جاء قرار تولي الأديب والقاص إبراهيم أصلان رئاسة اللجنة العليا لمكتبة الأسرة ليثير العديد من الآراء في الساحة الثقافية حيث اعتبر البعض وجود هذا الأديب المبدع علي رأس اللجنة من الأمور المطمئنة مطالبين إياه بوضع رؤية مستقبلية لضبط اختيار إصدارات مشروع المكتبة , وحول هذا المشروع والانتقادات التي وجهت إليه وكيفية معالجتها , وكيف سيواجه هذا المشروع نقص التمويل الحالي وهل سيؤثر هذا علي أسعار الكتب , وفكرة إغلاق مشروع مكتبة الأسرة التي طالب بها البعض لأنه ينتمي إلي نظام الحكم السابق كان لنا هذا التحقيق .
خطة النشر ومعايير الاختيار
في البداية يشير الأديب إبراهيم أصلان إلي أنه تم تشكيل لجنة من تسعة أعضاء من المثقفين والكتاب والمفكرين هم د. وحيد عبد المجيد , د.محمد بدوي , د. أحمد زكريا الشلق , المترجم طلعت الشايب , الدكتور أحمد شوقي , الكاتب إيهاب عبد الحميد , والكاتبة عبلة الرويني , الناقد كمال رمزي , والفنان عادل السيوي , معربا عن سعادته بوجود لجنة تضم مثل هؤلاء الأصدقاء ,وأنه لا يعتبر نفسه رئيسا للجنة ولكن منسقا لجهود الزملاء أعضاء اللجنة .
مشيرا إلي أن اللجنة مستقلة تماما في عملها وتعد مسئوليتها في الأساس مسئولية فنية وهذا ما شجعه علي قبول العمل بها ,أما المسئولية الإدارية والمادية فليس من شأن اللجنة التدخل فيها , ومن هذا المنطلق ستأخذ اللجنة الوقت الكافي والمناسب للتدقيق في تحديد قوائم الكتب المختارة وذلك من خلال عناوين الكتب المرشحة من قبل العديد من دور النشر المختلفة الي جانب بعض الكتب المرشحة من أعضاء اللجنة , وذلك حتي يتسني لهيئة الكتاب إصدار الكتب الخاصة بمشروع مكتبة الأسرة في شكل جديد حيث يقوم بتطوير إخراج كتب المشروع كل من حلمي التوني وأحمد اللباد .
وعن كيفية تمويل المشروع أوضح الأديب والكاتب إبراهيم أصلان بأنه قد تم توفير 8ملايين جنيه من قبل الوزيرة فايزة أبو النجا وهذا المبلغ قليل بالقياس إلي المبالغ التي كانت تمنح للمشروع من خلال الدعم المقدم من العديد من الجهات والذي توقف بعد قيام ثورة25يناير , إلا أن هذا لا ينتج عنه أية زيادة في أسعار كتب المشروع ولكن عدد الإصدارت سيتحدد طبقا للميزانية المتاحة.
النهوض بالشعب المصري
يوضح الكاتب الصحفي حلمي النمنم رئيس مؤسسة دار الهلال للنشر والتوزيع أنه بعد أحداث ثورة 25 يناير تم حذف كلمة سوزان مبارك من مقدمة الكتب والغلاف الخلفي لها, والتي كانت تنشر بصورتها علي كل أغلفة إصدارات مكتبة الأسرة, معربا عن سعادته بإسناد مهمة إدارة المشروع إلي عدد من المثقفين المشهود لهم بالنزاهة والخبرة حتي تنتفي المجاملات , مع الحفاظ علي رسالته الأساسية من أجل النهوض بالشعب المصري وصياغة العقل القومي المصري , مع التزام المشروع بالسعر الرمزي للكتاب حتي تتمكن جميع فئات الشعب من الاستفادة من هذا المشروع.
الحياد والموضوعية
ويوافقه الرأي الأديب الدكتور زكي سالم الذي يري أن مشروع مكتبة الأسرة من أفضل المشروعات الثقافية التي أقيمت في مصر في العقود الماضية , ولكنه للأسف الشديد فسد لأنه أقيم في ظل نظام حكم فاسد , حيث اعتمد علي العلاقات الشخصية ومن هنا صدرت كتب لم تكن دائما هي الكتب التي يجب أن تصدر ضمن هذا المشروع القيم , ولكن مع كل هذا الفساد لا يجب إلغاء مثل هذا المشروع الذي نحن في أشد الحاجة إليه لتعريف شبابنا بالتراث من جهة, وبالكتب المعاصرة المهمة من جهة أخري , ومن هذا المنطلق المطلوب من أديبنا الكبير إبراهيم أصلان ونحن نثق فيه وفي موضوعيته أن يتوخي الحياد والموضوعية والصالح العام في اختيار الكتب الجديرة بالنشر في هذا المشروع القومي , هذا مع الاحتفاظ بالأسعار الرمزية التي تباع بها هذه الكتب التي يستفيد منها قطاع عريض من الشعب المصري .
تاريخ مكتبة الأسرة
جدير بالذكر أن مشروع مكتبة الأسرة الذي يعد أضخم مشروع للقراءة في تاريخ مصر الحديثة, وأدي إلي إنشاء 17 ألف مكتبة جديدة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية وطبع آلاف الكتب, وجاء المشروع تحقيقا للإتاحة العامة للكتاب من خلال الربط بين اتساع إصدارات مكتبة الأسرة المتنوعة في شتي مجالات المعرفة والدعم المادي الذي تتمتع به أسعار تلك الإصدارات , و قد صدر العديد من السلاسل مثل (الأعمال الفكرية -الأعمال البيئية – الأدب العالمي للناشئين – الأعمال العلمية – المصريات – الأعمال الدينية – الأعمال الخاصة – التراث – الروائع – الأعمال الإبداعية – كتب التنوير – كتب الشباب ) , كما أن هذا المشروع سد نقصا كبيرا في فكرة اقتناء الكتب النادرة , والكتب الموسوعية التي صدرت عن المشروع, ومن أهمها : ##قصة الحضارة## لوول ديورانت, و##مصر القديمة## لسليم حسن, و##وصف مصر## لعلماء الحملة الفرنسية , هذا إلي جانب العديد من الكتب والمؤلفات الكاملة لكبار الكتاب , وكل هذا بأسعار في متناول المواطن البسيط.