عدة رسائل قصصية تشع ضياء يرويها الأب جوزيف ماري جرزيسيك حول رحلة مرافقته للآخر, استدعاها للتو من مخزون أفكاره وذاكرته المدونة علي صفحات قلبه الصافي ليبوح بها مستلهما إياها من تجسيده لمفاهيم رسالة العطاء المسيحي طوال مسيرة حياته الممتدة لـ87 عاما في مجالات التعليم وتنمية النشء.. روج لمنهجية ما أسماه بالانثقاف وصاغ من خلالها رسالته في القبول والتعاطف مع الآخر المختلف ثقافيا وحضاريا وبيئيا يستودعها للأجيال ليستشرفوا بها الخطوات نحو المستقبل.. انفتح الأب جوزيف ماري علي الدوائر الكنسية القبطية والإنجيلية والكاثوليكية فصادق الآباء الأساقفة إذ يحمل في قلبه تقديرا خاصا لقداسة البابا شنودة ونيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط والمتنيحين الأنبا صموئيل والأنبا غريغوريوس والأساقفة الكاثوليك والرهبان والراهبات القديسات وذلك بصفته مديرا لمعهد التكوين الديني بالصعيد وعلي الدوائر الجامعية باحتكاكه بطلبة جامعة القاهرة أثناء دراسته الماجستير في الأدب العربي بكلية الآداب ضمن 24 ألف طالب جامعي حيث نقل إعجابه بالأساتذة العمالقة طه حسين وشوقي ضيف ومصطفي السقا وسهير القلماوي.. كما انفتح أيضا علي دوائر مدارس السلام الإنجيلية (العروبة سابقا) مديرا ومشرفا علي تدريس اللغة الفرنسية, بجانب صداقاته العديدة بمدرسي اللغة العربية الأزهريين بالإسكندرية وطنطا وأسيوط.. ويسجل في ثنايا قلبه ذكرياته مع الشاب عبد المعطي.. والفتي مصطفي.. وأحمد شلبي.. وروايته حول كلمات فضيلة الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر السابق والشيخ هريدي بأسيوط.. وآخرين.
* العالم الخاص للأب جوزيف.. هو مسكنه المتواضع بأحد أحياء مدينة أسيوط والمكون من غرفة بمكتبة ضخمة تحوي أكثر من 8 آلاف كتاب لا يسمح الأب جوزيف لأحد بدخولها ثم بيت القربان – الكنيسة الصغيرة – علي حد تعبيره ثم غرفة لاستقبال زائريه.. تملكتني الرغبة في أن أتحسس خطي هذه السيرة البديعة التي وهبها الله نعمة القبول الاجتماعي وتجسدت فيه رسالة العطاء المسيحي والانفتاح علي الآخر شرقا وغربا وفي ربوع مصر.. عرفه الكثيرون هنا في أسيوط متجولا بدراجته يقطع بها شوارع المدينة قرابة 60 عاما.. ومؤخرا تلقينا الموافقة علي دعوتنا للقائه.. في بداية اللقاء طلبت منه أن يحدثنا عن بدايات تفاعله مع الآخر المختلف بيئيا وثقافيا.. قال:
** أذكر أن مساء 15 أغسطس 1937 كان تاريخا مهما في حياتي وفي أثناء احتفالنا بعيد صعود جسد العذراء بالمزار المريمي الشهير بمدينة تشنتوجوفا ببولندا الذي يستقبل ملايين الزائرين من أنحاء العالم.. كنت في الثانية عشرة من عمري عندما استأذنت والدتي رئيس الدير في أن أظل لفترة اختبار بالدير مع اثنين من زملائي تحقيقا لحلم قديم كان يراود والدتي بأن يكون أحد أبنائها مرسلا خادما في أفريقيا.. وكان هذا الأمر متاحا في هذه الأيام.. وقد انضممت مبكرا إلي جمعية إخوة المدارس المسيحية (الفرير) ثم تم اختيارنا في بعثة لباريس عام 1938 لدراسة الأدب الفرنسي ولنتشرب من رسالة رهبنة الفرير وروحانيتها وخصوصيتها من الاهتمام بالتعليم وتثقيف النشء. فأقمنا هناك خلال سنوات الحرب العالمية داخل (قبو) تحت الأرض قضينا فيه قرابة 10 سنوات في باريس للدراسة بجانب العمل حيث كنت أعمل في صناعة قطع الخبز ووزنها.
***
** في سبتمبر 1949 جئت إلي مصر عبارا من مارسيليا إلي بورسعيد ثم إلي الإسكندرية لتدريس اللغة الفرنسية بكلية سان مارك التي كانت تحتضن الحضارات المتوسطية والروافد الثقافية المتعددة حيث كان يلتحق بها وقتئذ قرابة 15 ألف طالب من الدول العربية ومن العائلات الغنية.. كان ذلك بداية انفتاحي علي حضارات الشرق وثقافته المختلفة وعشقي للغة العربية ومفرداتها.. وأضاف ومن هنا تعرفت الي مصطفي.. أستاذ اللغة العربية بالمدرسة الذي كان يرتدي الطربوش وبدأت أحفظ حوالي 50 كلمة كل يوم بمساعدة الأستاذ مصطفي الذي كان يجاورني في مكان إقامتنا.. يردد الكلمات وأنا أرددها معاه.
** بعد ذلك أرسلت للمعهد الإكليريكي بطنطا عام 1951 عندما عرفت الرهبنة أنني أعشق اللغة العربية وظللت فيه لمدة عامين وتدربت علي التحدث باللغة العربية في القاهرة.. استكمل بالقول: ثم انتقل السيمنار إلي مبني الكلية الإكليريكية الجديد بالمعادي التي كانت وقتئذ عبارة عن أدغال.. وبتشجيع من السفير الباباوي للفاتيكان انتسبت لجامعة القاهرة للحصول علي درجة الماجستير في الأدب المقارن.
* ابتسم الأب جوزيف قائلا:
** دخلت بثقة للحياة الجامعية وتعرفت عن قرب بالعمالقة: الأديب الكبير طه حسين والدكتور مصطفي السقا وأستاذي شوقي ضيف وأذكر أنه كان يدخل إلي المدرج ويسلم علي كل طالب علي حدة والدكتورة سهير القلماوي التي أشرفت علي رسالتي. عايشنا الروح الجامعية الحلوة. أذكر أن الدكتورة سهير القلماوي والتي كانت مشرفة علي رسالتي طلبت منا جميعا كتابة قصة قصيرة فكتبت قصة أعجبت بها جدا وقامت بنشرها في إحدي المجلات الأدبية المصرية ثم أخرج من مكتبه عدة صور وأراني إياها قائلا: هذه المشاهد ترجع إلي أوائل الخمسينيات, كنا نلتقط الصور برفقة أساتذتنا وزملائنا.. انظري هذه صورة حسين بجوار الأستاذة سهير القلماوي وهاأنذا أقف بجوارهما.. انظري الي صورة محمد زميلي.. أردف بالقول لازلت أحتفظ بصور جميلة مع الكثيرين من أساتذتي وزملائي.
* أضاف بالقول:
** بجانب دراستي عملت مديرا بإحدي المدارس الخاصة الكبري بالقاهرة, وأذكر أن المدرسة كانت تمر بأزمة بسبب نقص مدرسي اللغة العربية فاستعانت بمدرسين من الأزهر الشريف.. كنا حوالي 60 مدرسا بالمدرسة ارتبطنا بمجموعة اللغة العربية وكانوا شبابا مثقفين ولديهم وعي بالقضايا الوطنية والتقوا بالرهبان الشباب داخل المدرسة في نفس العمر وجمعتنا مودة ومحبة كبيرة ومن ضمنهم أذكر فضيلة الشيخ هريدي, كان خطيبا في أحد المساجد وكان يعد كلمات جميلة ويحفظ آيات من الإنجيل ليستعين بها في خطبه خاصة أثناء زيارات الآباء المطارنة للمدرسة.. عشنا معا صداقة فريدة.. أذكر أيضا الشيخ أحمد شلبي من الزقازيق واستقبلنا جميعا في إفطار جماعي في شهر رمضان.. قال لي: عندما تسافر إلي أسيوط تروح تزور الجامع الجديد حاليا جامع ناصر بأكبر ميادين أسيوط لأن عمي شيخ الجامع وهو أصلا من قرية البلايزة – مركز أبوتيج, ولما ذهبت لأسيوط استقبلني الشيخ هريدي هناك وتجمع من حولنا الشيوخ ورحبوا بنا كثيرا وسمح لي بزيارة المكتبة الضخمة.. ابتسم بالقول ولأول مرة يسمحوا لواحد مسيحي بالصعود الي أعلي المأذنة.. ورأيت تخطيط شوارع المدينة من أعلي. لقد قمت بزيارات كثيرة والتقيت بكثير من العلماء وكنت أحب الاستماع لفضيلة الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر وأذكر أنه أول من ذهب لمدينة نجع حمادي بعد جريمة عيد الميلاد وجلسنا في سرادق كبير اتعمل قدام الكنيسة وقد سمعت فضيلة الشيخ طنطاوي يقول ويكرر لمرات متتالية الإسلام لا يسمح لإخوة في وطن واحد أن يتقاتلا علشان كده في مسئولية كبيرة تجاه مدارسنا ووسائل الإعلام لنرجع معا إلي القيم الفريدة إللي تميزت بها مصر.. أنا لما باستقل التاكسي دلوقتي وباتجاذب أطراف الحديث مع السائق وأيضا مع بائع الخبز والخضار.. في الغالب بيرفضوا المنغلقين لأن شعب مصر واعي.
* أضاف بالقول:
** سعدت بالتعرف بقداسة البابا شنودة الثالث راهبا (أسقفا للتعليم) وقدمت له دعوة ليأتي ويتحدث إلي الشباب في الكلية الإكليريكية الكاثوليكية بالمعادي, وجمعتني أيضا صداقة بالمتنيح الأنبا صموئيل والمتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي, وكنت أحرص أثناء تواجدي بالقاهرة علي الذهاب للكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء الأربعاء, وأجلس وسط الزحام.. زحام شديد, ولكنني أنصت الي كلماته وأتحسس فيها نبض الكنيسة وأين نحن من تيارات الأحداث.
***
* حول استقراره بمدينة أسيوط ومدي رضائه عما قدمه في إرساليته قال:
** كانت زيارتي لأسيوط لأول مرة عام 1951 بصحبة رئيس رهبنة الفرير حيث التقت الرهبنة بالأنبا ألكسندروس إسكندر.. مطران الأقباط الكالثوليك في ذلك الوقت.. أضاف: قمنا معا بزيارة 16 قرية بالإقليم وقتها أصغيت إلي أصداء النداء القلبي العميق لتجسيد رسالة العطاء المسيحي للنشء في هذه الأرض البكر ووسط الصغار والشباب الفقراء وبدأت فكرة تأسيس معهد للتكوين الديني بأسيوط كان يشغل موقع (مدرسة إسماعيل القباني حاليا) لتخريج مدرسي الدين المسيحي لدعم المدارس ولخدمة مدارس الأحد بالكنائس في مختلف إيبارشيات الصعيد, واستقبلنا ما بين عامي (1983, 1985) 35 مدرسا ومدرسة في مدارس الأحد كانوا من البسطاء الصعايدة. تعلمنا كيف نتعايش معا وننصت إلي دقات قلوبهم. وتم انتخابي مديرا للمعهد والذي افتتح رسميا في أكتوبر 1966 بحضور طيب الذكر غبطة البطريرك الأنبا أسطفانوس الأول وقد عاونني وطوال أربعين عاما فريق من الآباء الأساقفة الكاثوليك والكهنة والراهبات والعلمانيين الغيورين حتي أضحي المعهد هو المؤسسة الأولي بالتعليم التي تضطلع بدور تعليمي ديني في الإيبارشية.. إلي جانب قيامي بتدريس الكتاب المقدس ومادة (الأنبياء) لطلاب الفرقة الثالثة.
** استقدمتني أيضا الكنائس الانجيلية عام 1976 للخدمة في مجال التعليم المدني وللإشراف علي تدريس اللغة الفرنسية بمدارس السلام الإنجيلية (العروبة سابقا) امتدت علاقاتي بزملائي المدرسين وطوال عشرين عاما حتي سن المعاش كنا نعمل وسط قرابة الف ومائتين من الشباب منهم 300 من المسيحيين كان ذلك بسبب قانون غريب وقف علي إصداره الرئيس جمال عبدالناصر يتيح للفتي إمكانية تحسين مجموعه في الثانوية العامة بالمدارس الخاصة, وكانت مدارس السلام إحداها وأعطاني ذلك فرصة ذهبية للتواصل مع الطلاب القادمين لهذا الغرض من بني سويف شمالا وحتي أسوان.. وهذه كانت نعمة كبيرة من الروح القدس جعلتني أتعرف علي شباب الصعيد علي حقيقته ولاأزال بعد أتعرف علي (أبناء) طلابي الذين أصبحوا أطباء ومهندسين أحدهم لواء شرطة يقطن بجوار منزلي, كل هذا أحمله في ذكريات قلبي.
***
* عن ظاهرة الانثقاف في فكر الأب جوزيف ماري.. قال:
- مهد لحديثنا بالقول إن الروح القدس بيعطينا الحساسية إللي بتشعرنا بنبضات قلوب من حولنا وتترك بصمات في الآخرين لا تمحوها الأيام.. ولما تهمل القلب النابض بالحياة تبقي ممارساتنا الدينية شوية طقوس وكلمات طنانة..
** لأكثر من عشرين عاما كنت أدخل الفصل في الموعد تماما وقبل بداية الحصة أكتب باللغة العربية وبحروف كبيرة علي السبورة هذه العبارة أداء واجبي بإخلاص يساوي عبادتي.. هذا هو جوهر ظاهرة الانثقاف.. أضاف كنت لا أفرق مطلقا بين الصلاة في الكنيسة أو المسجد, وبين إتمام العمل والواجبات بإخلاص.. يعرفني تلاميذي بأني لا أحتمل الهرجلة في الفصل وكنت باشوف مدرسين يخدلوا فصولهم ويكروتوا الدرس وهذا ينطبع بدوره داخل وجدان الأطفال, وأحزن بشدة لما أجد مدرسا يتعلم من القيم والمبادئ ثم لا يتعايش بواقعها ويترك أطفاله حياري ومتشككين.
** في ذاكرتي فتي من قرية البداري أوقفني مرة في الفصل أثناء تقديمي للدرس وقال لي: يا أستاذ يا أستاذ لو كان عندنا عشرة زيك كنا طلعنا أول بلد في العالم؟! وأول ما رجعت إلي منزلي دخلت إلي كنيستي بيت القربان وظللت لفترةأصلي وأشكر الروح القدس الذي تكلم لقلب هذا الفتي وعرفه علي جوهر الوطنية.
* وباسجل هنا أيضا – هكذا أضاف الأب جوزيف – ما جمعني من حب بتلميذي الفتي عبدالعاطي.. الذي لايتعدي الـ18 عاما كان يأتي إلينا بدراجته الصغيرة وهو من قرية الساحل.. كنت أسمح لأبنائي ولمن يرغبون في زيارتي.. وكنت وقتها مشغولا بإعداد كلمة روحية للعظة المسائية.. أنتظر عبدالعاطي فترة ثم أخرج من جيبه قصاصات من ورق وقال لي يا أستاذ عارف أنا باعمل إيه بالقصاصات دي؟! أنا باكتب فيها الآيات القرآنية التي تتكلم إلي قلبي وأشار بإصبعه الصغير إلي قلبه.. وأذكر ذلك منذ قرابة 40 سنة وكنا في رمضان وقد توفي الصغير قبل تأدية امتحانات آخر العام.. وقد تأثرت بكلماته جدا.. وأثناء العظة اندهش الجميع عندما حكيت قصة عبدالعاطي. وقلت للمجتمعين إن الروح القدس معندهوش إفلاس, وكما كان يرف علي وجه الأرض الخربة قديما فأخرجت الجنة لازال يعمل في الجميع.. وأضفت بالقول: كما نحمل آباءنا وإخوتنا في الصلاة هكذا نحمل في قلوبنا بلدنا والعالم كله.. نحن بعد لم نصل إلي درجة روحانية عبدالعاطي..؟!
* ذكر أيضا في شرحه لي عن الظاهرة التي أسماها بالانثقاف بما يعنيه من الانفتاح علي الآخر بأنه كان يشرح أحد الدروس ففوجئ بأحدهم يفتح باب الفصل ودخل شكل بشري وجهه طبيعي جدا لكنه يتحرك علي أقدامه ويديه لأن ظهره كان مقوسا فيما يكاد يلمس بوجهه الأرض.. وأضاف أذكر أن خطه كان في منتهي الإبداع رغم تلوث يديه بالتراب.. إنه مصطفي.. للتو أجلسته بجوار الطفل فادي.. وقلت له هذا هو الرب يسوع كيف تتعامل معه.. وبالفعل أحبه زملاؤه في المدرسة وكانوا يتناوبون في حمله من مبني إلي آخر لأن المدرسة كانت متسعة وقد علمت فيما بعد بأنه أجريت له ست عمليات جراحية علي أثرها استقام ظهره وأصبح مستشارا ذائع الصيت, وحصل علي جوائز دولية.. وهذا ثمرة القلوب التي أحبته كما يقول ابن سيراخ.
* أضاف الأب جوزيف في توضيحه لظاهرة الانثقاف
** تصلني شهريا عدة كتيبات من الخارج وتهتم بتنظيم الخدمة أولا في الإيبارشيات والاهتمام بكل شريحة من شرائح المجتمع بتخصيص الخدمة الروحية الخاصة بها – شرائح الشباب والمرأة, ومرحلة ما قبل الخطوبة, وما قبل الارتباط, وهكذا – علمت مؤخرا من بعض النشرات أن الكنائس في العالم تعطي اهتماما كبيرا بالحوارات مع الآخر وهناك العديد من البرامج والدراسات التي تدخل فيما أسميته ظاهرة الانثقاف علق بالقول: مفيش في المسيحية أحد يترجل الحياة السلوكية.. فالسلوكيات لها مبادئها وقوانينها.. علشان كده اكتشف الغرب مؤخرا ما يشبه زوابع المهاجرين آلاف الشباب من الشرق الأوسط وأفريقيا يخرجون من بلادهم هاربين أو مضطهدين أو نازحين, لذلك يجد الآباء المطارنة والأساقفة والرهبان أنفهسم أمام مثل هذه الزوبعة.. أمامهم قضايا جديدة وثقافات متباينة لم تكن مطروحة من قبل.. لدينا في فرنسا وإيطاليا وألمانيا جاليات تقدر ما بين 4, 6 ملايين مهاجر وذلك يشكل عبئا إضافيا للأجيال القادمة عندما تتولد الاحتكاكات بالثقافات الأخري.