ميرفت عياد
أقام منتدى الساخرين بنقابة الصحفيين أولى صالوناته الشهرية باحتفالية كبيرة تحمل عنوان “أسرار فن السخرية عند أحمد فؤاد نجم”،
وبدأت الندوة بإلقاء شباب الشعراء والزجالين العديد من القصائد الشعرية والنثرية، كما حضر المنتدي بعض الزملاء الكتاب والصحفيين منهم “سليمان أبو عودة” والذي ألقي قصيدة بالعامية الفلسطينية، و”حمزة المحيصي”، كما
أحيت الحفل الفنانة “عزة بلبع” التي تألقت بصوتها المتميز فى أغنيات من أشعار أحمد فؤاد نجم، حيث غنت بعض “موال الفول واللحمة”و”بقرة حاحا”، بالإضافة إلى بعض رسامي الكاريكاتير منهم “جمعة فرحات”و”مرتضى أنيس” الذي قدم لنجم كاريكاتير يحمل صورته.
محبى وممارسى فن السخرية
وفى بداية الاحتفال أكد الكاتب الصحفى محمد بركة على أنه سعيد بهذا الحشد الهائل من الحاضرين الذى كان المنتدى بالنسبة لهم مكانا يجتمع فيه كل محبى وممارسى فن السخرية من كتاب ساخرين ومن رسامى الكاريكاتير، ولهذا سوف يتم عقد صالون شهرى فى الخميس الأول من كل شهر بهدف استضافة شخصيات عامة، أو استضافة رموز السخرية فى مصر لمناقشتهم فى العديد من القضايا التى نهتم بها جميعا، هذا إلى جانب عقد ندوة أسبوعية لمناقشة أحد الكتب الساخرة، مشيرا إلى أنه يتم الإعداد لعقد المؤتمر السنوى الأول للكتابة
الساخرة ليكون نقطة تلاقى لجميع المهتمين بهذه النوعية من الكتابة فى العالم العربى.
” يا نجم يا عالى فى السما “
وقبل أن يمتع ” أحمد فؤاد نجم ” الحاضرين بإلقاء أشعاره، قدمت الشاعرة والزجالة منى سليمان قصيدة فى حب الفاجومى تحت عنوان ” يانجم يا عالى فى السما “.
يانجم يا عالى فى السما
ومين يطولك
مدت إيديا للسما
وتقل قال إذ ربما
إيدى تطولك
العين ضناها ليك سهاد
وفؤاد مصمم وبعناد
ينعم بنورك
سنين قضتها استنظرك
كفانى أنى أنظرك
وأحمد كريم على النعيم
إن أنا من بين حضورك
قصيدة ” الفول واللحمة”
ثم تبعها الدكتور عبدالله زلطه رئيس قسم الإعلام بآداب جامعة بنها، والذى أتى على رأس وفد من طلبة الكلية، أعرب عن حبه لأعمال هذا الشاعر العظيم ” أحمد فؤاد نجم “، الذى يستحق بجدارة أن يوضع له تمثال يحمل راية الحرية فى قلب العاصمة، ولهذا سوف يلقى قصيدة نثرية من قصائد نجم وهى قصيدة ” الفول واللحمة :
عن موضوع الفول واللحمة صرح مصدر قال مسئول
إن الطب اتقدم جدا والدكتور محسن بيقول
إن الشعب المصري خصوصا من مصلحته يقرش فول
حيث الفول المصري عموما يجعل من بني آدم غول
تأكل فخدة في ربع زكيبة والدكتور محسن مسئول
يديك طاقة وقوة عجيبة تسمن جدا تبقى مهول
ثم أضاف الدكتور محسن إن اللحمة دي سم أكيد
بتزود أوجاع المعدة وتعود على طولة الإيد
وتنيم بني آدم وتفرقع منه المواعيد
وإللي بياكلوا اللحمة عموما حيخشوا جهنم تأبيد
يا دكتور محسن يا مزقلط يا مصدر يا غير مسئول
حيث إن أنتو عقول العالم والعالم محتاج لعقول
ما رأى جنابك وجنابهم فيه واحد مجنون بيقول
إحنا سيبونا نموت باللحمة وأنتو تعيشوا وتاكلوا الفول
مارأيك يا كابتن محسن مش بالذمة كلام معقول
قصيدة ” كلب الست “
وألقى الممثل ” خالد عبد السلام قصيدة ” كلب الست ” بأداء تمثيلى أشعل المسرح بالتصفيق الحاد، وقد كتب أحمد فؤاد نجم في (فوكس) كلب المطربة أم كلثوم إثر حادثة حصلت بين كلب الست ومواطن بسيط اسمه إسماعيل, كان مارا بجوار فيلا الست وصاده الكلب فوكس وأدماه، وقد علق أحد المسئولين في مصر وقتها بكلمة معناها أن كلب الست ليس ككل الكلاب، فجادت قريحة هذا الشاعر بهذه القصيدة الساخرة, والمعروف عنه أنه معارض دائم للحكم، ويتحدث دائما باسم المواطنين الكادحين، وقضى في السجون السياسية 18 سنة متفرقة بين
عصور رؤساء مصر، وهذه القصيدة التي لا تخلو من الظرافة والبؤس في آن واحد .
في الزمالك من سنين، وفى حمى النيل العظيم، قصر من عصر اليمين
ملك وحده م الحريم، صيتها أعلى م الآذان، يسمعوه المسلمين
والتتر والتركمان، والهنود والمنبوذين
ست فاقت ع الرجال في المقام والاحترام
صيت وشهرة وتل مال ، يعني في غاية التمام
قصره يعني هية كلمة، ليها كلمة ف الحكومة ( قصره : اختصاره )
بس ربك لجل حكمه قام حرمها م الأمومة
والأمومه طبع ثابت جوا حواء من زمان
تعمل إيه الست جابت فوكس رومي وله ودان
فوكس ده عقبال املتك عنده دسته خدامين
يعني مش موجود في عيلتك شخص زيه ياسماعين
وإسماعين دا يبقى واحد م الجماعه التعبانين
إللي داخو في المعاهد والمدارس من سنين
حب يعمل واد فكاكة ويمشي حبة في الزمالك
القيامة والفتاكة يرموا طبعا ع المهالك
عم سمعة من قيامته حب يعمل فيها فلة
بعد ما الوظ بيجامته اشترى حتة مجلة
قول مشي يقرأ ف حكاية من حكايات الغرام
واندماجه في القراية خلا مشية مش تمام
ع اليمين يحدف بعيد خطوتين ويروح شمال
لمحه فوكس من الحديد قال دا صيد سهل وحلال
هوب نط ف كرشه دوغري جاب بجامته لحد ديلها
إسماعيل بدال ما يجري قال يارجلي رجلي مالها
بص شاف الدم سايح من عاليها ومن واطيها
وياللي جاي وياللي رايح المجله مش لاقيها
حبه واتلموا الظنايا إللي هما البوابين ( حبة : لحظة )
والحكاية والرواية قال لهم دا كلب مين
(البوابين… من بلاد النوبة وينطقون حرف الحا هاء )
كلب مين ما كلب مينشي سمعة لبخ حبتين ( لبخ : غلط في الكلام )
قال له واحد منهم أمشي إللي جابك عنده مين
قال دا شارع يا مواشي والجميع بيمر منه
إللي راكب وإللي ماشي مستحيل نستغنى عنه
كلمه من دا وكلمه من دا ظاطو واترسمت فضيحة
قول نهايته والقصد من ده إسماعين أكل الطريحة
راحوا قسم الشرطة طبعا والنيابة كفيلة بيهم
واترموا في الحجز جمعا لما ييجي الدورعليهم
حبة والشاويش آمين قال سعيد النقشبندي
قام غريم عم إسماعين قاله محسوبك يا فندي
قام سي سمعة يروح معاه الشاويش قال غور بدمك
وفوق قفاه كف طرقع … داهيه ف أمك
تفتكر يفضل سي سمعة قد إيه في القسم نايم
استضافه الحجز جمعة يا بلاش آدي العزايم
شاف بلاوي ما تتحكيش م الديابة المسجونين
قال يا عالم يا شاويش يا نيابة يا مسئوليين
خلصوه بعد المناهدة جثة من جحر الديابة ( المناهدة: المراضاة )
هية يمكن ساعة واحدة كان في مكتب النيابة
قال له مالك ياسماعين.. قال له زي البمب مالي
قال له عضك فوكس فين قال له سيبني أروح لحالي
أنت شوف سي فوكس يمكن خد تسمم غصب عني
الوكيل قال برضه ممكن والشاويش قعد يغني
أنت فين والكلب فين أنت قده يا إسماعين
طب دا كلب الست يا بني وأنت تطلع ابن مين
بشرى لصحاب الديول وإللي له أربع رجول
بشرى لا سيادنا البهايم من جمايس أو عجول
إللي صاحبه يا جماعة له غناوي في الإذاعة
راح يدوس فوق الغلابة والنيابة بالتباعة
أنت تسوى في النيابة تسعميه م الغلابة
طب ياريت يافوكس كنا ولا تربطنا القرابة
هيص يا كلب الست هيص لك مقامك في البوليس
بكرة تتولف وزارة للكلاب يا خدوك رئيس
قصيدة كلمتين يا مصر
وألقى الفاجومى عدداً من أحدث قصائده ، ومنها “الليل ملاح ، وزيارة لضريح عبد الناصر”، و”عريس الدوة”، و”الخط ده خطي “،” وقصيدة كلمتين يا مصر”، التى يقول فيها :
كل عين تعشق حليوة
وإنتي حلوة في كل عين
يا حبيبتي أنا قلبي عاشق
واسمحيلي بكلمتين
كلمتين يا مصر يمكن
هما آخر كلمتين
حد ضامن يمشي آمن
أو مِـآمن يمشي فين
شابة يا أم الشعر ليلي
والجبين شق النهار
والعيون بحرين أماني
والخدود عسل و نار
واللوالي بابتسامتك
يحكوا أسرار المحار
يللي ساكنة القصر عالي
إمتى يهنالي المزار
كلميني يا صبية
طال علي َّ الانتظار
كلمتين يا مصر يمكن
هما آخر كلمتين
حد ضامن يمشي آمن
أو مِـآمن يمشي فين