علاقة بين المثقف والسلطة علاقة جدلية
اتحاد الكتاب للأدباء فقط
لم يخف الأديب والكاتب محمد سلماوي قلقه علي مستقبل الثقافة المصرية والعربية في ظل الأوضاع الراهنة من عدم وجود راع ورعاية ملموسة للعباة الثقافية والأدب والأدباء في مصر,وموقعه كأمين عام لاتحاد الكتاب العرب تحدث سلماوي عن تطلعاته لأول قمة عربية ثقافية يترقبها المثقفون,حيث أوشكت ترتيباتها علي الانتهاء لتعقد قبل نهاية العام الحادي.
وبصفته رئيسا لاتحاد كتاب مصر اعترف سلماوي بأنه يهتم بالأدباء فقط ولاينشغل كثيرا بقضايا المثقفين وإلي نص الحوار:
0 هل اتحاد الكتاب لكل المثقفين أم لقطاع محدد منهم؟
00 اتحاد الكتاب ليس لكل المثقفين ولكنه للأدباء فقط لأن المثقفين منقسمون إلي فئات ونوعيات ومهن مختلفة الصحفي مثقف والفنان التشكيلي مثقف أما اتحاد الكتاب فهو نقابة للأدباء فقط..والقانون يحدد نوعية وتخصصات هؤلاء الأدباء مثل أدباء الرواية والمسرحية والنقد والشعر وكتب الأطفال, وبالتالي فإن دور الاتحاد ليس تشجيع المثقفين علي الانخراط في الحياة العامة فحسب وإنما دوره أيضا هو التعبير عن اهتمامات الأدباء سواء اهتمامات شخصية أو قدمية مثل الاهتمام بمصالحهم العلاجية أو المعاش وغيرها.
0 كيف يتم التحضير للقمة العربية الثقافية؟
00 نحن كجهة داعية للقمة..مهمتنا أن نبلور هذه الدعوة ونطورها من أجل أن تتحول من مجرد دعوة أو أمنية أو مطلب للكتاب والأدباء العرب إلي ما يشبه ورقة عمل وجدول أعمال وبمجرد أن عرضنا هذه الدعوة علي أمين عام جامعة الدول العربية رحب بها وتبناها وقام بعرضها علي الرؤساء والكتاب العرب في قمة سرتالأخيرة وبالفعل وافقوا عليها ,ثم تلقينا دعوة من العقيد معمر القذافي وطلب أن نضع أجندة أعمال محددة لهذه القمة الثقافية بصفته رئيسا لها والمعني بتنفيذها ,وشارك في الاجتماع رؤساء اتحادات الكتاب العرب جميعا بالإضافة إلي بعض الهيئات المعنية بهذا الموضوع مثل جامعة الدول العربية ومنظمة الثقافة والتربية والعلوم العربية ومنظمة اليونسكو وبعض الشخصيات الثقافية الكبري من بينهم د. مصطفي الفقي والسيد يسين وآخرون وتوصلنا في هذا الاجتماع إلي مجموعة كبيرة من الأفكار والاقتراحات التي يتم حاليا بلورتها في ورقة عمل محددة.
0 ما المحاور الأساسية التي توصلتم إليها في هذا الاجتماع؟
00 هناك ثلاثة محاور أساسية تم الاتفاق عليها الأول:محور استراتيجي يتضمن خطة بعيدة المدي للارتقاء بالثقافة العربية والهدف منه مثل موافقة الرؤساء المشاركين في هذه القمة علي الاستراتيجية المستقبلية للثقافة والتي قام بوضعها المثقفون أما المحور الثاني فيتعلق بالمشروعات الثقافية المهمة التي يمكن من خلالها الارتقاء بالثقافة والأدب والفنون والفكر في الوطن العربي.
والمحور الثالث هو القرارات العاجلة التي نتطلع لإصدارها من القمة حتي تكون سارية التنفيذ مباشرة.
0هل تعتقد أن تساهم القمة في تحقيق إصلاح ثقافي؟
00لاشك في أن القمة الثقافية العربية هي خطوة علي الطريق لأن جزءا كبيرا من الأزمة الخاصة بالثقافة تتعلق بالدولة والمسئولية ,فلا يوجد اهتمام كاف بالثقافة ومن المعروف أن الثقافة لاتنتعش إلا في وجود راع لها ومن الطبيعي أن يكون ذلك الراعي هو الدولة أو القطاع الخاص وذلك عن طريق منح الرعاة إعفاءات ضريبية معينة أو أن تخصم من وعائهم الضريبي وهذا ما يحدث في العالم كله.
0قلت مؤخرا إن أي سلطة في العالم تعمل علي قمع المثقفين ..فكيف نري العلاقة بين المثقف والسلطة الآن؟
00 العلاقة بين المثقف والسلطة علاقة جدلية ولايمكن أن تتطابق المواقف بين المثقفين ورجال السياسة لأن المثقف دائما يتطلع إلي الأمام وإلي ماهو أفضل ويطالب رجال السياسة بما هو أكثر وأفضل ومن هنا فلا يمكن أن يكون هناك تطابق.ولكن ليس من المنطقي أن تتحول العلاقة إلي صراع ومواجهة بين المثقفين ورجال السياسة لأن المسألة ليست حربا أو صراعا والمجتمعات التي ينشأ فيها هذا الصراع هي مجتمعات ليست سوية وهلاكها أمر محتوم فلابد من وجود حوار جدلي بين السياسة والثقافة لتستفيد السياسة من فكر الثقافة وأفكارها وتطلعاتها وانتقاداتها.
0 من النقد إلي المسرح إلي الكتابة شبه السياسية… ألم يطغ هذا علي سلماوي مبدعا؟
00 الكتابة السياسية في الصحف جزء من اهتمامي العام مثل الكتابة الأدبية فهي مجرد وسائل للتعبير عن نفس المواقف والتوجهات والكاتب عادة يعبر عنها أدبيا من خلال عمل إبداعي وفي أحيان أخري من خلال مقال فحسب وذلك يرجع لطبيعة الفكرة التي يعبر عنها الكاتب.وأنا قد يبدو عملي متشعبا ما بين المقالات السياسية والأعمال الأدبية وعملي كأمين عام لاتحاد الكتاب العرب ورئيس اتحاد كتاب مصر ولكن في الحقيقة كل هذا متصل ببعضه ويصب في كوني كاتبا له موقف إزاء القضايا العامة ويؤمن بالعمل العام ويخدم المجتمع فكلها أدوار تتكامل مع بعضها البعض.