تمر مصر حاليا بمرحلة حرجة نتيجة الأحداث الطائفية التي تجري في البلاد وتهدد الأمن القومي المصري.
فأحداث إمبابة ويسبقها العديد من الأحداث المشابهة لها تأثيرها السيئ علي صورة مصر الخارجية , فمصر من الدول التي لها أولوية خاصة خارجيا في الاهتمام بأخبارها وبتطورات أوضاعها الداخلية.
وعن الأوضاع والأحوال الداخلية في مصر وتأثيرها علي صورة مصر الخارجية نقدم هذا التحقيق.
يؤكد السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أن هذه الأحداث التي تمر بها مصر سوف تضر بلاشك الاستقرار داخل مصر وتساهم بشكل كبير في الإضرار بسمعة مصر في الخارج, فالمجتمع الدولي مترقب خاصة بعد أحداث 25يناير لكافة الأوضاع في مصر, والجميع منبهرون بمصر الجديدة, وهذا ما يؤكد إطلاعنا علي الصحف والقنوات التليفزيونية الأجنبية, فمصر مازالت في مقدمة أخبار وبرامج العديد من القنوات الفضائية, لذلك من الضروري الحفاظ علي الثورة ومكتسباتها حتي لا نفقد ما حققناه من نجاحات.
ويشير السفير شاكر لذلك بقوله إنه يجب علي الفور اتخاذ الإجراءات الصارمة تجاه كل من ساهم وتسبب في وجود الفوضي, وتدارك آثار هذه الأحداث بأقصي سرعة لتلاشي الصورة القائمة لدي الآخرين عن الأوضاع الداخلية والتي ظهرت بالتهاون تجاه الجناة.
ويوضح السفير شاكر اهتمامات الخارج بالأحوال الداخلية لمصر بأن إحدي المجلات الهندية قامت بمراسلتنا للاستفسار عن الطائفية في مصر وكانت لها بعض التساؤلات والتي قمنا بالإجابة عنها وتدور جميعها حول الأسباب التي أدت إلي وجودها في مصر وسبل مواجهتها, وأرجع السفير ذلك إلي ظهور اتجاهات مختلفة ومتضاربة في المجتمع نتج عنها هذه الاحتكاكات ولذلك لابد من خلق حالة من الحوار لإزالة الخلافات خاصة في وجود قواعد مشتركة يقرها ويحترمها الجميع, فنحن نمر بمرحلة دقيقة يطلق عليها توابع الثورة فمن الضروري تخطي هذه المرحلة الصعبة.
ويقول السفير محمد منسي المشرف العام علي هيئة رعاية المصريين في الخارج أنه من المؤسف أن تصل درجة الانفلات في مصر إلي التطاول علي دور العبادة واختراق قدسيتها نتيجة إشاعة روجها أحد المغرضين لإشعال الفتنة الطائفية والتي وصلت بنا إلي أزمة يصعب السيطرة عليها نتيجة أسباب عديدة تم تجاهلها من قبل المسئولين, وخلق أعذار مرفوضة وغير مقبولة, وهو ما يدلل علي غياب الدور الكامل للدولة وقدراتها نتج عنه ضياع هيبة الدولة وانعدام الثقة بين المواطن والقائمين علي السلطة.
وأكد السفير أن تكرار هذه الأحداث الطائفية تفسد جهودا حثيثة نقوم بها لإقناع المستثمرين في الخارج للاستثمار داخل مصر لإصلاح الاقتصاد المصري الذي وصل إلي درجة بالغة الحرج فالعديد من القائمين في الخارج يقومون بالاتصال بنا للاطمئنان وللاطلاع علي حقيقية الأمور, ومن جانبنا نقوم بإقناعهم باستقرار الأوضاع حتي لا ترمي بظلالها السلبية علي أوضاع السياحة والاستثمار والتمويل في مصر, وأننا قادرون علي إرجاع الأوضاع إلي نصابها.
وألمح السفير إلي ضرورة تطبيق العدالة علي كافة المعتدين والمتسببين ومعالجة المشكلة من جذورها, والتي بدأت بأحداث فردية, مشيرا إلي عدم اللجوء إلي المجالس العرفية والتي أثبتت فشلها واتباع القانون وتطبيقه علي كافة المتسببين في هذه الأحداث بصرف النظر عن جنسهم أو دينهم أو لونهم, واستعادة الدولة لهيبتها, حتي نستطيع تدارك الآثار السلبية لهذه الأحداث والاحتفاظ بصورة مصر الثورة أمام العالم أجمع.
وتشير د.هدي عوض أستاذة العلوم السياسية بجامعة مصر الدولية إلي أن المجتمع الدولي حاليا يترقب كافة الأحداث في مصر, ولديهم العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام عن تهاون الجيش إزاء قمع المتطرفين والسلفيين, ومن غير الواضح التعاطف تجاه الجناة الذي وصل بنا إلي عملية التكرار والاستمرار لهذه الأحداث.
وتؤكد الدكتورة هدي أن مصر سوف تخسر الكثير علي كافة المستويات إزاء تضحيتها بالأقباط سواء علي المستوي الخارجي أو الداخلي, فهناك استياء كامل من قبل كافة الأطياف داخل مصر وخارجها بسبب عدم احترام الأقليات في مصر.