* ما أسباب الولادة المبكرة ومشاكلها وكيفية مواجهتها؟
ف.س.ح – الإسماعيلية
* * أجاب د.ملاك محارب عبد الملك استشاري أمراض النساء والولادة قائلا:
المعروف أن فترة الحمل الطبيعي مدتها تسعة أشهر وسبعة أيام أو من ثمانية وثلاثين أسبوعا حتي أربعين أسبوعا… وتحسب من تاريخ نزول آخر دورة شهرية لحواء…أما حدوث الولادة قبل سبعة وثلاثين أسبوعا فهو ما يطلق عليه الولادة المبكرة, وهي حدوث الولادة بداية من الشهر السابع حتي أول الشهر التاسع… أي من الأسبوع الثامن والعشرين… أما قبل الشهر السابع فلا تعتبر ولادة وإنما إجهاضا, رغم أن بعض الدول مثل الولايات المتحدة تعتبر الولادة المبكرة من الأسبوع العشرين أي من الشهر الخامس نظرا لتوفر بعض الحضانات المتميزة التي من الممكن أن يستكمل نمو الجنين فيها إذا ولد حيا في هذه المرحلة.
ترجع خطورة الولادة المبكرة إلي نقص نمو الجنين من حيث الوزن وعدم نضج الجهاز التناسلي, فلا يستطيع الطفل المولود أن يتنفس أوكسجين الهواء بسهولة.
أسباب حدوث الولادة المبكرة كثيرة أبرزها الانفجار المبكر لجيب المياه, والمقصود بذلك هو نزول السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين قبل بدء علامات وأعراض الولادة, وقبل الموعد الطبيعي للولادة, ويتكون السائل الأمنيوسي مع بداية الحمل وتزداد كميته تدريجيا مع تطوره, وله دور مهم للحفاظ علي الجنين.
والانفجار المبكر يحدث بسبب ثقب أو تمزق بالكيس المحيط بالجنين, فنجد أن حواء تشعر بنزول السائل الأمنيوسي ويؤدي ذلك إلي حدوث الولادة المبكرة في معظم الحالات… وأحيانا أخري يضطر الأطباء إلي إنهاء الولادة رغم عدم ظهور آلام أو علامات الولادة بسبب فقدان حواء كمية السائل الأمنيوسي وقياسه بواسطة جهاز الموجات فوق الصوتية السونار.
الولادة المبكرة لها علاقة بتغذية حواء أثناء الحمل وصحتها العامة, فنجد أن نسبة الولادة المبكرة تزداد بين السيدات اللائي يشتكين من سوء التغذية وضعف النمو, أو إصابة حواء بأمراض تؤدي إلي الضعف العام… ولذلك نجد أن حالات الولادة المبكرة تزداد في المناطق الفقيرة التي تعاني فيها حواء من الفقر والمرض وسوء التغذية.
كما أن عمر حواء وقت الحمل له علاقة وثيقة بموعد الولادة, حيث ترتفع نسبة الولادة المبكرة بين الحوامل الصغيرات الأقل من سن ثمانية عشر عاما… وأيضا بين السيدات المتقدمات في السن اللائي تزيد أعمارهن علي الأربعين عاما.
يلاحظ أن إصابة حواء أثناء الحمل ببعض الميكروبات والأمراض التي تنتقل إلي الجنين داخل الرحم تؤدي إلي الولادة المبكرة, مثل بعض الالتهابات الفيروسية أو إصابة الأم بطفيل التوكسوبلازما الذي يصيب الأم عند تناول أو لمس بعض اللحوم غير المطبوخة جيدا, أو التعامل مع بعض الحيوانات المنزلية مثل القطط أو الطيور كالدجاج.
كما أن للعوامل البيئية والوراثية دورا مهما في تحديد ميعاد الولادة وحدوثها مبكرا, فقد أثبتت الإحصاءات الطبية أن نسبة الولادة المبكرة مرتفعة بين السيدات الحوامل في قارة أفريقيا عنها في قارة أوربا… كما أنها ترتفع بين السيدات ذوات البشرة السمراء, كما تزداد حالات الولادة المبكرة بين بعض العائلات… كما أن وجود عيوب خلقية بالرحم تؤدي إلي عدم قدرة الرحم علي تحمل الجنين إلا عند حجم معين مثل حالات ذي القرنين.
هناك بعض العادات الضارة التي تلعب دورا في حدوث الولادة المبكرة مثل التدخين فقد أكدت الدراسات العلمية أن السيدة المدخنة تكون أكثر تعرضا للولادة المبكرة وصغر حجم الجنين, نتيجة تأثير مادة النيكوتين علي المشيمة التي نعلم جميعا أهميتها بالنسبة للجنين.