أنا شاب في السادسة والعشرين من عمري من صعيد مصر.خضت تجربة عنيفة بعد ارتباطي عاطفيا بإحدي الفتيات وبعد أن تمت التفاصيل الرسمية ,وكلل والداها ارتباطنا بالموافقة فوجئت ببعض أفراد العائلة-من طرفها-يهددوني إذا ما أتممت الزيجة قائلين إن أولادهم أولي بها مني,ولن أخوض في التفاصيل التي أعاني منها حتي الآن منذ مايقرب من عامين لكنني يكفي أن أقول لك ياسيدتي إنني فقدت الثقة في كل من حولي فلم تمتد يد العون لي من أحد حتي أقرب الناس لي ودخلت في مشاكل عديدة أثارت العند في نفسي والإصرار علي أن تكون هذه الفتاة-التي أحبها أولا قبل أي شيء -لي وليست لغيري,ففرغت نفسي للمعركة مع ذويها وأهملت عملي وحاولت جمع المال للوفاء بمتطلبات الزواج سريعا ووقعت شيكات بدون رصيد بمبالغ طائلة لاقبل لي بها.
وكنت أعمل في مجال التليفون المحمول وتجارة كروت الشحن وخطوط الموبايل ومن المعروف أن لكل خط أقوم ببيعه عمولة ونسبة علي كروت الشحن التي يستهلكها لمدة سنة ونصف, بالإضافة لمزايا الساعات المجانية التي تمنحني إياها شركة المحمول ,الأمر الذي سول إلي نفسي أن أزور بعض البيانات الخاصة بأرقام التليفونات للحصول علي عمولات سريعة كبيرة فدخلت في مشكلة كبيرة مع شركة للمحمول بعد اكتشاف البيانات المزورة,فتركت العمل معهم وأنا محمل بديون وما زاد الأمر سوءا مطالبة التجار بقيم الشيكات التي وقعتها ولا رصيد لها في حسابي,مما دفعهم لرفع دعوي قضائية علي وتم الحكم فيها بخمس سنوات سجن.
الآن أنا هارب من الحكم,وبعد أن كنت تاجرا وطالبا في كلية التجارة أصبحت مطاردا.. تركت أهلي وبلدي وحبي الذي ورطني فيما أنا فيه.والآن أصبحت عامل مباني ولا أعرف ماذا أفعل؟الكل تخلي عني وقيمة الشيكات الخاصة بالحكم تبلغ 140 ألف جنيه لكنها قيمة ورقية بينما القيمة الحقيقية ألفا جنيه فقط طلب المدين ردها للتنازل عن القضية بينما تبلغ القيم الأخري والتي لاترتبط بموضوع القضية عشرين ألف جنيه,ورغم أنني قادر علي السداد المبدئي للألفين جنيه إلا أن العند الصعيدي تملك من رأسي بسبب إقدام صاحب الدين علي رفع الدعوي ضدي وهو يعلم تماما أنه لايستحق سوي 2000 جنيه فقط لا أستطيع السيطرة علي عنادي وكرامتي تمنعني من التراجع.. فماذا أفعل؟خاصة بعد ما أشيع عني أنني نصاب.
لصاحب هذه المشكلة أقول:
أية كرامة تلك التي تمنعك من التراجع؟!.بل أية كرامة تلك وأنت هارب مطارد محكوم عليك بالسجن,وحيد ,معدم؟!الكرامة يا عزيزي لابد وأن يحملها النضج,وأنت للأسف أتيت أفعالا غير ناضجة.هناك فارق كبير بين الكرامة والكبرياء,بين الحرص علي نيل الحقوق والعند الأحمق,فكونك تحب فتاة وتصر علي الارتباط بها أمر لاغبار عليه,ولكن أن تهمل عملك وتزور في بيانات رسمية وتوقع شيكات بلا رصيد -صغرت أو تعاظمت قيمتها-فهذه جريمة ,تستحق عليها القصاص القانوني,فلا تطلب من أحد الوقوف إلي جوارك لأنك لم تقف أولا إلي جوار نفسك بل سعيت إلي تدميرها ,ووضعت الأمر في قالب أكبر من حجمه كثيرا فورطت نفسك وغامرت بمستقبلك,يقول ألبرت أينشتاين-العالم الفذ في الفيزياء النظرية:يستطيع أي أحمق جعل الأشياء تبدو أكبر وأعقد ,لكنك تحتاج إلي عبقري شجاع لجعلها تبدو عكس ذلك.
فإنه لمن الذكاء وضع المشاكل في حجمها الطبيعي لأن التهويل والدخول لدائرة العناد لن يقدم حلولا لك والأرجح الآن هو سداد مبلغ الألفين جنيه فورا,وأدعو الله أن يقبل صاحب الدين التنازل عن القضية ,ثم تجدول سائر الديون المتراكمة وتحاول العودة إلي دراستك مع الاستمرار في عملك لضمان الإبقاء علي مورد ثابت لدخلك ,وعندما تستقر حياتك ستكتشف أن العند ماهو إلا معطل بل ومدمر لمستقبلك الذي أنت علي أولي خطواته,ولتواجه نفسك حتي تقتنع بأن المعركة السابقة لم تقدم لك إلا الخسارة علي كل المستويات,مازال سنك صغيرا والمستقبل أمامك يستحق منك التريث والحكمة في معالجة الأمور,بدلا من التهور الذي لن يسوقك إلا إلي الندم حيث لاتراجع.
رسائل قصيرة:
0 أنا سيدة في الخمسين من عمري زوجي يعاملني منذ ثلاثين عاما كأنني قطعة من أثاث المنزل حتي إنني عانيت كي أتمكن من كتابة وإرسال مشكلتي إليكم,أنا في سجن مؤبد بل أقول مدي الحياة,وللأسف شب أبنائي علي ذات الطبع التسلطي الغليظ ويعاملونني مثل أبيهم ويعاملون زوجاتهم هكذا أيضا.. أشعر بالتعاسة.. بالعجز,والدونية.
المحررة:
التعاسة والسعادة أشياء نسبية نقيسها بمدي رضانا عن حياتنا بكل ما فيها وليس بمقدار ما بها من جميل أو سيء,وهناك سؤال لايستطيع أحد الإجابة عليه سواك: لماذا لم تشعري بتلك الأحاسيس طوال ثلاثين عاما أو علي الأقل لم تلح عليك فكرة التعاسة ؟قد لانستطيع أن نغير من نحيا معهم لكن ما دمنا احتملناهم أكثر من ربع قرن إذا هناك دائما جانب مضيء يجعلنا نحتمل,فلتركزي عليه وحينذاك ستكتشفين أن ما تسمينه عجزا ما هو إلا صبر واحتمال يستحقان التقدير,وما تسمينه دونية ما هو إلا سمو فوق نقائص الآخرين.
0 أنا رجل في الخامسة والأربعين من عمري,متزوج ولدي ابنان وثلاث بنات, ميسور الحال,ناجح في عملي ,أبنائي متفوقون جدا في دراستهم, حياتي مستقرة أسريا لكن لأني رجل أعمال فجزء من عملي حسن مظهري وكذلك حسن مظهر زوجتي التي تقتضي الأمور ظهورها معي في بعض المناسبات الخاصة بالعمل,زوجتي التي تقتضي الأمور ظهورها معي في بعض المناسبات الخاصة بالعمل,وتلك هي مشكلتي الحقيقية فبعد أن جاءنا الابنان الرابع والخامس انقلبت أحوال زوجتي وأهملت في مظهرها فأصبح وزنها 130 كيلو جراما باستمرار موجودة في المنزل فهي لاتعمل والأبناء يستنزفون وقتها كاملا,وكلما اقترحت عليها الاهتمام بمظهرها أبدت غضبا تجاهي وألمحت إلي أنني لم أعد أحبها بعدما تحسنت أحوالي المادية وهذا غير صحيح, لكنها بالفعل أهملت نفسها وأصبحت في مظهر غير مشرف لي في أي مكان عام نرتاده سويا,ولا أعرف كيف أسيطر علي الأمر فإذا لفت نظرها تتهمني بالحجود,وإذا تركتها وتجنبت اصطحابها في جلسات ومناسبات العمل أصابني الحرج بين الناس واتهمتني بنفس الشيء أيضا.. فماذا أفعل؟
المحررة:
لايمكن أن يحصل الإنسان علي كل ما هو جميل في الحياة دون البسيط الذي يثير الضيق في نفسه من آن لآخر,ومشكلتك بسيطة لأن مما فهمته أنها لم تكن بالأصل مهملة في مظهرها,ولكن ذلك أمر لاحق علي إنجاب الطفلين الصغيرين وهذه مرحلة تمر بها معظم النساء في مثل حالتها, يدعمها إهمال الزوج لها بعدما يتسلل له الشعور بأنه أصبح علي هامش اهتماماتها إذا أنت مشارك فيما وصلت إليه زوجتك ,فأين كنت عندما قفز وزنها إلي 130 كيلو جراما.. لماذا لم تعرها اهتماما وتلفت نظرها باستمرار لرغبتك في الحفاظ علي مظهرها؟
لماذا لم تصطحبها إلي محال الملابس لتأتي لها بما يناسبها منها,لا أقصد إلقاء اللوم عليك,بل أعلم تماما أن هذا الخطأ تقع فيه معظم النساء, ولكن من هي التي تشعر باهتمام زوجها المتكرر ولن تستجيب؟الحل في منحها بعض الاهتمام المتزايد,أما أنها تهمل وأنت تقابل الإهمال بالصمت أو الإهمال ستجد تلك المشكلة البسيطة أصبحت جفاء عميقا فكما يقول الفيلسوف السويسري جان جاك روسو: قد تغفر لك المرأة القسوة والظلم..لكنها لاتغفر لك أبدا عدم الاهتمام بها.