منذ عصر الاستشهاد الأول والتاريخ يسجل قسوة التعذيب.. وعدم حرية العقيدة الدينية عبر الزمن إلي عصرنا الحالي.
وفي 29 مسري سنة 1694 شهداء الموافق 3سبتمبر عام 1978 استشهد أبونا غبريال عبدالمتجلي أثناء الهجوم علي منزله من بعض التيارات المضادة.
تصدي أبونا غبريال للأشرار هو وزوجته خلف باب شقته من الداخل للدفاع عن أسرته.. ورغم ذلك طالت أيديهم وأدواتهم حتي سفك دمه هو وزوجته وأخفت العناية الإلهية عن عيونهم ابنته التي اختبأت تحت أحد أسرة المنزل.
نقل أبونا غبريال إلي المستشفي العام بسمالوط فأكمل جهاده ونال إكليل الاستشهاد متأثرا بجراحه.. ومفتديا شعبه أمام عرش النعمة.. بعدما نزف دما حتي لفظ أنفاسه الأخيرة.
وأيقونة الشهيد القس غبريال عبدالمتجلي المرفقة بالمقال من أعمال فنان المنيا يوسف جرجس عياد رسمها لكنيسة الملاك غبريال بقلوصنا بعد عدة سنوات من استشهاده.. رسم في أعلي الأيقونة الرب يسوع يعطي إكليلين لأبينا غبريال -إكليل الكهنوت وإكليل الاستشهاد- وفي وسط الأيقونة رسم الملاك غبريال يضع يده اليمني علي كتف أبينا غبريال.. وفي أسفل الأيقونة الأشرار يقومون بضرب الشهيد بآلات مختلفة.
استخدم الفنان اللون الأخضر المائل للأصفر الليموني في رسم الأشرار.. وابنة أبينا غبريال مختبأة تحت أحد الأسرة.. وهؤلاء الأشرار من بلدة السرادين شرق النيل شمال كنيسة السيدة القديسة العذراء التي بنيت في عهد الملكة هيلانة وكنيسة أبو مقار التي بنيت في عهد المتنيح الأنبا ياكوبوس الثاني عام 1899م. وألقي الأشرار الكتاب المقدس في مياه قذرة ونهبوا أمتعته ووضعوها علي عربة كارو.. وحدد الفنان الأيقونة بزخارف يرجع تاريخها للقرن الرابع من حفائر بأويط.
تأثر الفنان يوسف جرجس عياد وهو يصمم أيقونة القس غبريال بالأيقونة الأثرية والتي يرجع تاريخها للقرنين السادس والسابع الميلاديين والمحفوظة بمتحف اللوفر.. وهي عبارة عن قطعة خشبية رسم عليها الرب يسوع يضع يده اليمني علي كتف الشهيد العظيم مارمينا العجائبي وقلب مارمينا قريب من الرب يسوع.. وهذه الأيقونة لا يوجد لها مثيل بين فنون العالم المسيحي. (كتاب الفن القبطي تأليف الأستاذة الدكتورة سعاد ماهر محمد عميد كلية الآثار جامعة القاهرة عام 1977). وأيضا كتاب الفن القبطي لجناب الأب الورع القمص يوساب السرياني طبعة .1995