نعم أنا حائرة وكلي تردد , لا أستطيع حسم أمري , فما أقسي الواقع عندما يحرمنا الارتباط بمن تتوق إليهم أنفسنا , أنا فتاة في السابعة والعشرين من عمري أعمل موظفة واتمني الارتباط بمن يهواه قلبي كسائر الفتيات , لكن نظام العمل الروتيني , والحياة القاصرة علي العمل والمنزل لم تدع للجميع فرصة للحب والتواصل اللذين يؤهلان للزواج , تقدم لي رجال كثيرون ودخلت في مشاريع ارتباط لكنها لم تفلح , والعمر يمضي ولا أستطيع الزواج بلا مشاعر.
في غفلة من يأسي قفز إلي حياتي اثنان , أولهما شاب في الرابعة والثلاثين من عمره ليس بغني لكنه ##مستور## أشعر معه بالراحة وأتمني الارتباط به ,وثانيهما رجل في السابعة والثلاثين من عمره قوي النفوذ,غني المال لكنه لم يجذبني ولم يطرق باب قلبي رغم أنه طرق باب منزلنا , إلي هنا ويبدو للجميع الأمر محسوما, لكن يا سيدتي ما أن خطوت خطوات إيجابية في إتمام الخطبة ممن أرتاح إليه حتي صارحني أنه مريض بمرض السكر لكنه في المراحل الأولي التي لا تحتاج إلي حقن الأنسولين بينما يتناول العلاج في صورة أقراص ومنتظم علي نظام غذائي.
احترمته , وزاد إعجابي به وبأخلاقه التي لم تسمح له بخداعي , وعرضت الأمر علي أسرتي التي رفضت بشدة, حتي صديقاتي ومعارفي مارسوا علي عمليات التخويف قائلين : ##مريض السكر مش بيخلف هاتحرمي نفسك من الخلفة أنت صغيرة وده ممكن مايقدرش حتي علي الأداء الجنسي## رغم اشتياقي للارتباط به إلا أن مشاعل الخوف ألهبت قلبي فأنا أنثي والأنثي عندما تولد تحمل غريزة الأمومة معها إلي الحياة .
فكرت مليا ولم أصل لحل فما بين عاطفتي نحوه وخوفي من المجهول حملني الصراع إليكم…فهل من مشورة؟
يرد علي هذه المشكلة الدكتور مدحت زاخر استشاري الخصوبة وعلاج العقم عند الجنسين قائلا: ##السكر لا يؤثر علي الحيوانات المنوية وبالتالي لا يؤثر علي القدرة الإنجابية خاصة إذا كان المريض ملتزما بالنظام الغذائي والعلاج فيصبح المرض كأن لم يكن.
لكن السكر المتأرجح لعدم انتظام المريض في العلاج و خروجه عن النظام الغذائي المضبوط يؤدي لضمور في الأوعية الدموية الموجودة بالجهاز التناسلي مما يؤدي إلي فقدان القدرة علي الممارسة أو الأداء الجنسي إذا الأمر في يده هو, وكونه لا يتعاطي الأنسولين يعني أنه في مراحله الأولي ولم يؤثر المرض عليه, و هذا مؤشر جيد.
فنصيحتي لك إنه إذا كان ملتزما في علاجه ونظامه الغذائي تزوجيه بلا مخاوف.
حائر أنا في حياتي أخرج من مأساة لادخل إلي أخري أكثر بشاعة وجميعها مآس مادية , أستطيع بالكاد تدبير قوتي اليومي لأسرتي التي تتكون من ابنين ووالدتهما وأنا , فأنا رجل في الثامنة والأربعين من عمري عملت منذ عشر سنوات محاميا لدي مكتب شهير, واستخرجت كارنيه النقابة الذي كان علي تجديده بعد عامين وسداد الرسوم لأتحول من الجدول العام للمحامين إلي جدول ابتدائي لكنني أهملت سداد الاشتراك في وقت كنت لا أجد فيه القوت اليومي, وبدأت أمارس المهنة في ريبة من القضاة الذين قد يطالبون بالاطلاع علي الكارنيه في أية لحظة أثناء نظر أية قضية أتولي تقديم مستنداتها أو التوكيل فيها إلي أن حدثت الواقعة التي زلزلتني.
فذات مرة أثناء نظر قضية صحة توقيع طلب القاضي الكارنيه الخاص بي, تصببت عرقا وتمنيت لو أن الأرض ابتلعتني قبل أن يفتضح أمري في ساحة المحكمة , أسعفتني بديهتي سريعا وقلت له : ##يا سيادة القاضي أنا نسيت المحفظة بكل الأوراق في البيت لكن معايا بالصدفة كارنيه قديم## وأبرزت له كارنيه سنة 1996 ##نظر لي نظرة لن أنساها ما حييت وقرر تأجيل نظر القضية , وبالطبع لم أخط أعتاب المحاكم منذ تلك اللحظة المهينة بل إنني شكرت الله أنه لم يأمر بحبسي لممارستي المهنة علي غير وجه حق . كان هذا الموقف عام 2003 , ومضت السنون و تراكمت الأموال المستحقة علي لنقابة المحامين وتقدم سني, ومعلوم لدي الكافة أن تقدم السن يضيف مبالغ إضافية للاشتراكات المستحقة.
تنقلت من عمل لعمل , أصبحت كاتب محامي,بدأت أسعي لأرتزق من هنا عشرين جنيها ومن هناك ثلاثين لأعيش وأسرتي منها , لكن الأمر أصبح صعبا للغاية الآن لا أجد ما أعمله ولا أستطيع سداد اشتراك النقابة الذي وصل إلي ستة آلاف جنيه بعد سداد مصروفات إعادة القيد.
الآن أعيش عالة علي أخي , أنا فقط أحتاج لمن يسدد عني اشتراك النقابة لأعود إلي مهنتي وأتمكن من العمل وإعالة أسرتي . فهل من مساعدة ؟
أمام هذه المشكلة لا نملك إلا مخاطبة ذوي القلوب العامرة بالخير الذين يمكنهم التأكد من احتياج هذا الشخص بل والذهاب معه إلي مقر نقابة المحامين , إذا ما رغبوا في مساعدته وسداد الاشتراك عنه , فخير لنا أن نمد طريق الأمل أمام الناس بتمكينهم من عمل شريف من أن نساعدهم ماديا ثم نجدهم بعد أيام قليلة علي قارعة الطريق يشحذون الخبز والماء.
أنا زوجة وأم لابن وابنة في السنوات الأولي من أعمارهم,الابن سبع سنوات والابنة 12 سنة , والدهم شديد الطباع عنيف جدا , أقوم بتربيتهما وحدي , لاحظت في سن الرابعة لدي ابنتي أنها تعبث بأعضائها التناسلية بحثا عن اللذة , وانتظرت أن تقلع عن تلك العادة القبيحة لكنها لم تقلع واستمرت وواجهتها وعنفتها , لكنها لم تقلع , واستمرت حتي بلغت سن الثانية عشر الآن , وما زالت تفعل ذلك أنا أراقبها وأواجهها , ولا أعلم ماذا أفعل معها رغم أنني أقربها إلي الله وأذهب بها إلي مدارس الأحد بانتظام , وما حدث للابنة تكرر مع الابن , لا أعلم كيف أجبرهما علي الإقلاع عن تلك الممارسات , وهل هذا أمر طبيعي في تلك السن؟
يرد علي هذه المشكلة الدكتور جميل صبحي استشاري الأمراض النفسية فيقول: العنف غير مقبول في تلك المشكلات ولم يكن من الحكمة مواجهتك لها أو تعنيفك لها , فأنت تجبرينها لا علي الإقلاع إنما علي الاستمرار إذ أنك تمدينها نفسيا بالسبب الذي يدفعها للجوء للممارسات التي تجد نفسها فيها فهذه العادة الرديئة تتزايد مع الإحباطات المتكررة وأنت تصنعين لها في كل مواجهة إحباطا جديدا, الأمر طبيعي تماما في سن ابنتك وفي سن ابنك أيضا لكن الحل ليس في التعنيف والإجبار إنما في تفريغ طاقاتهما في أنشطة وممارسات رياضية وكنسية وعقلية يحبونها .
رد المحررة :
يا سيدتي أزلتي الحياء بينك وبين ابنتك وكما يقولون فقد خلعتي عنك وعنها برقع الحياء الذي يجب أن يظل بين الأم وابنتها حتي مع الصداقة فتلك أمور حساسة جدا تجرح الإنسان كان كبيرا أم طفلا , أرجو أن تنتبهي لذلك مع ابنك لأن الولد أيضا يختلف عن البنت ولايجب أن تواجهيه بل عليك النظر إلي الاتجاه الإيجابي والبعد عن المعالجات السلبية كفاهما أبا عنيفا , لماذا تزيدين العنف الذي يتعرضان له عنفا آخر , المواجهات لن تأتي إلا بالكذب في المستقبل القريب فلن تظلي مرافقة لهما بشكل دائم.
سينتهزان الفرصة ليختليا كل منهما بنفسه لممارسة العبث في غيبة من رقابتك الخانقة,كوني رقيبا حكيما ولا تكوني سوطا مسلطا علي ظهورهما أينما استدارا فالحب والحنان كفيلان بردهما عما يفعلان قليل من الصبر وكثير من الحنان يجدان في حضنك متعة لا توازيها متعة العبث… جربي وأخبرينا بالنتائج.