الأمراض عابرة القارات خطر يهدد الثروة الحيوانية وبالتالي يلقي بالعبء علي سبل العيش والحالة الاقتصادية للدول خاصة النامية.
حول تدابير الوقاية والمكافحة لتلك الأمراض وماهيتها.أجرت وطنيهذه التحقيق لمعرفة تأثير بعض هذه الأمراض والخطر الذي يهدد مصر.
أكد أمين أباظة وزير الزراعة أنه تم توقيع وثيقة مشروع لعمل خطة مكثفة للمسح الوبائي بين مصر ومنظمة الأغذية والزراعةالفاوالتابعة للأمم المتحدة,وذلك بهدف التحكم ومنع مرض الحمي القلاعية في مصر,بمبلغ 269 ألف دولار من خلال برنامج التعاون الفني للمنظمة,حيث يستهدف هذا المشروع تقليل الخسائر الاقتصادية نتيجة العجز في إنتاج الألبان واللحوم, وذلك من خلال المكافحة والتحكم في الأمراض الحويصلية بشكل عام بخاصة مرض الحمي القلاعية,وسيعمل هذا المشروع علي تحقيق العديد من الأهداف منها تحسين خطة للانتشار السريع لمقاومة الأمراض,والوقاية من تفشيها مستقبلا بجانب تحسين وسائل الكشف عليها ومقياس التلوث المحلي,وتحسين نوعية اللقاحات المنتجة محليا بالتقييم المستمر بالإضافة إلي تحسين نظام إعداد تقارير الأمراض الحيوانية,كما سيتم توفير خبراء محليين ودعم فني للأعمال المرتبطة بهذا المشروع والتدريب الفعال لبناء قدرات بشرية.
أشار د.محمد فودة-مدير عام الإدارة العامة للخدمات البيطرية أن الدودة الحلزونية آفة لها كفاءة بيولوجية عالية إذ تضع الذبابة 200 بويضة وتطير علي مسافات كبيرة,مما يسهل إمكانية دخولها إلي كثير من البلدان العربية, وربما جاءت علي الأرجح من أفريقيا خاصة المنطقة الشرقية للقارة,وتوجد هذه الذبابة في درجة الحرارة المتوسطة في ظل غطاء نباتي,ويختفي وجودها في الارتفاعات العالية والمناطق الجرداء,وتهدد هذه الدودة الثروة الحيوانية حيث إنها تغرس بيضها في شقوق جروح الحيوانات وحينما يقفس البيض يتحول إلي يرقات تخترق جسم الحيوان ثم يلتهم الدود جسم الحيوان حيا,وفي حالة عدم علاج الحيوان المصاب سريعا فإن جروحه تتسع بشكل هائل وتتكاثر فيها اليرقات بأعداد ضخمة,بحيث يصبح عرضة للإصابة بأمراض أخري بكتيرية.
دور المحاجر البيطرية
أفاد الدكتور فتوح درويش رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري بأن المحاجر البيطرية المنتشرة بجميع معابر ومنافذ البلاد وحدودها تعمل كصمام أمان لمنع تسرب أية أمراض معدية أو وبائية من الخارج ومنها مرض ذبابة الدودة الحلزونية لحماية البلاد من دخول أي مرض وافد,فإنه لا يسمح بالتعامل إلا مع الدول التي يثبت صحة موقفها الوبائي وخلوها من الأمراض المعدية والوبائية,وذلك من خلال ما يرد إليها من المنظمات الدولية وشبكة الاتصالات الدولية ومكاتب التمثيل التجاري,حيث يتم محاربة هذه الآفة من خلال ما يسمي بتقنية الحشرات العقيمة لمحاربة الوباء والتي نجحت في القضاء علي المرض في ليبيا,وتتمثل هذه التقنية في تربية ذكور الحشرات بأعداد هائلة داخل بيئة معملية ثم نقلها وإطلاقها في المناطق التي تعيش بها الآفة,وفي فترة التزاوج لا ينتج عنها نسلا وبالتالي تنقرض الحشرة نهائيا.
حمي الوادي المتصدع
أشارت الدكتورة ميرال إبراهيم بإدارة الطب البيطري بمدينة 6أكتوبر إلي أن مرض حمي الوادي المتصدع مرض حاد ينتقل بواسطة البعوض ويصيب كل من الإنسان والحيوان,ويقاوم هذا الوباء بواسطة الحرارة المرتفعة والمنظفات والأحماض,كما تستخدم المحاليل القلوية القوية مثل محلول هيوكلوريت الصوديوم أو الكالسيوم حيث يعيش الفيروس المقاوم للظروف الطبيعية لمدة8سنوات عند 20درجة مئوية,وفي الدم لمدة4 أشهر,ويظهر المرض بصورة حادة في العجول حديثة الولادة مصحوبا بارتفاع في درجة الحرارة تصل إلي41 درجة مئوية,تودي إلي نسبة نفوق 70% .أما في الحيوانات البالغة تبدأ الأعراض بارتفاع في درجة الحرارة مع زيادة إفرازات اللعاب وفقدان الشهية وضعف عام وانخفاض نسبة الحليب وإسهال ذو رائحة كريهة,وترتفع نسبة النفوق إلي10-15% .أما بالنسبة للإنسان فيشعر بحمي وآلام شديدة في العضلات والظهر وصداع مع فقدان الشهية وعدم وضوح الرؤية وتمتد فترة المرض7-4أيام,وبالالتزام الطبي يتماثل المريض للشفاء بعد نقاهه بطيئة وطويلة.
أضافت د.ميرال بقولها إن طرق الوقاية لهذا المرض تتطلب الإبلاغ الفوري لأقرب مديرية طب بيطري لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة خاصة أن الحيوانات الذين سبق إصابتهم بالمرض وتم شفائهم يكتسبون مناعة قوية تصل إلي12عاما,لذلك يجب توخي الحذر ومكافحة القوارض والحشرات الطائرة ورش وردم البرك والمياه الراكدة وحرق أكوام السباخ والرش المستمر للحيوانات والحظائر,وتحصين الحيوانات باللقاح الذي يكسبه مناعة لمدة3سنوات,بجانب تحصين العاملين وتشديد الرقابة علي السلخانات لمنع ذبح حيوانات مريضة.
الحمي القلاعية
قال الدكتور صابر عبد العزيز-مدير عام الأوبئة بهيئة خدمات الطب البيطري إن مرض الحمي القلاعية يهدد الثروة الحيوانية خاصة الأبقار,حيث يبلغ معدل النفوق لدرجة عالية,وفيروس الحمي القلاعية يوجد به سبعة أنواع والنوع السائد في مصر هو النوع O ,الثاني وينتقل هذا المرض من غرب آسيا بسرعة لباقي دول العالم لذلك تقوم الخدمات البيطرية بتحصين الأبقار والجاموس منه مرتين سنويا ويلعب استيراد الحيوانات الحية دورا حيويا في نقل الأمراض والأوبئة.
حماية صحة الإنسان!
من جانبه قال الدكتور إبراهيم البنداري مدير عام الطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية إن الهيئة تسعي لحماية صحة الإنسان بهدف حماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية التي تأتي من الخارج,من خلال توفير الأمصال واللقاحات المناسبة لكل مرض,مثل إنفلونزا الطيور وحمي الوادي المتصدع.
أشار البنداري إلي أنه يتم متابعة سيارات التحصين التي تجوب المحافظات لتحصين المزارع والطاقة الإنتاجية بالقري لتوفير الأمصال اللازمة,وحتي الآن تم تحصين 20مليون طائر بالريف في إطار الحملة القومية,لمكافحة إنفلونزا الطيور حتي نهاية يونية المقبل,بالإضافة إلي توفير 80مليون جرعة لقاح جديدة منحة من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية في إطار التعاون الدولي لاحتواء المرض.
من ناحية أخري قال الدكتور صابر عبد العزيز مدير عام الأوبئة وأمراض الدواجن إن هناك العديد من الإجراءات لمحاولة احتواء مرض حمي الوادي المتصدع وإنفلونزا الطيور من خلال تكثيف الحملات التحصينية للطيور والماشية,مع تنظيم دورات تدريبية وندوات إرشادية لتوعية السيدات علي كيفية التعامل الآمن مع الطيور والثروة الحيوانية.
شدد عبد العزيز علي ضرورة احتواء إنفلونزا الخنازير والتي تعد الأخطر من إنفلونزا الطيور,خاصة أن تربية الخنازير تتم وسط التجمعات السكنية دون وقاية صحية أو توعية سليمة,خاصة أن الخنازير يمكن أن تتسبب في نقل المرض إلي الإنسان.
دعا عبد العزيز إلي نقل تربية الخنازير إلي أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية حتي ولو تطلب ذلك ملايين الجنيهات,لأنه لو ظلت الأمور علي ما هي عليه,وانتقل مرض إنفلونزا الطيور من الخنازير إلي الإنسان ستتحمل الدولة مبالغ بالمليارات لمواجهته.