شهدت حدائق أنطونيادس بالإسكندرية يومي 18 و19 يونية 2010 الاحتفال بمهرجان ليالي الصيف في إطار عدد من الأنشطة الثقافية الأورومتوسطية, بحضور محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب, ودبلوماسيين من الدول الأوربية بمصر والمئات من شباب مصر والمجتمع المدني.
بدأت ليالي الصيف بحفل لموسيقي الهيب هوب والذي ضم عددا من فناني الهيب هوب الشباب من مصر وتركيا وألمانيا وفرنسا واختتم المهرجان الثقافي بمعرض للأكلات الشعبية والتي تعبر عن ثقافات الدول الـ27 للاتحاد الأوربي.
تحدث خلال الختام السفير مارك فراكو, سفير الاتحاد الأوربي في مصر, حيث قال: إن الجمع بين ممثلي الاتحاد الأوربي هنا في مدينة الإسكندرية للمرة الأولي يؤكد علي أهمية هذه المدينة, ليس فقط باعتبارها مدينة تاريخية لها ماض عريق في التقريب بين مختلف الشعوب الثقافية ولكن أيضا بوصفها مدينة مستقبلية للتعاون الثقافي عبر ضفتي البحر المتوسط.
وعن التعاون المشترك مع مصر قال إنه تم الاتفاق علي تنفيذ برنامج تيمبس وهو برنامج تعاون بين الجامعات الأوربية والجامعات المصرية بميزانية إجمالية 10 ملايين دولار, وكذلك تمت الموافقة للدكتور هاني هلال علي عملية بوليفينا التي تتيح التبادل الطلابي بين دول الاتحاد الأوربي وطلاب مصر.
وعن العلاقات المصرية- الأوربية صرح أن مصر تعيد هيكلة اقتصادها ولهذا قررنا مضاعفة التعاون أربعة أمثال وهناك دعم مالي مقدم من المفوضية يصل إلي 150 مليون دولار لتحديث كافة القطاعات بمصر.
وعما أشيع حول تأثر معونة الاتحاد الأوربي لمصر بسبب الأزمة العالمية قال إن هذا خاطئ, فما حدث أثر علي مصر ليس في دعم الاتحاد ولكن في عدد السياح القادمين إلي مصر وكذلك قلة السفن القادمة من الاتحاد الأوربي التي تعبر قناة السويس ولكني أحب أن أشيد بالاقتصاد المصري لتخطيه الأزمة المالية مقارنة باليونان مثلا.
ومن ناحيته أكد محافظ الإسكندرية علي أهمية هذه الاحتفالية والتي تتزامن مع اختيار الإسكندرية كعاصمة للسياحة العربية لعام 2010, حيث التقي في هذا الإطار مع السفير مارك فرانكو لتعميق التعاون المستقبلي بين الاتحاد الأوربي والإسكندرية.
كما علق أندرو كلاريت, المدير التنفيذي لمؤسسة آنا ليند التي تقوم بتنسيق مشروعات في جميع أنحاء الدول الـ43 الأورومتوسطية من خلال مقرها في الإسكندرية, وقال إن مدينة الإسكندرية تستحق هذا النوع من الاستثمار الثقافي الذي يجعلها مركزا للحوار الإقليمي, فهي تشهد تحولات مثيرة تمكنها من أن تلعب دورا رائدا في التقريب بين الشعوب من مختلف الخلفيات الثقافية من أجل الحوار والتفاهم المتبادل بين الثقافات. وأضاف أن مؤسسة آنا ليندا شاركت في مصر في أكثر من 10 مشروعات مع أكثر من 140 جمعية من جمعيات المجتمع المدني وننظم كل سنة في قلعة قايتباي مهرجان موسيقي الهيب هوب وسوف نقيمه قريبا بالقاهرة. ونحن نضع في اعتبارنا الاهتمام بالمواهب الشابة من المخرجين المبدعين المصريين ونأمل في تقديم مشروع واحد يجمع كل شباب العالم علي أن نقوم بدعمه.
كما أعلنت مؤسسة آنا ليند وشركاؤها أن الإسكندرية سوف تشهد خلال شهر أكتوبر 2010 مهرجان فرح البحر الثاني, وهي احتفالية ثقافية دولية تهدف إلي توظيف جميع أنواع الفنون كوسيلة لإشراك المجتمع المدني والجمهور في التعاون الإقليمي.
يذكر أن مهرجان الشارع الأوربي ليالي الصيف تم تنظيمه من قبل وفد الاتحاد الأوربي في مصر ومعهد جوتة والمركز الثقافي الفرنسي وصندوق الإليزيه الفرنسي- الألماني والاتحاد المصري لجمعيات الأعمال ومؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية.
كما صرح دانيال ستوفساندت, مدير معهد جوتة في الإسكندرية, وهي المؤسسة الثقافية التي ترأس أيضا الشبكة الألمانية للمجتمع المدني التابعة لمؤسسة آناليند إن مد الجسور بين الثقافات والفنانين هو محور نشاطاتنا في جميع أنحاء العالم, وبالتالي فإن عقد ورش عمل بين الموسيقيين من هذه البلدان الخمسة تعتبر فرصة كبيرة للجمهور العريض لكي يشهد ويستمتع بهذه الأجواء الأورومتوسطية.