حرية العقيدة الدينية تقليد أصيل في القيم الأمريكية
تتم حاليا ممارسة شعائر جميع ديانات العالم في الولايات المتحدة. فقد جعل تقليد التسامح الديني وضمانات الدستور الأمريكي لحرية العبادة الحياة الدينية في الولايات المتحدة الأكثر تنوعا وحيوية في العالم. فـ 78% من حوالي 35 ألفا و500 شخص قام باستطلاع آرائهم منتدي بيو (بيو فورام) حول الدين والحياة العامة وصفوا أنفسهم كمسيحيين, في حين كان 5% من أتباع ديانات أخري وقال 16% إنهم لا ينتمون إلي أي دين محدد. وشكل أتباع الكنائس البروتستانتية الإنجيلية أكبر مجموعة دينية في الولايات المتحدة (26%), وتلاهم الكاثوليك (24%) ثم البروتستانت التقليديين (18%).
البروتستانت الإنجيليون
تعود جذور الكنائس الإنجيلية التبشيرية والمنتمين إليها إلي حركة النهضة البروتستانتية في القرن الثامن عشر, وهي فترة تميزت بازدياد النشاط الديني, خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا. وقد جاء في الدراسة المسحية للساحة الدينية الأمريكية التي أجراها منتدي بيو حول الدين والحياة العامة: أن هناك عقائد دينية كالقناعة بأن تقبل السيد المسيح هو الطريق الوحيد المؤدي إلي الخلاص وطقوسا كالتأكيد علي هداية آخرين وإقناعهم باعتناق هذا النوع من البروتستانتية وجذورا بما في ذلك الحركات الانفصالية عن المؤسسات الدينية الرئيسية الأقدم مشتركة بين الكنائس التي تنتمي إلي الحركة البروتستانتية الإنجيلية. ويؤكد الإنجيليون التبشيريون علي التجربة الدينية الشخصية والاهتداء الفردي ودراسة التوراة (بعهديها القديم والجديد) ودور جمهور المؤمنين من غير رجال الدين في نشر المعتقدات الدينية وضرورة ممارسة الأخلاق الحميدة المرتكزة علي العقيدة الدينية في الحياة العامة. وأكبر الكنائس الإنجيلية في الولايات المتحدة هي المعمدانية والعنصرية والإنجيليون غير المنتمين إلي طائفة محددة.
الكاثوليك
تعيش في الولايات المتحدة ثالث أضخم مجموعة من الكاثوليك في العالم (بعد البرازيل والمكسيك.) والكاثوليكية هي ديانة معظم الأمريكيين الذين يعود أصلهم إلي دول أمريكا اللاتينية وإيرلندة وبولندة. وجاء في الدراسة المسحية للساحة الدينية أن ”نسبة الكاثوليك بين السكان الأمريكيين ظلت ثابتة بشكل عام في العقود القليلة الماضية, وبلغت حوالي 25%.” وكشفت الدراسة أن حوالي ثلث الذين استطلعت آراؤهم ممن تربوا علي أنهم كاثوليك توقفوا عن ممارسة شعائر الكنيسة الكاثوليكية. إلا أن المهاجرين الكاثوليك, خاصة من أمريكا اللاتينية, عوضوا عن هذا التقلص في الأعداد. وتعيد الكنيسة الكاثوليكية أصلها إلي السيد المسيح والرسل الاثني عشر. وهي تعتبر أساقفة الكنيسة خلفا للرسل, والبابا بشكل خاص خليفة للقديس بطرس. ورسالة الكنيسة الكاثوليكية الأساسية هي نشر رسالة المسيح الواردة في الأناجيل الأربعة في العهد الجديد من الكتاب المقدس, وإقامة الطقوس الكنسية المعروفة بالأسرار المقدسة. والكنيسة الكاثوليكية هي أضخم الكنائس المسيحية في العالم حاليا.
الطوائف البروتستانتية التقليدية الرئيسية
تصف الدراسة المسحية للساحة الدينية, في سياق تأكيدها علي تنوع البروتستانتية الأمريكية, الطوائف البروتستانتية التقليدية الرئيسية بأنها تتشارك في ”مفهوم للخلاص أقل استثنائية” من تأكيد الإنجيليين الصارم علي القبول الشخصي للمسيح. وجاء في الدراسة أنه لدي الكنائس البروتستانتية التقليدية, التي نشأت نتيجة لحركة الإصلاح الديني الأوربية في القرن السادس عشر, ”مؤسسات دينية مترسخة منذ زمن طويل” و”تؤكد بشدة علي الإصلاح الاجتماعي.” وأكثر الطوائف البروتستانتية التقليدية أتباعا في الولايات المتحدة هي الميثودية واللوثرية والمشيخية التقليدية والمعمدانية التقليدية. وتميل هذه الكنائس إلي اعتناق الموقف المسكوني (الإيمان بوحدة الكنائس المسيحية) وتشارك في الكثير من الأحيان في منظمات تضم طوائف مسيحية مختلفة وأديان مختلفة كمجلس الكنائس القومي ومجلس الكنائس العالمي. ويشكل الذين بلغوا الخمسين من العمر أو تجاوزوا ذلك حوالي نصف أتباع الكنائس البروتستانتية الأمريكية التقليدية الرئيسية 51%.
كنائس الأمريكيين السود
بعد إلغاء الرق في الولايات المتحدة في أواسط القرن التاسع عشر, بدأ الأمريكيون-الأفريقيون المسيحيون في إقامة كنائسهم الخاصة لتعزيز مجتمعاتهم المحلية وتجنب التمييز وممارسة شعائرهم الدينية بطريقتهم الثقافية الخاصة المميزة. وسرعان ما أصبحت هذه الكنائس المؤسسات الاجتماعية والثقافية والسياسية الرئيسية للسكان الأمريكيين- الأفريقيين. وقد لعب القساوسة والوعاظ السود, مثل مارتن لوثر كنج وغيره, دورا بارزا خلال حركة الحقوق المدنية في الستينيات من القرن الماضي. وما زال الكثير من كنائس السود التقليدية يجمع اليوم بين الوظائف الدينية والاجتماعية ويمارس أسلوبا فريدا مميزا في التعبد والروحانية. ومن أكثر كنائس الأمريكيين الأفريقيين أتباع كنائس السود المعمدانية المنتظمة في المؤتمر المعمداني القومي, يو إس إيه, وكنيسة السود الميثودية.
اليهود
رغم أن اليهود بدأوا الاستيطان في الولايات المتحدة منذ عهد الاستعمار, إلا أن معظمهم وفدوا إليها من ألمانيا وأوربا الشرقية في القرن التاسع عشر, حاملين معهم عادات وتقاليد دينية متنوعة تميز كل مجموعة منها عن غيرها. وينتمي معظم اليهود الأمريكيين اليوم إلي اليهودية الإصلاحية التي نشأت وتطورت في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. وهناك نوعان رئيسيان آخران من اليهودية هما اليهودية المحافظة واليهودية الأرثوذكسية, وهما تحتلان المرتبة الثانية والثالثة علي التوالي من حيث عدد الأتباع. ويعيش أكثر من 40% من الأمريكيين اليهود في المنطقة الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة, رغم وجود تجمعات سكانية مهمة أيضا في ولايتي فلوريدا وكاليفورنيا وفي معظم المراكز الحضرية الأمريكية الكبيرة.
المورمون
أسست الكنيسة المورمونية, واسمها الرسمي كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة, في ولاية نيويورك عام .1830 وقال مؤسسها, جوزيف سميث, إن الملاك موروني ترجم له ألواحا ذهبية تضمنت تعاليم مورمون, تشكل – إلي جانب التوراة بعهديها القديم والجديد – أساس الديانة المورمونية. وبعد أن اغتال جمهور من الرعاع سميث في عام 1844, قاد أقرب أعوانه إليه, بريجهام يونج, أتباع الكنيسة عبر الولايات المتحدة إلي (ولاية) يوتا, التي ما زالت تشكل المكان الرئيسي الذي يقيم فيه أتباع الكنيسة المورمونية. وقد أصبح لهذه الكنيسة أتباع في جميع أنحاء الولايات المتحدة وخارجها نتيجة للجهود التبشيرية النشطة التي يبذلها أتباعها. ويشكل المورمون حوالي 61% من سكان يوتا و1.7% من سكان الولايات المتحدة.
البوذيون
تعرف الأمريكيون علي البوذية لأول مرة في أعقاب حمي البحث عن الذهب في كاليفورنيا, عندما بدأت أعداد كبيرة من المهاجرين من الصين تصل إلي الولايات المتحدة. وتم بناء أول معبد بوذي في سان فرانسيسكو عام .1853 أما اليوم, فلازال البوذية الدين التقليدي لجزء كبير من الأمريكيين الآسيويين, وإن كان قد اعتنقها الآن أيضا عدد لا يستهان به من الأمريكيين غير الآسيويين. وقد قام بدراستها عدد من الفلاسفة والكتاب والفنانين الأمريكيين. وما زال معظم البوذيين الأمريكيين يعيشون اليوم في الغرب, خاصة علي طول الساحل الغربي, حيث توجد عدة مدارس وجامعات بوذية مشهورة. وثلاثة أرباع البوذيين الأمريكيين ولدوا في الولايات المتحدة; والكثيرون منهم ممن تحولوا عن دينهم الأصلي واعتنقوا البوذية. وهم يشكلون 7,0% من مجمل عدد السكان.
المسلمون
أول مسلم يوثق التاريخ وجوده في أمريكا الشمالية هو المستكشف الإسباني الذي يعود أصله إلي قبائل الأمازيج (البربر سابقا), إستيفانيكو الذي وصلها في أوائل القرن السادس عشر. وتظهر السجلات التاريخية أن الكثير من العبيد الأفارقة الذين تم إحضارهم إلي الولايات المتحدة ربما كانوا مسلمين. وقد نما عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة بشكل مطرد خلال المائة عام الأخيرة نتيجة للهجرة واعتناق أتباع الديانات الأخري للإسلام. وتشير الإحصاءات إلي أن حوالي ثلث الأمريكيين المسلمين هم أمريكيون أفريقيون تخلوا عن دينهم الأصلي واعتنقوا الإسلام ومعظم الآخرين هم مهاجرون. وجاء في الدراسة المسحية أن المسلمين يشكلون 6,0% تقريبا من مجمل عدد السكان الراشدين في الولايات المتحدة أي 1.3 مليون أمريكي. وتوصلت الدارسة إلي أن أتباع المذهب السني يشكلون نصف عدد المسلمين الأمريكيين. في حين يشكل الشيعة وأولئك الذين لم يحددوا انتماءهم إلي مذهب معين النصف الآخر. ويعيش معظم المسلمين الأمريكيين في جنوب وشمال شرق الولايات المتحدة.
الهندوس
كان من الصعب, قبل صدور قانون خدمات الهجرة والجنسية لعام 1965, تقدير عدد المهاجرين الهندوس إلي الولايات المتحدة, إلا أنه كان محدودا جدا علي الأرجح. أما اليوم فهناك تجمعات سكانية هندوسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة, كما يعيش العديد من الزعماء الروحيين الهندوس في الولايات المتحدة أو يقومون بزيارتها. أما أول معبد هندوسي شيد في أمريكا الشمالية فهو معبد سري فنكاتسوارا في ضاحية بين هيلز, إحدي ضواحي بيتسبيرج, الذي تم تكريسه في عام .1976 ويستقبل المعبد ما يصل إلي مائة ألف حاج في كل عام. ومن المعابد الهندوسية المشهورة الأخري معبد ماليبو الهندوسي, الذي شيد في عام 1981 قرب ماليبو, بولاية كاليفورنيا. وقد أصبحت بعض عناصر الهندوسية جزءا من نسيج الثقافة الأمريكية, كاليوجا والتأمل وغيرهما من أساليب معرفة الذات وتحسين النفس التي تعود جذورها إلي الديانة الهندوسية والتي تحظي بإقبال كبير علي ممارستها في الولايات المتحدة. ويشكل الهندوس 4,0% من مجمل سكان الولايات المتحدة, و86% منهم هم ممن ولدوا خارجها.
يو إس إنفو