يشيع في المياه السطحية نمو وازدهار الطحالب الخضراء المزرقة أو ما يطلق عليهبالسيانو بكتيرياومنها ماله أثر سام أو قاتل وتصبح إفرازاتها تجاوزت في تأثيرها السلبي علي جودة المياه النواحي المتعلقة بتغيير الطعم والرائحة إلي حد السمية والخطر,وتؤدي إلي حرمان أكثر من نصف سكان القاهرة من المياه,ومواجهتها تحتاج إلي زيادة محطات إنتاج المياه النقية قبل أن تتحول تلك الطحالب إلي كارثة قومية لذا كان لـوطنيهذا التحقيق…
طحالب تستهلك المياه
في البداية قال الدكتور محمود راغب أستاذ علوم النبات بجامعة عين شمس إن الطحالب أنواع كثيرة,ولكن أخطرها علي مياهنا هي الطحالب الخضراء,والتي تحتوي علي حوالي7500نوع,فمنها ما هو مجهري وحيد الخلية,ومنها الخيطي,وبعضها يتكون في مستعمرات,وتلك هي التي تطلق في مياهنا أصباغا خضراء بها مادة الكلورفيل الخضراء وبها أيضا النشا والذي يتفاعل مع الماء ليكون طبقات من النشا مستهلكا كمية كبيرة من المياه,مما يترك رائحة كريهة بالمياه لمدة لا تقل عن10أيام.
من جانبه قال المهندس سيد نصير نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي إن ارتفاع درجات الحرارة يساهم في زيادة نمو وتكاثر الطحالب,وهو ما يحدث كل عام,ومع زيادة سحب المياه من النيل خاصة في محطة الفسطاط,والتي تعد أكبر محطات مياه الشرب في القاهرة تترسب هذه الطحالب علي مرشحات المياه,التي تقوم بحجز الشوائب وأدت إلي إغلاقها تماما,هذا بالإضافة للطعم والرائحة الكريهتين وبالتالي تعطلت سرعة عمليات تنقية المياه وضخها بالمواصفات اللازمة,وأصبح الحل الوحيد هو زيادة عدد مرات غسيل المرشحات حتي تؤدي مهمتها كما يجب في إخراج مياه نقية وبالجودة المطلوبة.
أشار المهندس نصير إلي أن المحطة غير مصممة للتعامل مع الطحالب,ولا يوجد بها الفحم النشط المستخدم في القضاء علي الطعم والرائحة الكريهين وأن عملية التكريك السنوية التي تقوم بها وزارة الري خلال السدة الشتوية تؤدي إلي موت الطحالب النامية علي جوانب الترعة وتحللها,مما يصيب الجهازين العصبي والكبدي.
وعن عملية التخلص من الطحالب أوضح المهندس نصير أنه سبق التحذير عدة مرات من عملية التخلص هذه دون أدني اهتمام من المسئولين رغم سهولة التعامل معها,من خلال إقامة سدود من قش الأرز لوقف حركتها,وتزويد محطات المياه بالفحم النشط لإزالة السموم.
الطحالب الضارة للأسماك والإنسان!
أشار الدكتور أحمد إسماعيل بكلية الزراعة جامعة القاهرة إلي أن الطحالب مجموعة من الكائنات الحية ذاتية التغذية والتي تقوم بعملية البناء الضوئي,وهي تعيش في المياه العذبة والبحار والمحيطات,وبالنسبة للطحالب البحرية فأغلبها من الطحالب الكبيرة وهي تتمثل في ثلاث مجموعات هي:الطحالب الخضراء والبنية والحمراء ويرجع هذا التقسيم إلي الأصباغ الموجودة في كل مجموعة.
أشار الدكتور أحمد إلي أن للطحالب الخضراء المزرقة مقدرة علي تكوين أزهار مياه في وقت تستنزف فيه المواد المغذية من مياه النيل من قبل أنواع من طحالب أخري,ومن المعروف أن تركيز المواد المغذية الضئيل في الماء لا يعتبر مؤشرا حقيقيا لعدم توفر المواد المغذية للطحالب ,لأن ذلك يتجاهل المواد المغذية المختزنة داخل خلايا الطحالب.
وأوضح الدكتور أحمد أن أنواعا كثيرة من الطحالب الخضراء المزرقة بما فيها طحالب النيل تمتص وتختزن أكثر مما تحتاجه من مركبات النيتروجين والفسفور,عندما تكون هذه المواد متوفرة في الماء وأن ما تختزنه هذه الطحالب يكفي لإعالتها لمدة أسبوعين أو أكثر,تكون فيه المواد المغذية قد استنزفت من الماء ويحدث خلاله الإزهار مما يؤدي إلي موت الأسماك والحيوانات المائية نتيجة لاستنزاف الأكسجين وأحيانا يؤثر سلبا علي صحة الإنسان عندما تفرز الطحالب الخضراء مركبات عضوية ضارة في الماء.
الطحالب ظاهرة عالمية!
أما الدكتور عبد القوي خليفة رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي قال:إننا كمرفق لمياه الشرب مسئولون عن سلامة وصحة المواطنين,ولن نتهاون في الحفاظ علي كوب ماء يصل لأيديهم نظيفا تماما,رغم سوء المياه التي تصل إلي محطات مياه الشرب,مستخدمين توصيات منظمة الصحة العالمية وتوصيات المركز القومي للبحوث,ومديرية الصحة بمحافظة القاهرة.
للقضاء علي هذا التلوث أوضح الدكتور خليفة أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي تقوم بتنقية المياه من الروائح العالقة بها عن طريق تهويتها بمضخات الهواء أسفل عنابر المرشحات بالإضافة لاستخدام الفحم النشط المصنوع من خشب جوز الهند والذي يبلغ سعر الطن منه20ألف جنيه,ثم يتم إضافة الشبة ونسبة الكلور المسموح بها حتي لا تؤثر علي صحة المواطنين,ويتم أخذ عينة من المياه يوميا وتحليلها للتأكيد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
نفي الدكتور عبد القوي خليفة مسئولية الوزارات,مؤكدا أن مشكلة الطحالب ظاهرة عالمية,ولكن المهم هو التنسيق للقضاء عليها, كما أشار إلي حدوث تطوير في عدد محطات المياه,علي رأسها محطة مياه الفسطاط باعتبارها أكبر محطة تغذي القاهرة بالمياه.
مخاطر مبيدات الطحالب
وعن الاستراتيجيات المتوفرة لمنع نمو الطحالب في مياه الشرب قال الدكتور عبد الفتاح رجب الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة :نري تأثيرا فوريا عن طريق المعالجة الكيميائية باستخدام مبيدات الطحالب,ولكن هذه العملية قد تقتل أيضا,وبشكل غير مباشر أو تحطم كائنات حية أخري,بسبب الإطلاق المفاجئ للمكونات الكيميائية السامة من الطحالب لذا السيطرة علي نمو الطحالب في إمدادات المياه مطلوبة,والطريقة المقترح استعمالها هي الموجات فوق الصوتية.
أوضح الدكتور عبد الفتاح أن الموجات فوق الصوتية التي قد تمنع أو تخفض نمو أعداد الطحالب والموجات فوق الصوتية عبارة عن ترددات فوق صوتية غير مسموعة إلي البشر ولا تهدد حياة الناس أو الحيوانات أو الأسماك والنباتات,وهي تكنولوجيا متوفرة الآن,وتعمل علي التخلص من الطحالب والكائنات الحية المجهرية الأخري(مثل البكتريا والفطريات)وتحد من نموها وتعمل علي قتلها دون استخدام مواد كيماوية واستخدمت بشكل كبير في أغراض صناعية وحمامات السباحة,والبرك,والخزانات,ومحطات معالجة المياه.