ألم نتخم من كثرة المديح.. ألم نزهد الكرامة.. ألم نرغب ولو لأحيان قليلة أن ننزل عن كراسينا العالية وننفض من علي أجسادنا تراب الذهب ونحيا.. حياة حقيقية؟؟ أقولها لكل المهمين.. فهؤلاء المهمون يمشون سريعا فلا يرون ولا يلاحظون ولا يتعاطفون حولهم.. متخمون بالمواعيد المنظمة بعناية – فلا يتبقي لديهم وقت لأي شخص.. خارج الأجندة!!
هؤلاء المهمون قد يكونوا مهمون فعلا, لكنهم يفقدون جزءا كبيرا من أهميتهم حينما يصدقون أنهم مهمون!!.. فعندها يبدأ الجوع الحقيقي للمديح وللكرامة وللتفضيل وللأولوية.. حين يصدق الإنسان أن كل هذه الصفات اجتمعت فيه.. فيا ويل من حوله!!
الإحساس الشديد بالأهمية يستدعي التوبة في كثير من الأحيان.. إن لم يكن بسبب ما يحمله للنفس من كبرياء وحب للمديح, فليكن بسبب العثرة التي يسببها للآخرين.. فلنتب عن كل يد ممدودة ورددناها فارغة وأنفقنا باطلا لأجل مجدنا الشخصي.. فلنتب عن كل نفس محتاجة للقليل من وقتنا انشغلنا نها باجتماعات, ولقاءات وأولويات.. فلنتب لأننا سمحنا أن نترك بيوتنا نهبا للغرباء وانشغلنا عنها بأهميتنا خارج حدود البيت.
أهمية الشخص الحقيقية ليست في موقعه ولا في مسماه الوظيفي مهما ارتفع, الأهمية أن تكون مفيدا لموقعك للدرجة التي يصعب معهاالاستغناء عنك, لأنك مفيد ونافع لمن حولك, لأنهم يعتمدون عليك ولأنهم يحتاجون إليك وليس لأجل أي سبب آخر.. فلا بر ولا علم ولا مال يكسبون إنسانا أهمية, بل براعة الاستماع لما في الصدور.. وشجاعة الاستجابة لمطالب ما بين السطور.. وذكاء الانحناء للجموع قبل أن تغضب وقبل أن تثور!!
أود بشدة.. أن أسترسل في الكتابة, بدافع الزهو بأهمية ما كتب ولكنني أود أن أنفذ ما أنادي به.. فاعفوني من اللقب, ولا تصنفوا كلامي علي أنه كلام مهم!!
آخر كلمة:
السلطة دي داء إللي رايدها, ونعمة في إيد إللي زاهدها!!
e-mail:[email protected]