اكتشف علماء المرصد الجنوبي الأوربي مجموعة شمسية ضخمة مكونة من سبعة كواكب تدور حول نجم شبيه بالشمس علي بعد 127 ألف سنة ضوئية عن الأرض وهي الأكبر علي الإطلاق التي يتم رصدها بعد النظام الشمسي الحالي.
أشاد كريستوفر لوفيس قائد فريق العلماء الأوربيين بأصحاب الاكتشاف مشيرا إلي أنهم بذلك يدخلون حقبة جديدة في بحوث الفضاء, إذ ينتقلون من دراسة الكواكب المنفردة إلي الأنظمة الكوكبية المعقدة.
ويلفت العلماء النظر إلي أن المسافة بين الكواكب التي تدور حول النجم تكون في نمط منتظم شبيه بالنظام الشمسي كما أن المسافة بينهما أقرب من تلك التي تفصل كواكبنا عن الشمس.
يشار إلي أن علماء الفلك عكفوا علي دراسة المجموعة لمدة ست سنوات باستخدام آلة لتحديد الكواكب تسمي مرسمة الطيف هاربس ملحقة بمنظار المرصد البالغ طوله 3.6 أمتار والكائن في لا سيلا بتشيلي.
وتمكن العلماء من تحديد ذبذبات دقيقة في حركة النجم بسبب الشد التجاذبي لكواكبه. وتوافقت أقوي خمس إشارات للكواكب مع كتل بأحجام أكبر من الأرض بـ13 إلي 25 مرة.
وصرح لوفيس أن الكوكبين الآخرين يمكن أن يكون أحدهما بحجم زحل (بكتلة تزيد 65 مرة علي كتلة الأرض) ويدور في فلك يستغرق 2200 يوم. والكوكب الآخر يمكن أن يكون أقل كوكب ضخم يكتشف علي الإطلاق حيث تزيد كتلته بنحو 1.4 علي كتلة الأرض.
وقد عرضت تفاصيل الاكتشاف في اجتماع بمرصد هوت بروفينس في جنوب شرف فرنسا.
كما أعلن فريق أمريكي من علماء الفلك أنهم اكتشفوا كوكبا جديدا خارج المجموعة الشمسية يدور حول نجم يبعد عن الأرض بنحو 41 مليون سنة ضوئية. ويرفع هذا الاكتشاف عدد الكواكب التي تدور حول هذا النجم الذي يعرفه العلماء باسم كانكري 55 إلي خمسة وهو أكبر عدد من الكواكب يكتشفها العلماء تدور حول نجم واحد خارج مجموعتنا الشمسية.
وقد اكتشف علماء الفلك حتي الآن أكثر من 250 كوكبا خارج مجموعتنا الشمسية.
ويقول العلماء إن هذه المجموعة متعددة الكواكب تحمل أوجه شبه كثيرة مع مجموعتنا الشمسية.
فهذه الكواكب تدور حول نجم مماثل في العمر والكتلة لشمسنا.
والفريد في مجموعة الكواكب حول (النجم كانكري 55) أنها تحتوي 4 كواكب داخلية وكوكب عملاق خارجي, مثل مجموعتنا ولكن بدون الأرض والمريخ.
ويمكن مشاهدة النجم كانكري 55 بسهولة باستخدام منظار بسيط في سماء صافية. ويجئ هذا الاكتشاف بعد 19 عاما من اكتشاف النجم كانكري 55 ويمثل علامة بارزة في مسيرة فريق بيركلي وكارنيجي الذي احتفل بالذكري العشرين لأول محاولة له في اكتشاف كواكب خارج مجموعتنا.
وحجم الكوكب المكتشف مؤخرا في مجموعة كانكري 55 نصف حجم زحل ويدور حول نجمه في 260.8 أيام.
اكتشافات أخري
ومن جهة أخري قام مجموعة من علماء الفلك بتأكيد اكتشاف كوكبين بحجم كوكب نبتون تقريبا (17 مرة بحجم الأرض). ويدور الكوكبان حول نجمين يبعدان 30 سنة ضوئية عن المجموعة الشمسية. وقد تم تأكيد ذلك الاكتشاف اعتمادا علي ظاهرة دوبلر التي تنشأ نتيجة لدوران الكوكب حول النجم بسبب الجاذبية. وذلك بتحليل نتائج رصد المرصد (ليك أوبسيرفاتوري) في هاواي وكذلك بعض معطيات المرصد في المسبار الفضائي هابل. ويتوقع أن تكون طبيعة هذين الكوكبين هي الغازية المشابهة لكوكب زحل أو المشتري. كما أشارت بعض التقارير إلي إمكانية وجود الصخور في قلب الكوكب بالإضافة إلي وجود بعض العناصر الثقيلة كالحديد وغيره من المعادن حسب ما أفاد به البروفيسور جيوف ماري الأستاذ بجامعة بيركلي بكاليفورنيا وأحد رؤساء المجموعة التي اكتشفت الكوكبين.
كذلك أضاف أن أحد الكوكبين يدور حول النجم كانكري 55 وهو الكوكب الرابع الذي اكتشف يدور حول ذلك النجم. ولكن كتلته تساوي 18 مثل كتلة الأرض ويدور حول النجم بسرعة عالية مما يجعله يكمل دورة كاملة (سنة) في 2.81 يوم أرضي. وأما الكوكب الآخر فيبلع 25 مرة بمقدار كتلة الأرض ويدور حول نجمه (Gliese 436) في 2.64 يوم أرضي.
وتأتي أهمية اكتشاف الكوكبين في كتلتهما حيث يتم لأول مرة اكتشاف كوكبين خارج المجموعة الشمسية لهما هذا القدر من الكتلة, مما يجعل اكتشاف كوكب له كتلة مشابهة لكتلة الأرض خارج المجموعة الشمسية أمرا ممكنا. فمنذ تم اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية بطريقة دوبلر عام 1995 تولي اكتشاف كواكب مشابهة ولكنها ذات كتل صغيرة مثل أحجام كوكب المشتري. ولكن هذه المرة الأولي التي يتم اكتشاف كواكب بهذه الكتلة وهذا الحجم.
ويأتي هذا الاكتشاف بعد سنوات من تأكيد اكتشاف بعض الكواكب داخل المجموعة الشمسية. حيث تم اكتشاف ما يعتقد أنه الكوكب العاشر من كواكب المجموعة الشمسية. والاكتشاف تم في مرصد جبل بالمر بولاية كاليفورنيا الأمريكية في تاريخ 14 نوفمبر 2003, وأثبت ذلك لاحقا من قبل مراصد أخري في العالم.
وقد أطلق علي هذا الكوكب المكتشف اسم سدنا وذلك نسبة إلي كائن أحفوري عثر عليه متجمدا. ويرجع السبب في تسميته إلي درجة حرارة الكوكب المنخفضة والتي قدرها العلماء بحوالي 240 درجة تحت الصفر. وتم اكتشاف الكوكب بمقارنة التغير الطفيف في موقع الكوكب بالنسبة للنجوم من حوله ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الصور الملتقطة في أوقات مختلفة من ذلك اليوم.
ويقدر الفلكيون قطر ذلك الكوكب ما بين 1.180 – 2.360ك.م, وهو ما يجعله قريبا في الحجم من كوكب بلوتو أو أقل بقليل من حجم القمر. كذلك يقدرون المسافة بينه وبين الشمس بأكثر من 13 مليار ك.م من الأرض وهو ما يعادل أكثر من ثلاثة أمثال المسافة من كوكب بلوتو أو أكثر من 90 مثل لبعد الأرض عن الشمس, ولهذا يتوقع العلماء أن يقع ذلك الكوكب في غيمة أورت التي تحيط بالمجموعة الشمسية والتي تعتبر هي وحزام كيوبر المصدر الرئيسي للمذنبات كما تحتوي علي آلاف الكويكبات.
كما يعتقد أن هذا الكوكب ربما يكون لله قمر يدور حوله كما صرح بذلك الدكتور مايك برون رئيس فريق البحث الذي اكتشف الكوكب. ويميل لونه إلي الحمرة مثل كوكب المريخ.
ويأتي اكتشاف الكوكب بعد عدة اكتشافات لكويكبات أخري أهمها (Quaoar) الذي يبلغ قطره 1200ك.م وقد تم اكتشافه في عام 2002, كذلك (Ixion) الذي يبلغ قطره 1.065ك.م وقد تم اكتشافه في عام .2001 كما يتوقع الفلكيون اكتشاف المزيد.
ومؤخرا تم اكتشاف أحد أصغر الكواكب عمرا يدور حول أحد النجوم المتشكلة حديثا في مجموعة الثور. وقد رصد ذلك المرصد الفضائي سبايترز حيث أعلن ذلك في يوم 27 مايو 2004, ويعتقد العلماء أن عمر ذلك الكوكب أقل من مليون سنة ويدور حول نجم حديث التشكل وقد أطلق علي ذلك اسم (Coku Tau 4) ويبعد عن المجموعة الشمسية مسافة 420 سنة ضوئية.
تمكن العلماء من التحقق من وجود الكوكب باستخدام الأشعة تحت الحمراء, حيث لاحظوا ما يشبه الثقب في الغبار الذي يدور حول النجم. وقدروا حجم هذا الكوكب بعشرة أمثال حجم كوكب الأرض. ويعتقد العلماء أن ذلك الكوكب هو أصغر الكواكب المكتشفة عمرا حسب ما صرح به البروفيسور واتسون أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة روجستر بنيويورك.
أثار اكتشاف الكوكب النقاش بين العلماء حول الزمن اللازم لتتكون الكواكب, وحول طبيعة ذلك الكوكب وهل هو من الكواكب الحجرية أو الغازية. كما أن هناك أبحاثا أشارت إلي وجود بعض المركبات العضوية حول ذلك الكوكب. وهو ما يعيد التساؤل حول إمكانية وجود نظام شمسي مشابه لنظامنا الشمسي في مجرتنا.
يذكر أن نظامنا الشمسي يتكون من الشمس وكل ما يدور حولها من أجسام, بما في ذلك الكواكب, والأقمار, والنيازك, والمذنبات والأرض الكوكب الذي نعيش فيه هو ثالث الكواكب بعدا عن الشمس. ويعتبر النظام الشمسي من أحد أنظمة الكواكب, وهي أنظمة تحتوي علي نجوم تدور حولها كواكب سيارة وأجسام أخري ويعزو العلماء تكون هذه الأنظمة لما يسمي بالانفجار الكبير.
عن: وكالة أنباء الصين, الوكالة الفرنسية