في إطار التأكيد علي حق الدول في امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية وتلبية الطلب المستمر من احتياجات تلك الدول من الطاقة بدأت مجموعة من الدول تقود حملة لتشجيع استخدام هذه الطاقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية, وتركيا التي تسعي حاليا للحصول علي هذه التكنولوجيا لأول مرة في تاريخها, وبدأت تضاعف من منشآتها في توليد الطاقة النووية في حين بدأت دول أوربية مثل بريطانيا وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا تفرض حظرا علي إنشاء مفاعلات نووية جديدة وتضع خططا طويلة الأجل لإغلاق المحطات النووية القائمة لديها من قبل.
وفي تقرير حديث نشرته صحيفة الفاينانشيال تايمز تبين مدي اختلاف الآراء حول استخدام الطاقة النووية حتي في الأغراض السلمية ما بين مؤيد ومعارض لها, وبالرغم من الاتجاه إليها مؤخرا لتأمين إمدادات الطاقة وكذلك تخفيض إنبعاثات الكربون, إلا أن ثمة دواعي أخري كثيرة للخوف والقلق من انتشارها في أنحاء العالم, وخاصة فيما يتعلق بمخلفاتها المشعة واستخدام اليورانيوم المخصب كوقود في المفاعلات, وهي نفس المادة المستخدمة في تصنيع الأسلحة النووية.
ويحذر تقرير الفاينانشيال تايمز من اندفاع العالم بقوة في الفترة الأخيرة نحو استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية, مشيرا إلي أن اقتصاديات الطاقة ضخمة جدا فهي توفر أكثر من 15% من مصادر الطاقة الكهربائية علي مستوي العالم, إلي أن جانب أن لا علاقة لها بسعر النفط, ولذا لا يبدو مستغربا كما ذكر التقرير أن هناك ما يزيد علي 30 دولة تستخدم الطاقة النووية, ومن المتوقع أن تنضم إليها ما بين عشرة إلي عشرين دولة أخري خلال السنوات العشرة المقبلة, حيث سيتم بناء نحو 1400 مفاعل نووي جديد حتي عام 2050, بالإضافة إلي 370 مفاعلا نوويا تحت التشغيل حاليا وذلك طبقا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويري الفريق المدافع عن الطاقة النووية أنها شبه خالية من الانبعاثات وبالتالي فإن زيادة استهلاك الطاقة علي مستوي العالم وتفاقم تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو يمنح الطاقة النووية دورا متزايدا في الأهمية بينما يري الفريق المعارض بأن لديه محاذير عديدة تتعلق بالاعتماد عليها تتعلق بالأمان النووي والسلامة إلي جانب إمكانية تشغيلها لخدمة أغراض عسكرية وهو ما يعني الخوف المتزايد من انتشارها الذي سيخلق أجواء سياسية متوترة في مختلف أنحاء العالم وهو ما نلمسه حاليا في النزاعات ما بين إيران والغرب, وكذلك كوريا الشمالية, هذا إلي جانب الخوف من إمكانية استخدامها كسلاح ردع في حالة نشوب حروب بين دول تمتلك السلاح النووي مثل الهند وباكستان.