في ظل رغبة الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة في تأجيل الدراسة إلي ديسمبر المقبل, اتفقت وزارتا التربية والتعليم, والتعليم العالي علي تأجيل الدراسة إلي نوفمبر أو ديسمبر المقبلين حرصا علي سلامة التلاميذ والطلاب عقب انتهاء موسم العمرة, وخوفا من عودة مصريين مصابين بالمرض يقومون بنقل العدوي إلي أطفالهم ومنهم إلي التلاميذ زملائهم في الفصول.
وطني حاولت التعرف علي رؤية الوزارات المعنية والمتخصصين في هذا الشأن حرصا علي طمأنة المواطنين, والوصول إلي الطريقة المناسبة لمواجهة المرض حتي لا ينتشر في المجتمع وتزيد معه الخطورة.
قال الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة إن خطورة فيروس إنفلونزا الخنازير من عمر 5 سنوات إلي 30 سنة بنسبة 70%, وأن المشكلة الأكبر هي تحور الفيروس الأمر الذي يجعله أشد خطورة, والأخطر هنا هو الإصابة بالالتهاب الرئوي وما يترتب عليه من مخاطر كبيرة قد تتسبب في تفاقم أعداد المصابين والقتلي.
أشار الوزير إلي أنه تم الاتفاق مع وزيري التربية والتعليم, والتعليم العالي علي أن يتم بث المواد الدراسية علي القنوات التليفزيونية لتعويض نقص أيام الدراسة, ومنح التلاميذ والطلاب الفرصة الكافية للحصول علي المناهج الدراسية, وأن هناك تعاونا كاملا بين الوزارات المعنية من أجل عدم إهدار الوقت وعدم توفير المناخ المناسب لهم للمذاكرة.
نوه الجبلي إلي أن الوزارات المعنية في اجتماعات مستمرة للوصول إلي نتيجة أفضل, وتوفير مناخ مناسب للتلاميذ والطلاب وأولياء الأمور, والحفاظ علي صحة المجتمع.
التطعيم الضعيف
قال الدكتور صالح الشيمي – رئيس لجنة الصحة والسكان بمجلس الشوري إن اللجنة عقدت اجتماعات عديدة مع وزير الصحة لبحث القرارات المصاحبة لانتشار إنفلونزا الخنازير مثل قرارات منع العمرة لمن فوق الـ65 عاما ودون الـ25عاما وأصحاب الأمراض المزمنة خاصة مع انتشار الإصابات ووجود فرصة كبيرة لانتقال العدوي من المصريين في العمرة, وأنه تم الاستقرار علي تكرار نفس السيناريو في الحج.
أشار الدكتور الشيمي إلي أن التطعيم المتاح حاليا موجه لفيروس ضعيف ونتفاوض حاليا من أجل الحصول علي ضمانات للحصول علي تطعيم أقوي.
حذر الشيمي من الإعلانات الوهمية التي تقوم بها شركات الأدوية لتسويق تطعيمات خاصة بإنفلونزا عادية لا تفيدفي الحماية من إنفلونزا الخنازير.
نوه الشيمي إلي أنه تم التنسيق مع الوزارات والجامعات للحفاظ علي صحة المواطنين وعدم الوقوع في فخ الإصابة بالإنفلونزا, مشيرا إلي أهمية الدعاية المستمرة للوقاية من خطر الإنفلونزا.
حملات التوعية المستمرة
من جانبه قال الدكتور سعيد حامد – أستاذ مكافحة العدوي إن هناك حاجة ملحة لزيادة حملات التوعية بخطر الإنفلونزا وكيفية الوقاية منها, خاصة أن إنفلونزا الخنازير أصبحت تأخذ شكلا خطيرا ينبئ بوقوع كوارث في حال عدم التعامل معها بالحذر المطلوب.
أشار حامد إلي أن التوعية الإعلامية مطلوبة في هذا التوقيت, إلا أن قرار تأجيل الدراسة يعد من القرارات الإيجابية التي تم اتخاذها مؤخرا, ولابد أن تستعد وزارتا التعليم والتعليم العالي بالتجهيزات المطلوبة للحفاظ علي صحة التلاميذ والطلاب, خاصة أن معظم محافظات الجمهورية بها تكدسات في المدارس, وفي حالة وجود تلميذ مصاب يمكن أن يقوم بنشرالعدوي بين زملائه بشكل خطير ومن ثم لابد من رفع أقصي درجات الحذر.
مئات الآلاف في بطولة العالم
وفي هذا الإطار قال إسماعيل ثروت عضو مجلس الشعب إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا بشأن مكافحة انتشار إنفلونزا الخنازير جيدة, ولكن الأخطر هو عدم الاستعداد الجيد لمواجهة القادمين من الخارج لحضور كأس العالم للشباب والتي ستنظمها مصر في نهاية سبتمبر الجاري, فليس من المعقول أن تتخذ الحكومة إجراءات مكثفة لمواجهة انتشار المرض, وتضع المزيد من العراقيل أمام الحج والعمرة دون أن تتخذ نفس هذه الإجراءات مع بطولة العالم, خاصة أنه سيشارك بها 24دولة, وسيحضر مئات الآلاف من المشجعين من دول مختلفة, وبالتالي هناك فرص كبيرة لانتشار المرض.
وحذر ثروت من حفلات المسرح والسينما مطالبا بإلغائها مؤقتا, خاصة أن مصر في مرحلة حرجة ولابد من تضافر كل الجهود للحفاظ علي صحة المجتمع والمواطنين.
العلاج بالمنازل أفضل
من جانبها قالت الدكتورة نجلاء الخولي أستاذة طب المناطق الحارة بكلية طب البنات بجامعة الأزهر إن علاج حالات إنفلونزا الخنازير في المنازل أفضل كثيرا من علاجها بمستشفيات الحميات, وهذا اتجاه عالمي يتم الأخذ به حاليا, لأن المريض حين يأخذ علاجه بالمنزل يحمي نفسه من المرضي المخالطين له بالمستشفي, ويمكن للمريض أن يعالج بالمستشفي إذا تعرض لمضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي الحاد وأيضا حالات الأطفال وكبار السن.
واتفق في الرأي الدكتور أحمد عبداللطيف – أستاذ الأمراض المتوطنة بكلية طب قصر العيني إن قرار علاج الحالات المصابة فإنفلونزا الخنازير بالمنازل ليس فيه أي ضرر علي صحة المريض طالما لا توجد أية مضاعفات تؤثر علي صحته وهناك استجابة للعلاج الذي يتناوله, وما يؤكد ذلك عدد الوفيات القليلة, وربما الذين توفوا من الإنفلونزا العادية أكثر من الذين توفوا بسبب إنفلونزا الخنازير.