في الشارع ,والساعة التاسعة صباحا والناس يملأون الشارع,ومن بينهم فتاة لم تتجاوز سنواتها العشرين في ثياب أنيقة تنم عن شكل مهذب وتحشم, وقت الحادثة كنت أسير خلف اتجاهها.وفجأة ظهر طفل لم يتجاوز الثالثة عشر يركب دراجة واقترب من الفتاة وفي لحظة نهش صدرها بيده القذرة وانطلق هاربا.أذهل ما حدث الفتاة. فتحت فاها تسبه قائلة يا قليل الأدب.لم يسمع فقد غاب عن العيون.ووقفت لحظات لا تعرف ماذا تفعل فقد شعرت بمهانة شديدة. جرحت كرامتها. لم يتحرك أحد في الشارع ولم يلفت نظره ما حدث فلا شئ يعنيه أو يثير غضبه أو نخوته.سار الكل في طريقه ولم يساندها أحد سواي.أضفت عدة شتائم إلي شتائمها وانفجر غضبي من وقاحة الطفل وجرأته, فهو طفل وحدث والقانون يعتبر البالغ ثمانية عشر سنة طفلا.
ما معني ما حدث وكيف نفسره.هل تستمر الفتاة الأنثي مستباحة في نظر الشباب؟! إلي متي يراها الشاب من حقه أن يغازلها,يضايقها بكلمات بذيئة ويتجاسر علي مد يده إلي جسمها دون خوف أو خجل أو رادع كما حدث مع الفتاة المهذبة والأنيقة والمحتشمة والجادة في سيرها.
التحرش بالفتيات أو السيدات سلوك خال من أي إحساس باحترام المرأة.وهو سلوك متكرر ودائم ويحدث في كل مكان وتتعرض له المرأة بشكل أو بآخر.ويحدث بجوار المدارس. كل مدرسة بنات يتجمع حولها شباب من مدارس البنين وتحدث المعاكسات والاحتكاكات أمام المدرسين والمدرسات, ونادرا ما يتحرك أحدهم ليوقف هذه المهازل اليومية أو ينهر المتجاوزين.
هذا السلوك المشين يؤكد أن البيوت…الأسرة تخلت عن دورها في التربية والتوجيه والتعليم والإرشاد والنهي عن السلوك المعيب. أصبحت الأسر مشغولة بأشياء كثيرة أقلها التربية, ولم يعد الابن يسمع كلمة عيب من الأب أو الأم أو يدرك أن الجنس الآخر,الأنثي هي أمه وأخته وخالته وعمته وقريباته, وعندما يبلغ سن الرشد سوف تكون زوجته وشريكة حياته. وإن من حقها عليه أن يحترمها ويحترم حرية حياتها ولا يجرح شعورها لم يعد يسمع ذلك للأسف من مدرسيه ومدرساته في المدرسة التي فضلنا أن نسميها وزارة التربية والتعليم. التربية قبل التعليم.ونستطيع أن نقول بضمير مستريح إن المدارس لم يعد فيها تربية أو تعليم, فقد تخلي المدرس بإرادته عن دوره في التربية والتعليم أيضا وانشغل بالكادر والزيادة ولقمة العيش والدروس الخصوصية, وضاعت مساحة الاحترام التي كانت فيما مضي بين المدرس وتلميذه.ضاعت مساحة الاحترام وأصبح الطالب يري مدرسه ندا له, فهو الذي يزيد من دخل المدرس وهو الذي تدفع أسرته الدروس الخصوصة له.وهو الذي يتبادل مع المدرس السجائر ويدخنان معا في الوقت الذي كان فيه الابن لا يجرؤ أن يدخن أمام والده أو يشعل سيجارة أمام مدرسه.
إلي أي مستوي من السلوك وصل إليه شباب اليوم.إلي أي حد انحدرت القيم وتراجعت الأخلاق. إلي أي مستوي وصل التسيب والانفلات إلي متي تنتظر المرأة الأنثي أن يقدرها الرجل ويحترم حقها في حياة بلا تحرش وبلا إساءة.وإلي متي سوف يظل الشباب في سلوكه المعيب مع المرأة. إلي متي نظل نكتب ونستغيث ونرجو ونناشد أن تحدث المعجزة, ويري الرجل المرأة من منظور أنها شريكة له ولها حق الاحترام؟