بعد اكتشاف بعض حالات إصابة بالإنفلونزا القاتلة إتش1إن1, وهو المعروف باسم إنفلونزا الخنازير, انتشر الهلع داخل المجتمع نظرا لأن الطلاب المصابين بالمرض اختلطوا بزملائهم مما يرجح انتشار الإصابة إلي آخرين, وعدم اقتصار الإصابة علي الحالات التي تم الكشف عنها فقط.
وأعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ لمواجهة تداعيات الأزمة, وكيفية مواجهة المرض, خاصة بعد أخذ عينات من كل طلاب الجامعة الأمريكية لضمان عدم انتشار المرض بشكل موسع, في الوقت الذي انتقد فيه البعض سفر وزير الصحة خارج البلاد وقت الأزمة, مع عدم تقديم خطة لمواجهة انتشار المرض, وعدم توعية المواطنين بالخطوات التي يجب اتباعها في حالة انتشار المرض, من خلال توفير عقار التامفلو والواقي المستخدم في مثل هذه الحالات.
وطني حاولت التعرف علي آخر التفاصيل في هذه القضية.
قال الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة إنه تم رفع حالة الاستعداد القصوي, وجري عزل المبني السكني التابع للجامعة الأمريكية بالزمالك, وإجراء التحاليل علي أكثر من 240 طالبا وطالبة, للتأكد من عدم إصابتهم, وسيتم العزل لمدة أسبوعين علي الأقل.
أشار شاهين إلي تشديد إجراءات الرقابة الصحية علي جميع المنافذ والمطارات لمتابعة الركاب القادمين من الدول الموبوءة خلال فترة إقامتم في مصر ولمدة 10 أيام, خاصة أنه يصعب اكتشاف الحالات الحاضنة للمرض في بدايته, وأن الحالات الأخيرة التي تم الكشف عنها كانت تحمل المرض وعاشت في القاهرة وتجولت في شوارعها أكثر من أسبوع وهم يحملون الفيروس الذي ينتقل وفق تقارير منظمة الصحة العالمية من إنسان لآخر عبر المخالطة اليومية, وهو ما أدي إلي رفع حالة الطوارئ بالوزارة.
أوضح د. شاهين أن عقار التامفلو موجود بالوزارة والجرعات الموجودة منه تصل إلي 2.5 مليون جرعة وهي كافية جدا, وهذا العقار لا يباع بالصيدليات, لذا يتم توعية المواطنين بعدم شرائه من الصيدليات حتي لا يتعرضوا لأية محاولات غش, وأهمية عدم تعاطي العقار الخاص بإنفلونزا الخنازير إلا بتعليمات طبية حتي لا تحدث مناعة للفيروس ضد هذا الدواء, حيث إنه تناول العقار بلا داع له آثار جانبية علي صحة الإنسان, حيث إن يتم تعاطي التامفلو للحالات المؤكدة والحالات المخالطة لها مباشرة مع الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تصدرها الوزارة, والبعد عن الأماكن المزدحمة والتجمعات وانتقاء المعلومات من المصادر الرسمية.
نوه د. شاهين أن الوزارة تعلن بشفافية تامة أية حالات إصابة تحدث ولا تخفي شيئا حتي لا تترك الساحة للشائعات والقيل والقال, ويتم إعلام الرأي العام بكل التطورات مع زيادة حملات التوعية, وتعزيز الخطوط الساخنة للرد علي استفسارات المواطنين.
وفي الإطار ذاته قال الدكتور عمرو عزت سلامة مستشار الجامعة الأمريكية بالقاهرة إن مجلس الجامعة قرر تعليق الدراسة بالتنسيق مع وزارة الصحة لإتاحة الفرصة أمام فريق عمل كبير من الوزارة لأخذ عينات شاملة لكل المقيمين والعاملين في السكن الجامعي بعد أخذ عينات كل الموجودين بالمبني, علي أن يتم أخذ عينات عشوائية من الطلاب المقيمين بالمبني.
شدد الدكتور سلامة علي ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار المرض حتي لا يصبح وباء يهدد المصريين.
أوضح د. سلامة أن الجامعة الأمريكية تشدد إجراءات الرقابة والمتابعة علي كل الطلاب والمدرسين بالتعاون مع وزارة الصحة, ونظرا لموسم الامتحانات وعودة بعض الطلاب المقيمين في الخارج تم تشديد إجراءات المتابعة, وهو ما سهل اكتشاف الحالات المصابة, رغم أنه لم يتم الكشف عن إصابتهم بالمرض لأنهم كانوا حاضنين للمرض, وبعد الإسعافات اللازمة يتماثل المصابون للشفاء.
من جانبه قال الدكتور نصر السيد مساعد وزير الصحة للشئون الوقائية إنه يجري حاليا فحص أكثر من 150 عينة من طلبة الجامعة الأمريكية في التجمع الخامس, وتم إعطاء المصابين عقار التامفلو وجميع الحالات مستقرة, ويوجد فريق بالقطاع الوقائي للوزارة علي أعلي مستوي ويتولي الرد علي استفسارات المواطنين, وتمت إخضاع المباني التابعة للجامعة الأمريكية تحت سيطرة الجهاز الوقائي للوزارة, مع تطهير الأسطح والأرضيات وتهوية المبني بشكل جيد.
أوضح د. نصر السيد أن إجراءات الحجر الصحي تتم منذ 27 أبريل الماضي, ويتم تشديدها بشكل مستمر لضمان عدم دخول المرض إلي مصر, لأن الخطر يأتي من الخارج وليس من الداخل.
وشدد د. نصر السيد علي ضرورة اتباع تعليمات وزارة الصحة لمنع انتشار المرض من خلال الاهتمام بالنظافة ومنع القبلات وتطهير الأسطح وأرضيات الوحدات السكنية لمنع انتشار المرض.
وقال وائل كرم رئيس مؤسسة منف للتنمية الثقافية والبيئية إن وزارة الصحة لم تكن مستعدة لمواجهة إنفلونزا الخنازير, ولم تقدم أي خطط أو استراتيجية حقيقية تضمن مواجهة انتشار المرض في مصر, رغم انتشاره في معظم دول العالم, حيث إن وزارة الصحة اكتفت بتشديد الإجراءات علي المنافذ البرية والجوية, دون أن تقدم استراتيجية لمواجهة المرض في حالة ظهور الإصابة داخل المجتمع, فكان من الوارد أن يدخل مريض إلي مصر دون أن تظهر عليه الإصابة يوم دخوله, وبالتالي المتابعة أهم من تشديد الإجراءات.
نوه كرم إلي أن وزارة الصحة أعدت 2.5 مليون جرعة تامفلو رغم أن عدد سكان مصر سيصل إلي 80 مليون, وهي بالطبع جرعات قليلة تجعل المواطنين يشترون العقار من الصيدليات حتي ولو لم يكن له تأثيرا علي الشخص غير المصاب.
وانتقد كرم عدم وجود توعية للمواطنين بالخطوات التي يجب اتباعها في حالة اكتشاف الإصابة بالمرض, لأنه في ظل الزحمة وتكدس المواصلات والجهات الحكومية يمكن انتشار المرض بسهولة, بالإضافة إلي عدم وجود ثقافة استخدام الكمامة مثل كثير من دول العالم التي تقدم خططا لمواجهة الأزمة وتعمل علي توضيح الصورة للمواطنين أولا بأول.
انتقد كرم سفر وزير الصحة خارج البلاد في هذا التوقيت, لأن وزارة الصحة عليها إعلان حالة الطوارئ, وتشديد الرقابة علي القادمين من الخارج, بل ومتابعتهم بشكل جيد, واستمرار إخضاعهم للرقابة لمدة أسبوع من وصولهم لمصر, حتي لا يظهر المرض مجددا, وأية دولة تظهر بها الإصابة تعلن الطوارئ, ويظل كل المسئولين في مواقعهم ومتابعة الأزمة, بدلا من متابعتها بالتليفون!!.