما تكون هذه القلالي مساكن مؤقتة للعمال الذين بنوا الدير بالإضافة إلي أنه تم اكتشاف كنيستين أثريتين في الدير في سبتمبر عام 2005 وقد اكتملت قباب هذه الكنائس وحامل ايقونات تحت إشراف مصلحة الآثار وتم تزينها بالإيقونات ذات الطابع القبطي القديم وإنارتها بجانب اكتمال شبابيك الكنيسة الكبري بأيقونات الزجاج المعشق والنادر.
الورش والمنتجات
يتميز دير الشهيدة دميانة بوجوده بمنطقة البرلس والزعفرانة حيث تشتهر هذه المنطقة بزراعتها لأنواع نادرة من الزعفران والحشائش العطرية الغالية ويستخدمه الدير في صنع الورود المجففة والعطور بجانب استخدامها في مشاتل الدير بغرض الزراعة والبيع كما قامت راهبات الدير بزراعة المنطقة التي كانت تلقب بالبراري حيث يرجع ذلك لوجود الدير بمنطقة خالية وبور كانت تغمرها المياه وتكسوها النباتات المائية فيما مضي ولكن مع مرور الزمان أصبحت هذه الأراضي منخفضة عن مستوي البحر لذلك اعتمدت الراهبات في زراعتها علي التكنولوجيا الحديثة والأدوات الهائلة والطرق العملية في الري والدير يقوم بزراعة الزيتون والخضروات والفاكهة بغرض استخدامات الدير والبيع للزوار والأماكن المحيطة به كما يوجد مزرعة للدواجن علي مساحة كبيرة لإنتاج البط والدجاج والرومي والبيض وأيضا بهدف التسمين ووجود سلالات نادرة وغالية الثمن كما يوجد مزرعة لتسمين العجول وإنتاج الألبان والجبن بأنواعه بالإضافة إلي مضيفة للزوار ومخبز ومكتبة للكتب القديمة والمخطوطات مثل المخطوطة التي يعود تاريخها إلي عام 1732 وأخري لعام 1781 ميلادية التي كتبهما البابا دميانوس ال 35 تشمل جميع أحداث سيرة القديسة دميانة وتكريس كنيستها أيام الملك قسطنطين بجانب احتواء الدير علي عدة ورش صغيرة للأعمال اليدوية مثل الرسم علي الزجاج والنحت والحرق علي الخشب والمشغولات اليدوية للراهبات كذلك يسعي الدير دائما للتجديد والإنشاء للمباني الحديثة لزوار من سكن للشعب في مولد القديسة وأيضا للخلوات للشباب والشابات وبناء الكنائس الجديدة بالدير.
دير طموه
قال القمص متي عبد الملك كاهن بأبيارشية الجيزة والباحث في التاريخ الكنسي أن الدير يقع بطموه بمحافظة الجيزة وسمي بهذا الاسم نسبة إلي مدينة طموه الواقع أمام الدير بها كما أن جذورها تعود إلي العصر الفرعوني حيث أنها كانت تعرف باسم طموية وهي إحدي بلدان مدينة منف العاصمة الحيوية بعد توجيد الملك مينا لمصر.
أضاف الراهب القس صليب صموئيلي المسئول عن دير طموه حاليا.أن العمل اليدوي واجب لكل راهب أو رئيس الرهبنة فالعمل له أهداف روحية منها الرحمة والعطف والبعد عن الشهوات والملل وأن دير أبو سيفين بطموه شهد نهضة عمرانية وتنموية وروحية كبيرة في عهد رعاية الأنبا دوماديوس منذ أن انتدب القمص أغاثون السرياني كرئيسا للدير عام 1965 حيث قام بترميم السكن الواقع غرب الكنيسة وأقام مضيفة للزوار وإنشاء منارة شاهقة للدير بها جرس كبير كما قام بإدخال المياه والكهرباء بجانب إحاطة الدير بسور من الدبش وأعاد بناء القصر الخاص بالدير بعد أن تهدم جراء زلزال 12 أكتوبر 1992 بالإضافة إلي ترميم الكنيسة الأثرية وإعادة بناء كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالدور العلوي الملحق بالكنيسة وكذلك بناء دور علوي أخر بمبني الخدمات وذلك لخدمة الخلوات الروحية للخدام وللشباب من كل مكان حيث أعاد تأسيس المبني بالكامل وفرشه بالآثاث والبيضات مع بناء منارتين بالمدخل العمومي فضلا عن بناء استراحة كبيرة للمطارنة.أما من حيث التنمية الإنتاجية بالدير فمساحة الدير تبلغ 12 فدانا نصف المساحة المقام عليها الدير مباني والنصف الآخر مزارع للفاكهة كالمانجو والكمثري والليمون واليوسفي والنخيل والبلح ويوزع إنتاج الدير بمنافذ داخل الدير كما يقوم بالخدمة في الدير عمال سواء في الزراعة أو النظافة أو رعاية وتنمية المواشي الموجودة هنا وبالتالي يقوم الدير بتوفير فرص عمل للشباب في كثير من التخصصات ويساهم في سد احتياجاته واحتياجات أخوة الرب وزواره.