اضطرابات الأمعاء عند الأطفال تظهر في صورة إسهال أو إمساك فما أسبابها وكيفية علاجها وتجنب حالات الجفاف المصاحبة للإسهال؟
أجابت د. إيمان حسان أستاذة طب الأطفال بطب القاهرة قائلة:
أسباب الإسهال عند الأطفال كثيرة منها ما ينتج عن الغذاء مثل تغيير نوع اللبن الذي يتناوله الطفل أو إضافة نوع جديد من الطعام خاصة إذا كان غير مناسب لعمره,أما في الأطفال الأكبر سنا فقد يتعرضون للتسمم الغذائي… وأحيانا يكون الإسهال من الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل المضادات الحيوية والفيتامينات إذا أخذت بجرعات زائدة,كما أن الإسهال قد يكون مصاحبا لبعض الأمراض العامة مثل التهاب اللوزتين والتهاب الأذن الوسطي والتهاب مجري البول.
الإسهال قد ينتج أيضا عن إصابة الجهاز الهضمي بالجراثيم مثل العدوي الفيروسية وهي تمثل أكثر أسباب الإسهال شيوعا خاصة في الأطفال الأقل من خمس سنوات,ويكون الإسهال مصحوبا بارتفاع بسيط في درجة الحرارة وقئ,أما العدوي البكتيرية فيتصف الإسهال الناتج عنها بأنه شديد ومدمم ويكون مصحوبا بارتفاع شديد في درجة الحرارة وقئ,وتحديد المضاد الحيوي يتوقف علي نوع البكتيريا المسببة للإسهال عن طريق إجراء مزرعة لبراز الطفل.
في العدوي الطفيلية يكون الإسهال بسيطا ولا يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة أو قئ,ويتم التشخيص بإجراء تحليل براز لمعرفة نوع الطفيل المسبب للإسهال الذي يكون غالبا طفيل الجيارديا أو الأميبا هستولتيكا.
العدوي البكتيرية أو الطفيلية تنتج عن تناول الأطعمة الملوثة مثل اللحوم أو الألبان الملوثة ببكتيريا السالمونيلا المسببة للإسهال والتي عادة ما يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة,أو المياه الملوثة بطفيل الجيارديا الذي يصاحبه انتفاخ شديد للبطن نتيجة وجود غازات,ويعد القئ هو العرض الرئيسي المصاحب للإسهال يليه ارتفاع في درجة الحرارة وآلام بالبطن.
الجفاف
يعد الجفاف من أخطر مضاعفات الإسهال,ومن أعراضه شعور الطفل بالعطش مع البكاء بدون دموع,وجفاف الأغشية المخاطية مثل اللسان والشفاه, وفقدان الجلد لمرونته وقلة عدد مرات التبول عن الطبيعي,وفقدان الطفل للشهية,وفقدان الوزن,وتغيير حالة الوعي مثل تهيج الطفل أو تبلده أو فقدانه الوعي وهي من العلامات الخطيرة,وارتفاع درجة الحرارة,وسرعة ضربات القلب,وفي الأطفال الأقل من 18شهرا إذا حدث لهم انخفاض اليافوخ وهو الجزء اللين من رأس الطفل دل ذلك علي شدة الجفاف.
يجب الاستعانة بالطبيب إذا كان الطفل أقل من 6 شهور,أو كان الإسهال مصحوبا بارتفاع شديد في درجة الحرارة بما يساوي 39 درجة مئوية أو أكثر,أو ظهور أعراض الجفاف,أو الإسهال المصحوب بقئ لمدة أكثر من 8 ساعات أو احتواء هذا القئ علي مخاط أخضر أو دم,أو احتواء البراز علي مخاط أو دم,أو عدم تبول الطفل لمدة 8 ساعات,أو ألم شديد ببطن الطفل لمدة أكثر من ساعتين,أو الميل الشديد للنوم الزائد أو النعاس الشديد الزائد.
علاج الحالات البسيطة والمتوسطة من الإسهال يكون بتعويض جسم الطفل عما فقده من سوائل بإعطائه المياه والعصائر المختلفة,ولكن يجب تجنب المشروبات التي تحتوي علي الكافيين لأنها تؤدي إلي زيادة كمية السوائل والأملاح المفقودة من الجسم,أما في حالات الإسهال الشديد فلا يوجد علاج لوقفه فالإسهال خاصة الفيروسي يتوقف تلقائيا بعد انتهاء دورة حياة الجرثومة المسببة له والتي تستمر من 1-14 يوما بالإضافة إلي أن الإسهال هو عملية طبيعية يقوم بها الجسم والأمعاء للتخلص من البطانة المصابة وما تحتويه من جراثيم مسببة للإسهال لذلك فإن أفضل وسيلة لمواجهة الإسهال الشديد هي تعويض الجسم عما يفقده من سوائل وذلك باستخدام محلول معالجة الجفاف.
إن محلول معالجة الجفاف يتميز عن أي سوائل أخري بأنه يقوم بتعويض الفاقد من جسم الطفل بشكل متوازن من السوائل والأملاح والجلوكوز,وسهل التحضير ومتوفر,ويساعد جدار الأمعاء علي استعادة وظيفته التي عطلها وجود الجراثيم المسببة للإسهال بشكل أسرع,ويجب استمرار إعطاء الطفل محلول معالجة الجفاف بعد علاج الجفاف بفترة وإعطاؤه كميات من الماء مساوية لكميات المحلول المستخدم في خلال اليوم منعا لارتفاع نسبة الصوديوم في الدم. ومن المهم أيضا عدم استخدام المضادات الحيوية إلا بأمر الطبيب إذ أن معظم حالات الإسهال تكون لأسباب فيروسية ولا دور للمضادات الحيوية في علاجها,وربما تسبب المضادات الحيوية في هذه الحالة في زيادة حدة الإسهال.
إن تغذية الطفل التغذية السليمة أثناء فترة الإسهال مهم جدا فبالنسبة للأطفال الذين يعتمدون علي الرضاعة الطبيعية يحتوي لبن الأم علي الكثير من المواد المفيدة التي تساعد علي استعادة الغشاء المبطن للأمعاء وعلي مواد أخري مقاومة للبكتيريا,أما الأطفال الذين يعتمدون علي اللبن الصناعي فمن الأفضل استبدال محلول معالجة الجفاف باللبن الصناعي لمدة 24ساعة ثم الرجوع مرة أخري إلي اللبن الصناعي,ويتم هذا بعد استشارة الطبيب. بينما في الأطفال الأكبر سنا يفضل في الأيام الأولي للإسهال إعطائهم أطعمة خفيفة مثل الموز والتفاح والأرز مع تجنب الأطعمة التي تحتوي علي كمية كبيرة من السكريات والدهون ومنتجات الألبان لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلي سبعة أيام.
إن الوقاية من الإسهال أهم من العلاج وذلك بالاهتمام بنظافة الطعام والماء الذي يتناوله الطفل والاهتمام بالنظافة الشخصية والتأكد من التغذية السليمة للطفل وتجنب الإكثار من الحلوي وعدم إهمال التطعيمات المضادة لبكتيريا السالمونيلا وحمي التيفود.
الإمساك
إن السبب الآخر لاضطرابات الأمعاء عند الأطفال هو الإمساك وهو نوعان الإمساك العضوي وهو ما يكون بسبب بعض العيوب الخلقية في القناة الهضمية,وعادة يعاني الطفل من الإمساك منذ ولادته ويتم التشخيص عن طريق مجموعة من الفحوصات والأشعات التي يحددها الطبيب,أما الإمساك الوظيفي فله عدة أسباب فقد يحدث نتيجة التهابات حول فتحة الشرج مما يؤدي إلي شعور الطفل بالألم أثناء التبرز فيحاول حبس التبرز,وبتكرار هذه العملية يتسع القولون ويفقد حساسيته للامتلاء التي تنبه الجسم للرغبة في التبرز,أو عدم حصول الطفل علي كمية كافية من الماء والسوائل,أو عدم حصول الطفل علي غذاء متوازن يحتوي علي كمية كافية من الألياف,عند بداية الفطام,أو التحول من الرضاعة الطبيعية إلي الرضاعة الصناعية.
العلاج يعتمد علي تجنب الأسباب المؤدية إلي الإمساك مثل تدريب الطفل علي التبرز بانتظام خلال اليوم,وتناول كميات كافية من الماء والسوائل,وعلاج أي التهابات حول منطقة الحفاضة,وإفراغ القولون باستخدام الحقن الشرجية والملينات في حالات الإمساك الشديدة,وتجنب تناول الألبان الحيوانية وذلك لأن بعض أنواع الإمساك تسببه البروتينات التي تحتويها تلك الألبان, والحرص علي التغذية السليمة للطفل بحيث يحتوي طعام الطفل علي كمية كافية من الخضروات والفاكهة.