** هل سيطبق وزير الصحة القانون داخل ديوان الوزارة؟
** هل تصدق 49% ممن يتعرضون للتدخين السلبي في أماكن للرعاية الصحية!
ارتفاع في نسب مدخنات الشيشة.
بدأت جهود مضنية منذ عام 2002 قامت بها منظمة الصحة العالمية المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية لمكافحة وباء التدخين بكافة أشكاله والذي يقتل خمسة ملايين إنسان سنويا من أصل بليون مدخن في العالم إما موت مباشر أو بسبب أمراض وثيقة الصلة بالتدخين وفي محاولة من مصر لتنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية في خطة المكافحة تم إجراء مسح عالمي لأول مرة في مصر تحت مسمي المسح العالمي لاستهلاك التبغ بين البالغينوذلك حتي يكون بمثابة قاعدة البيانات الأولية التي تسير عليها خطط المكافحة.
حقائق وأرقام
تم إعلان نتائج هذا المسح في مؤتمر صحفي نظمته ثلاث جهات هي الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاءالجهة التي قامت بإجراء المسحمنظمة الصحة العالمية ,وزارة الصحة المصرية وكان أهم ما جاء من نتائج في هذا المسح الآتي:
00 يستهلك ما يقرب من 20% من المصريين أحد منتجات التبغ,يدخن حوالي 16% منهم السجائر,و3.3% يدخنون الشيشة و2.6% يستهلكون التبغ غير القابل للتدخين أي التبغ الممضوغ وهذا النوع وارد حديثا علي مجتمعنا من بعض البلاد العربية الشقيقة.
00 وصلت نسبة استهلاك التبغ بين المصريين إلي حوالي 23% بين الفئات العمرية المنتجة وهي من سن 25 إلي سن 45 عاما,وتصل النسبة إلي 26% في الفئة العمرية من سن 45 إلي 64 عاما .بلغ معدل انتشار التدخين لأحد منتجاته بين خريجي الجامعات حوالي 16% وارتفعت هذه النسبة إلي حوالي 21% بين فئات غير المتعلمين تعليما رسميا وإلي ما يقرب من 26% بين أولئك الذين لم يكملوا التعليم الإبتدائي .
** 88% من المدخنين الحاليين يدخنون سجائر محلية الصنع.
** بلغ متوسط الاتفاق الشهري للمدخنين علي السجائر حوالي 110 جنيهات مصرية.
**بلغ متوسط الاستهلاك اليومي للسجائر بين الذكور المدخنين علبة واحدة يوميا مقارنة بنصف عليه يوميا بين المدخنات.
** انتشرت ظاهرة تدخين الشيشة بين الفتيات 0.6% من المصريات يستهلكن أحد منتجات التبغ3..% منهن تدخن الشيشة.
00 بلغ معدل انتشار تدخين أحد منتجات التبغ بين خريجات الجامعة إلي 6.% وارتفعت هذه النسبة إلي1.1% بين من لم يتعلمن تعليما رسميا.
00 ذكرت 45% من المدخنات الحاليات للشيشة أن الزمن الذي استغرقته في تدخينها هو3.4 جلسة يوميا.
** 3.3% من المصريين يدخنون الشيشة حوالي 56% من مدخني الشيشة يدخنونها في المنازل بينما يدخن ما يقرب من 36% الشيشة في المقاهي العامة والكافتيريات يستغرق 18% من مدخني الشيشة ساعة واحدة تقريبا في الجلسة الواحدة لتدخينها.
00 أفاد 20% من مدخني الشيشة أنهم يشاركون في تدخين نفس الشيشة مع أشخاص آخرين.وقبل أن نكمل أهم نتائج المسح لابد أن نتوقف عند الرقم السابق وهو أن 20% من مدخني الشيشة يتشاركون في تدخين نفس الشيشة مع أشخاص آخرين حيث صدر منشور مصور في اليوم العالمي للامتناع عن التبغ في مايو عام 2006 يوضح خطورة كل نوع من أنواع التبغ وكان تحت عنوان التبغ قاتل بكل صوره وأشكالهوعندما تعرض لجزئية الشيشةالأرجيلةأوضح تفصيلا الآتي:
تصنع الشيشة وفق تصميمات متنوعة تشترك في أن دخان المادة المسخنة يمرر عبر الماء يقرقرقبيل استنشاقه ونتيجة لاستخدام التبغ المضاف إليه نكهات يتزايد استخدام الشيشة لاسيما بين الشباب ليس في بلدان جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط فقط حيث يشيع تدخينها وإنما في جميع مناطق العالم وقد تم توثيق حالات خطيرة من أمراض الرئة والسرطان بالإضافة إلي أن الاشتراك في تدخين الشيشة مع آخرين يؤدي إلي زيادة مخاطر انتقال السل والفيروسات مثل الهربس والتهاب الكبد, نعود مرة أخري لاستكمال نتائج المسح حيث جاء فيها أيضا.
00 يتعرض ما يقرب من 61% من جميع العاملين في أماكن العمل لدخان التبغ السلبي بالرغم من وجود سياسات تمنع التدخين في الأماكن المغلقة.
00 يتعرض لدخان التبغ السلبي أكثر من 49% من الذين يزورون أماكن رعاية صحية عيادات,مستشفيات… إلخ.
مشهد مؤثر
00 ذكر 90% من البالغين المدخنين أنهم تأثروا بمشاهد تدخين السجائر في أفلام أو مسلسلات تليفزيونية بينما ذكر 87% أنهم رأوا مشاهد لتدخين الشيشة.
وهنا نقف لنرصد تكرار ظهور مشاهد التدخين خلال المسلسلات في رمضان وكان أبرز هذه المشاهد تحديدا مشهد عضو مجلس الشعب البارز وهو يدخن الشيشة في أحد الأماكن الشيك في مسلسلبالشمع الأحمربطولة يسرا وهو من أكثر المسلسلات مشاهدة في رمضان هذا العام والغريب أن المشهد كان مقحما ولا معني له في سير الأحداث الدرامية ورغم مناشدة منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة لوزير الإعلام لحذف مشاهد التدخين في التليفزيون كان هذا المشهد في مسلسل بالقناة الأولي المصرية وليس في الفضائيات .
لاتحجروا عليهم
وفي نفس السياق عندما زادت أسعار السجائر موخرا طالعنا المذيع المشهور والصحفي أصلا محمود سعد في مقدمة برنامج مصر النهارده والبيت بيتك سابقاقائلا:ليه ترفعوا سعر السجائر المحلية دي الحاجة اللي الناس الغلابة بيحطوا فيها همهم ارفعوا سعر السجائر المستوردة بلاش تضيقوا علي الناس وتخنقوهم أكثر من كده.
بينما بين المسح العالمي لاستهلاك التبغ الذي كتبناه في السطور السابقة أن 88% من المدخنين الحاليين للسجائر يدخنون سجائر محلية الصنع.
العرض المسرحي
وفي يوم 2010/6/10 جمعت وزارة الصحة الإعلاميين محليا وعالميا لتصور مشهد إعلان الإسكندرية أول مدينة خالية من التبغ خلال عامين اعتبارا من يونية الماضي تاريخ إعلان المبادرة وذهبت مع زملائي الإعلاميين لتغطية الحدث غير مصدقة أن الحلم أن تصبح محافظة من أهم المناطق الساحلية والسياحية في مصر أيضا علي مستوي العالم يمكن أن يتنفس أهلها هواء نقيا أقيم الاحتفال بمركز سوزان مبارك الإقليمي لتنمية صحة المرأة بحضور محافظ الإسكندرية ووزير الصحة وعدد من خبراء المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية وعدد من ممثلي الجمعيات الأهلية .
ورصد وزير الصحة في كلمته القوانين واللوائح الصادرة في مصر لمكافحة التبغ وأبرزها القانون رقم 52 لعام 1981,كما وقعت مصر عام2005 علي الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية منذ عام 2000 والتي ورد فيها حظر كامل للتدخين في الأماكن المغلقة دون التصريح بأي أماكن مخصصة للتدخين في تلك الأماكن وتمشيا مع هذا النص صدر في مصر القانون رقم 154 لعام 2007 والذي يحظر التدخين نهائيا بكافة صورة في مختلف المنشآت الصحية والتعليمية والمصالح الحكومية والأندية الرياضية والاجتماعية ومراكز الشباب وإلزام المدير المسئول عن هذه الأماكن باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع التدخين فيها والمدير الذي لايطبق هذا البند يعاقب بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولاتزيد عن عشرين ألف جنيه ومعاقبة المدخن بغرامة لاتقل عن خمسين جنيها ولاتزيد عن مائة جنيه.
المفاجأة
وبعد أن ألقي الوزير كلمته تم عمل مؤتمر صحفي بعد توقيع رسمي لأول وثيقة من شأنها جعل الإسكندرية رائدة لمدن مصر كأول مدينة خالية من التبغ وفي إجابة واضحة من محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب حول هل يمكن أن تصبح هذه المدينة الساحلية السياحية بلا شيشة وهو المشهد الشائع في جميع كافتيريات ومقاهي الإسكندرية بطول الكورنيش؟أجاب قائلا:سيتم تنفيذ القانون منذ توقيع الوثيقة أي منذ اليومشهر يونية الماضيوستنتهي ظاهرة شرب الشيشة علي الملأ خلال عامين كما نصت عليه الوثيقة إسكندرية مدينة خالية من التبغويكون التدخين داخل المقهي وحسب الشروط المنصوص عليها في القانون.
وبعد عودتنا من هذه الاحتفالية التاريخية وبعد أن تم تغطيتها في كافة وسائل الإعلام علمنا أن المحافظ أجل التنفيذ لمدة ثلاثة أشهر أي بعد شهر رمضان بل وبعد انتهاء أشهر الصيف.
00 والسؤال هل سيتم التأجيل مرة أخري رمضان القادم أو خلال أشهر كل صيف فهل تراجع المحافظ أمام أول اصطدام بالواقع ولماذا يتم وضع قوانين يصعب تنفيذها وخاصة أن المحافظ أجاب أيضا خلال المؤتمر الصحفي علي سؤال حول: هل سيكون هناك تعويض بشكل أو بآخر للمقاهي التي ستختفي فيها الشيشة؟فأجاب المحافظ بحزم أن تنفيذ القانون لا يحتاج إلي تعويض بل هو واجب التنفيذ.
ولن يفلت المخالف من العقاب وستتعاون معنا الجمعيات الأهلية في أن تكون رقيبا علي الأماكن المخالفة والإبلاغ عن أي مخالف.
00 والمفاجأة الثانية أن من قام بتنظيم المؤتمر الصحفي كان المستشار الإعلامي لوزير الصحة وفي التعليق علي إحدي إجابات المحافظ أشار وزير الصحة بنوع من الدعابة إلي أن مستشاره الإعلامي مدخن والسؤال:هل إذا فاجأ الوزير مستشاره الإعلامي في مكتبه في ديوان الوزارة ووجده يدخن هل سيطبق عليه القانون أم سيغض الطرف ويصبح القانون حبرا علي ورق؟
فهل انتهي العرض المسرحيبالإسكندرية وأصبح كل شيء مثل الدخان يطويه هواء الإسكندرية المنعش؟!
لم ينته العرض بعد
وفي يوم 2010/7/29 دعت منظمة الصحة العالمية الإعلاميين في مؤتمر صحفي بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية لإطلاق الوزارة المجموعة الثانية من التحذيرات الصحية التي توضع علي علب السجائر والمقصود هنا الصور التحذيرية والتي تم وضعها علي علب السجائر منذ أغسطس عام 2008 تمشيا مع الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية من أجل مكافحة التبغ والتي انضمت إليها مصر حيث تبين أن الصور التحذيرية كان لها تأثير علي المدخنين حيث رفعت هذه التحذيرات الوعي العام بأضرار التدخين كما أوضح ذلك المسح العالمي للبالغين حيث ثبت أن نسبة 42% من المدخنين قد تأثرت إيجابيا وفكروا جديا في الإقلاع عن التدخين وقد قام مكتب ممثل المنظمة في مصر بالتعاون مع وزارة الصحة بعقد عدة جلسات فنية بهذه المناسبة مع المختصين حول التحذيرات الصحية المصورة حيث تبين من خلال أسئلة الإعلاميين عن كيفية انتقاء الصور التحذيرية أن هناك موقعا عالميا توجد عليه هذه الصور ويتم الانتقاء منها الصور التي توضع علي علب السجائر وتأتي بنتيجة فعالة فقد تبين مثلا أن صورة الشخص المتواجد في العناية المركزة ويستنشق الأوكسجين كانت من أكثر الصور المؤثرة في الفترة السابقة ,وهناك اختبارات تتم قبل انتقاء الصور المناسبة للتأكد من وضوح الصورة والرسالة التي تسعي لتحقيقها .
وبسوال تم توجيهه إلي الدكتور إيهاب المسئول عن البيئة بوزارة الصحة حول كيف سيتم تطبيق الغرامة علي الشخص المدخن في وسائل المواصلات؟
أجاب قائلا:
من حق أي شخص أن يأخذ المدخن إلي أقرب شرطي ويطالبه بدفع الغرامة حيث يقوم بالتدخين في وسيلة مواصلات عامة
وكانت الإجابة أشبه بالكوميديا الشديدة الإضحاك .
فهل ببساطة سيستجيب المدخن ويذهب بقدميه لدفع الغرامة.
فكرت أن أقوم بالتجربة ولكني تراجعت فربما يكون رد فعل المدخن عنيفا وبدلا من أن أجعله يدفع غرامة تدخينه لتلويثه هواء المركبة أذهب إلي المستشفي لجرأتي بالتعدي علي حرية مواطن مدخن شريف ليس من حقي أن أقبض عليه وأطلب من الشرطة تطبيق القانون عليه وقد يكون رجل الشرطة نفسه مدخنا فكثير من ضباط المرور يدخنون السجائر في الإشارات.
وانحناءة احترام
ولابد أن نسجل موقفا يدل علي الاحترام وعدم الازدواجية فأثناء دخولي إلي مبني منظمة الصحة العالمية وجدت إحدي خبيرات المنظمة من الأجانب وتبدو سيدة راقية تقف خارج الباب الخلفي للمبني وتدخن سيجارة وكان المشهد ملفتا للنظر ولكن في نفس اليوم علمت أن المدير الإقليمي لمكتب شرق المتوسط أصدر قرارا بجعل مبني المنظمة مكانا خاليا من التدخين ورغم أنه توجد قاعة داخل المبني ينظم فيها لقاءات إعلامية وهي بعيدة عن العاملين بالمبني ولكن هذه السيدة نفذت القرار وخرجت تدخن خارج المبني كله أهدي هذا المشهد إلي وزارة الصحة المصرية.
تحذير
ويجب أن نذكر في نفس السياق أنه في يونية عام 2006 صدر تقرير كبير الأطباء بمركز محافظة مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية حول العواقب الصحية للتعرض الإجباري لدخان التبغ أو ما نطلق عليهالتدخين السلبي.
خلص التقرير إلي أن دخان التبغ السلبي يسبب الوفاة والمرض لدي الأطفال والبالغين غير المدخنين وجزم التقرير بأنه لايوجد مستوي من التعرض لدخان التبغ السلبي خال من الخطر,وإن الحماية الكاملة لغير المدخنين لاتتحقق إلا بمنع التدخين في الأماكن المغلقة وإن فصل المدخنين عن غير المدخنين وتهوية الأبنية ليس ذات جدوي.ويوجد في مصر الكثير من الأماكن المغلقة خصصت أماكن للمدخنين والغريب أنها الأماكن المميزة في المطاعم والمقاهي, فهل هذا حل؟!