أجابت علي الاستشارات الطبية هذا الأسبوع د.هيام عادل جورجي استشارية طب العيون وجراحات الجفون.
حرقان في العين… والجفاف!
* عندما أجلس أمام الكمبيوتر لمدة طويلة أشعر بحرقان في العين… فما العلاج؟
س.أ.م-الإسكندرية
* * في مثل هذه الحالات يجب أن يغمض الإنسان عينيه لبضعة دقائق كل ربع ساعة وعادة تختفي أعراض الحرقان أو علي الأقل تقل بصورة ملحوظة, فإذا لم تنجح هذه الوسيلة البسيطة نلجأ إلي العلاج باستخدام قطرة دموع صناعية… لأن سبب هذه الأعراض أن العين قد تصاب بدرجة من الجفاف من كثرة التركيز في أي شئ مثل الكمبيوتر, التليفزيون, السينما أو حتي أثناء قراءة مطولة لكتاب… لماذا؟… لأن في الأحوال الطبيعية ترمش الجفون حوالي 16 مرة في الدقيقة لتبلل العين وترطبها بطبقة رقيقة من الدموع لا تري بالعين المجردة, وذلك يحمي العين من الجفاف الذي تشمل أعراضه الحرقان والإحساس بسخونة العين وثقل أو خشونة الجفن, فعندما يركز الإنسان في شاشة الكمبيوتر يقل معدل رمش العين, بل إن بعض الأشخاص يحملقون أثناء عملهم وأثناء مشاهدة فيلم سينمائي أو تليفزيوني لفرط التركيز وذلك يعرض العين لدرجة ما من الجفاف.
وأحيانا يقلل ارتداء النظارة الطبية من جفاف العين لأن عدسات النظارة تخلق مجالا رطبا نسبيا أمام العين نتيجة احتباس الدموع المتبخرة خلفها لذلك لا يعاني من يرتدي النظارة الطبية من أعراض الجفاف بنفس السرعة التي يعانيها من لا يرتديها.
الإسراف في استخدام قطرات العين
* استخدام قطرة العين كمطهر أو منظف باستمرار حتي لو كانت سليمة, هل هو خطأ أم صواب؟
ف.ن.ج-الأقصر
* * أي علاج -أيا كان- هو سلاح ذو حدين علي المدي البعيد أو القريب خاصة مع سوء الاستعمال, لذلك ننصح دائما بعدم استخدام الأدوية والعلاجات في غير موضعها أو دون استشارة الطبيب الإخصائي… ولذلك فإن الإسراف في استخدام أي قطرة حتي لو كانت مطهرة فقط يعتبر تدخلا في العمل الطبيعي لطبقة الدموع الرقيقة التي تغطي العين… هذه الطبقة لها أدوار عديدة مهمة تحفظ العين وتحميها من الجفاف والبكتيريا وتنظف العين… هذا بالإضافة إلي مساوئ المادة الحافظة الموجودة في أغلب تركيبات القطرات تقريبا لأنها قد تثير الحساسية لدي البعض, بالإضافة إلي تأثيرها السام علي الخلايا الطلائية السطحية بالعين علي المدي البعيد جدا.
الكحل… والمكحلة!
* ما قصة الكحل والمكحلة؟… وهل هو مفيد للعين؟
ن.م.ج-مدينة نصر
* * الكحل في حد ذاته مادة كيميائية سوداء اللون إذا استخرجت من الجبال, وهو كربون عضوي إذا استخرج من الهباب, ويعطي إحساسا مؤقتا بالراحة نتيجة تزليج أو زفلطة حركة الجفون, لكن مع أسلوب الاستعمال السيئ من الممكن أن يسبب بعض الأضرار نتيجة الأخطاء السلوكية أو الجهل.
فالكحل المستخدم للتزيين يسبب المشاكل الصحية إذا ترك يتراكم علي أنسجة الجفون والعين, فعدم الاهتمام بإزالته جيدا يؤدي إلي تكوين طبقة معزولة تنمو تحتها البكتيريا… كما يسد فتحات الغدد التي تفرز المادة الملساء التي تنعم حركة الجفون, ونتيجة لذلك قد تتضخم هذه الغدد أو تلتهب مسببة مايعرف بالكيس الدهني… كما أن الدموع تجرف مادة الكحل في طريقها لتدخل مجري الدموع فتسده وتحدث به أمراضا فطرية وتليفا… وأثبتت التجربة عند فحص حاليات انسداد المجري الدمعي وإجراء عملية الفتح اكتشفنا كتلا من الكحل تراكمت مع مرور الوقت وامتزجت بالفطريات وبعض الصديد وسدت مجري الدموع.
وقد جرت العادة عند المصريين منذ آلاف السنين بوضع الكحل للتزيين بواسطة مكحلة, وكثيرا ما يتم استخدام هذه المكحلة بواسطة أكثر من شخص, وربما مكحلة واحدة للعائلة كلها وأحيانا تتبادلها الجارات والصديقات, وكان ولايزال يتسبب ذلك في نشر العدوي بالتراكوما, وهو مرض تسببه جرثومة اسمها كلاميديا. والتراكوما هي من أشهر أسباب الإصابة بسحابات القرنية والرموش المقلوبة وضعف البصر في مصر, وأصبحت مرضا متوطنا في مصر بسبب الاستعمال السئ للمكحلة, وتم تدوين ذلك في المراجع العلمية حيث كتبت كلمة مكحلة بالحروف الأجنبية وكذلك كلمة كحل.
من هنا ندرك خطورة استعمال المكحلة الملوثة علي الطفل المولود حديثا, إذ يعتقد البعض أن وضع الكحل صحي للطفل فيقومون بوضع الكحل بذات المكحلة الملوثة للطفل أيضا.
نصائح عند القراءة… لحماية العين
* أعاني من الإرهاق بسبب القراءة لمدة طويلة رغم أنني ارتدي نظارة طبية أثناء القراءة فما الحل؟
ج.ر.م-بني سويف
* * هناك نصائح طبية بسيطة, لكنها مهمة للغاية ينبغي مراعاتها عند القراءة بالذات إذا كانت لمدة طويلة:
- يجب أن يكون الكتاب علي مسافة لا تقل عن 30 سم من العين, لأنه عندما يقترب الكتاب من العين تبدأ العضلات التي تحرك العين إلي الداخل في الانقباض حتي تجعل العين تتابع الكتابة عن قرب وللتركيز الدقيق علي السطور, وهذا القرب إذا زاد أكثر من اللازم فإن العضلات الأخري حول العين تلتف حول العين فتأخذ أوضاعا تجعلها تضغط علي الأوردة الأساسية, التي يتم فيها تصريف الدم الوريدي الخارج من أغلب أنسجة العين, وهذا الضغط يقلل من تصريف الدم ويزيد من احتجازه داخل العين ويخلق احتقانا مزمنا متكررا بأغلب أنسجة العين… وهذا الاحتقان في حد ذاته غير مستحب لأكثر من سبب, لأنه يؤدي علي المدي القريب في الأطفال والبعيد في الكبار إلي تمدد أنسجة العين بدرجة تختلف من شخص لآخر, وهذا التمدد يعني أن تكبر العين, أي يزداد محيطها وهذا بدوره يعني زيادة قصر النظر… ويلاحظ عند القراءة أن العين تشحذ قدراتها الخاصة -سبحان الله- لإداء هذا العمل الدقيق… لذلك تكون القراءة علي مسافة سليمة أكثر راحة للعضلة الداخلية الدائرية بالعين والمسئولة عن وضوح الرؤية القريبة, ويكون ذلك أيضا أكثر راحة للعضلات التي تتحرك بسرعة شديدة دقيقة لمتابعة السطور سطرا سطرا ثم العودة لأول السطر الجديد دون خطأ.
- يجب تجنب الأوضاع المائلة أثناء القراءة المطولة, لأن كثيرا من الناس يميلون إلي القراءة وهم نائمون علي أجنابهم مثلا, وهذا يرهق العين… فعندما تميل الرأس في أي اتجاه فإن العين لا تميل معها بل تحتفظ باتجاهاتها الرأسية والأفقية نفسها -مثل البوصلة- مما يجعل العضلات تحرك العين تغير أوضاعها, وتلتف حول العين بطريقة غير ملائمة لعملها بصورة مثلي, وبالتالي يحدث إرهاق سريع لها مما يشعر الشخص بأنه متوتر أو تعب بسرعة من القراءة.
سائل غريب في العين!
* إذا دخل سائل غريب بالعين… ماذا نفعل لحظتها لإنقاذها؟
ش.ح.ف-دمياط
* * ينبغي التحرك بسرعة جدا لغسل العين… والمفروض أن لكل سائل سائل مضاد له, لكن ذلك لا يكون عادة متاحا بسرعة في الظروف الطارئة, لذلك ننصح بالوسائل البسيطة الطبيعية وأبرزها:
- إذا كان السائل معروفا مثل:
* الأحماض: يمكن معادلتها بمحلول الماء والصابون المخفف.
* القلويات: بمحلول خل مخفف… حوالي 2 في المائة وهو حمض الخليك.
* محلول الجير أو الجير الصلب: محلول مركز من السكر بعد إزالة ما تبقي من مادة صلبة.
* صبغة اليود: تعادل بمحلول النشا أو اللبن.
إذا لم تكن طبيعة السائل معروفة أو السائل المضاد له غير متوفر فيمكن إجراء غسيل غزير للعين بالماء المعقم أو محلول الملح المعقم من الصيدلية أو علي الأقل ماء الصنبور لمدة لا تقل عن 10 دقائق مستمرة.
ويكون الهدف من المدة الطويلة للغسيل المستمر هو ضمان تعادل السائل بالماء بحيث يصبح غير حمضي وغير قلوي.
وقد توجد صعوبة في فتح الجفون لشدة الألم فيمكن حينئذ فتحها دون الضغط علي العين بواسطة قطعة من القطن أو القماش النظيف بحيث يتم غسل العين غسلا جيدا, ولا يتم اختزان أي سائل مؤذي في ثنايا الجفون أو العين.