بعيدا عن كرة القدم هناك حدثين فرضا نفسيهما علي الرياضة المصرية خلال الأيام الأخيرة … الحدث الأول إقامة كأس العالم لكرة اليد للشباب في مصر في غياب تام من التغطية الإعلامية والدعاية التي تسبق البطولة حتي أن معظم المصريين لم يعلموا بوجود بطولة للعالم تقام هنا إلا بعد إنطلاق المنافسات, ولولا التألق الواضح للمنتخب الوطني للشباب لما بدأ الإهتمام الجماهيري بالبطولة والذي تزايد رويدا رويدا مع المباريات.
من ناحية أخري كان سوء التنظيم سمة واضحة لكل الفرق المشاركة خاصة في المجموعات التي تقام خارج القاهرة, ففي صالة مبارك بالسويس تسبب إنقطاع التيار الكهربائي في توقف مباراة أسبانيا وإيران لمدة نصف ساعة, وفي صالة بورسعيد تأجلت مباراة السويد وجرينلاند 6 ساعات بعد قيام أحد العمال بغسل أرضية الصالة بالمياه الساخنة والصابون!! مما أثر علي الأرضية بشكل دفع الإتحاد الدولي لتأجيل المباراة, كذلك اشتكت معظم الفرق من سوء الإقامة في الفنادق, أما الإخراج التليفزيوني فحدث ولا حرج, فكرة اليد تحتاج إلي سرعة البديهة لكن مخرجينا تصوروا أنهم في مباريات كرة القدم, حيث انشغلوا بإعادة الأهداف بالتصوير البطئ علي حساب الهجمات والأهداف التي تليها.
أما الحدث الثاني فيتعلق بالخروج المهين لمنتخبنا الوطني لكرة السلة من الدور الثاني لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة السلة المقامة في ليبيا.. مصر كانت تنافس علي المراكز الأولي في كافة بطولات كرة السلة الأفريقية وخلال السنوات العشرين الأخيرة كان منتخبنا في مرتبة وصيف القارة بعد المنتخب الأنجولي العنيد, صحيح أنه في البطولة الماضية احتل منتخبنا المركز الرابع بعد أنجولا والكاميرون والرأس الأخضر وكان ذلك يعد تراجعا, إلا أن ما حدث في ليبيا يعتبر سقوطا مدويا وانهيارا غير مسبوق في تاريخ السلة المصرية, بعد الفشل في الوصول لدور الثمانية بل وتذيل المجموعة في الدور الثاني بعد هزائم قاسية أمام أنجولا ومالي ونيجيريا وكوت ديفوار وليبيا التي لا يوجد لها أي تاريخ في كرة السلة.
وهناك ملاحظة أخري شكلية -بعيدة عن المستوي الفني- وهي ظاهرة وجود عدد كبير من لاعبي المنتخب من أصحاب اللحي و##الشورتات## الطويلة, وهي ظاهرة غريبة علي السلة المصرية وعلي الرياضة بصفة عامة -فحتي لاعبي كرة القدم المتدينين أصلا لايظهرون هذا التدين الشكلي بهذه الصورة – وأصبحنا نشاهد بوضوح هذه الظاهرة في دوري كرة السلة أندية القمة والصفوة كالأهلي والزمالك والجزيرة -أكثر من نصف لاعبي الفريق ملتحون- والإتحاد وسموحة, وكأننا نشاهد الدوري في معاقل التطرف الأفغانستاني كـ##تورا بور## أو ##قندهار##!!