حينما ندخل جامعاتنا المصرية نري الكثير من اللافتات عليها أسرة فلانية -أيا كان اسمها- فهل سأل أحدنا نفسه ما دور هذه الأسرة, وماذا يفعل اتحاد الطلة؟ ومن المسئول عن وجود هذه الاتحادات؟. وهل أحد الطلبة انضم ليعمل كمتطوع ليرتقي بجامعته ويحقق الأهداف المطلوبة من الاتحاد والأسر الجامعية؟. الكثير منا يسأل مستفسرا عن هذه الكيانات.
يقول محمد إبراهيم أمين اتحاد طلبة كلية الإعلام بجامعة القاهرة, إن الاتحادات لا تحسب إلا طبقا لعمل أمنائها, فهناك اتحادات لا تشعر بها وبعملها, وهناك من تستفاد منهم للغاية, وأشار إلي أن سبب عدم معرفة الطلبة باتحادات الطلاب أن كل النشاطات التي يقوم بها الاتحاد توقع باسم رعاية الشباب وليس باسم الاتحاد لهذا يطمس اسم الاتحاد أوضح أن كلية الإعلام بالجامعة تختلف فيها الأمر تماما عن جميع الاتحادات فالمسألة ملتهبة دائما نظرا لتنافس الأسر علي تقديم النشاطات والخدمات للطلاب, فطالب كلية الإعلام يعمل بهذه الاتحادات ويعلم بوجودها نظرا لقلة عدد ملتحقي كلية الإعلام الذين لا يزيدون علي 800 طالب بالفرقة الواحد, علي عكس باقي الكليات الأدبية كالتجارة والآداب التي تتسم بكثرة طلابها.
أما أحمد حافظ أمين اتحاد طلبة كلية الآداب جامعة عين شمس (الأسبق), فيؤكد أن الهدف الأساسي للاتحاد هو خدمة الطلبة وتوصيل أصواتهم لإدارة الكلية والقيام بعمل أنشطة مدعمة وهذا يحسب في مصلحة الطالب, كما أكد أن سبب عدم معرفة الطلبة للاتحادات هو التقصير في عمل الدعاية منذ بداية العام الدراسي بالإضافة لكثرة وانتشار الأصوات الهدامة من قبل بعض المغرضين, وأوضح أن مسألة أعمال السنة وغيرها من محسوبيات لا تحدث بجامعتنا علي وجه التحديد وبخصوص مسألة حصانة أعضاء الاتحاد فعدم احتكاك أمن الجامعة بهم يرجع إلي معرفتهم لحقوقهم وذلك طبقا لما نصت عليه اللوائح المعنية بهذا الشأن للوائح أما في حالات وقوع خطأ ما يحاولون تخفيف العقوبة علي هذا العضو ولا تطبق بحذافيرها.
وفي سياق آخر أشار حافظ إلي أن الاتحاد يجلب موارده المالية من أحد بنود المصاريف الدراسية حيث تحصل من كل الطلاب 18 جنيها تقسم إلي 10 جنيهات لاتحاد الكلية و8 جنيهات لاتحادات الجامعة, وذلك طبقا للمادة 24 من لائحة الاتحادات الطلابية التي يشوبها بعض العيوب وضعف قدرتها علي خدمة الطلاب, أهمها المادة 15 التي تنص علي أن وكيل الكلية هو مشرف علي كافة الأنشطة, ومن المؤكد أنه ليس لديه وقت الفراغ الكافي لمتابعة الأنشطة واتخاذ القرارات اللازمة سواء بالقبول أو الرفض, كما أن عملية إقامة نشاط يوجب توقيع أكثر من 20 فردا علي المذكرة التي تحدد تفاصيل النشاط مما يجعلنا نعلن عن النشاط قبل الميعاد بشهرين.
وأكدت كرستين سامي طالبة بالفرقة الثانية بكلية الآداب قسم التاريخ جامعة عين شمس, أنها ليست لديها أدني معلومة عن دور الاتحاد أو عن دوره المنوط به إلا أنه يقوم بعمل رحلات وحفلات بالجامعة فقط نظرا لكثرة الدعاية التي تنشر وتعلق علي الجدران لإعلام الطلاب بموعدها.
وأشار محمد رأفت طالب بالفرقة الرابعة كلية التجارة جامعة حلوان, إلي أن دخول الطلبة لتلك الاتحادات مصلحة ليس إلا, لأنهم يتمتعون برحلات مدعمة بالإضافة للوضع العام الذي يحظون به بين الطلبة زملائهم, كما أن هناك مصالح خلف نقاب الأسر تحديدا نظرا لأن قانون الاتحاد لا يوجد به ثغرة يمكن تجاوزها لجني المال, أما الاتحاد فليست له السلطة علي موارد دخل الأسر ونشاطتها طالما لم يتجاوز النشاط يوما واحدا.
وأرجع دكتور وائل قنديل رائد أسرة التنوير بالمعهد العالي للإعلام وفنون الاتصال بمدينة 6 أكتوبر, مشكلة عدم اكتراث الشباب بهذه النشاطات إلي عدة عوامل رئيسية وتتمثل في وجود فضاء اجتماعي غير مشجع للطالب لممارسة هذه الأنشطة, بالإضافة إلي نفاذ طاقتهم نظرا للضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تقع علي عاقتهم مما تجعل الشباب غير قادر علي الابتكار والإبداع من خلال هذه الأنشطة.