أعلنت بعض المصادر داخل السلطة الفلسطينية أن محمود عباس يفكر في الاستقالة من منصبه إذا استمرت إسرائيل في عملياتها العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال المسئول إن عباس ندد بشدة في عدد من الاتصالات الهاتفية أجراها مع زعماء عرب وأمريكيين وأوربيين ومسئولين حكوميين بالهجمات الإسرائيلية ووصفها بأنها ضربة قوية لعملية السلام.
ومضي المسئول الفلسطيني إلي القول إن ما تقوم به إسرائيل يقوض السلطة الفلسطينية ويدفع المزيد من الفلسطينيين للارتماء في أحضان حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وطبقا لما قاله المسئول الفلسطيني فإن الغضب تملك عباس بصورة خاصة لأن إسرائيل صعدت من عملياتها العسكرية بعد وقت قصير من الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة.
وأضاف أن التصعيد العسكري ينظر إليه علي أنه نتيجة مباشرة لزيارة بوش لرام الله, مما يضع عباس في وضع محرج ويجعله وكأنه جزء من العدوان الذي تقوم به إسرائيل.
وقال مسئول فلسطيني آخر إن عباس يفكر في حل فريق التفاوض الفلسطيني كخطوة أولي نحو وقف محادثات السلام مع إسرائيل.
من ناحية أخري, اتهم نبيل أبوردينة المتحدث باسم عباس إسرائيل بالسعي لتخريب محادثات السلام في أعقاب مؤتمر أنابوليس للسلام. وقال إن موقف الرئيس عباس إزاء العدوان العسكري لإسرائيل وقضية المستوطنات يتمثل في أن ذلك لن يلحق الضرر بعملية السلام وحسب بل سيدمرها, وأنه يتعين علي إسرائيل وقف هجماتها العسكرية علي الفور من أجل إنقاذ عملية السلام.
كما حث أبوردينة الولايات المتحدة بممارسة ضغط علي إسرائيل لوقف هجماتها وخلق جو أفضل لاستئناف محادثات السلام, وعندما سئل عما إذا كانت السلطة الفلسطينية تفكر في وقف محادثات السلام مع إسرائيل أجاب, إن مثل هذا القرار لن يتخذه الفلسطينيون وحدهم بل يتعين علي جميع الأطراف العربية اتخاذه.
وكان عباس قد ترأس اجتماعا طارئا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله لبحث تصاعد أعمال العنف في الآونة الأخيرة وأثرها علي عملية السلام.
وقد أصدرت اللجنة عقب الاجتماع بيانا اتهمت فيه إسرائيل بتحويل الضفة الغربية وقطاع غزة إلي ساحات حرب دموية.
من ناحية أخري, قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن إسرائيل ستواصل الضغط العسكري والاقتصادي علي قطاع غزة في محاولة لوقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية علي الأراضي الإسرائيلية. وأضاف في كلمة ألقاها في تل أبيب أن القوات الإسرائيلية ستواصل حملتها دون هوادة ضد حماس والجهاد الإسلامي وكافة أعداء إسرائيل.
هذا وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن 12 صاروخا أطلقت من قطاع غزة وأن أربعة منها سقطت في بلدة سديروت دون أن تحدث إصابات.
وكان الطيران الإسرائيلي قد شن غارة علي بيت لاهيا في شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل فلسطيني وزوجته, وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وعاد الطيران الإسرائيلي فشن غارة في شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص هم عضوان في حركة الجهاد الإسلامي وسيدة مدنية, وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في غارات إسرائيلية علي غزة خلال ثلاثة أيام إلي 32 شخصا.
وفي نفس السياق, أمر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بإقفال كل المعابر مع قطاع غزة في أعقاب استمرار سقوط صواريخ القسام علي إسرائيل, طبقا لما ذكره متحدث باسم وزارة الدفاع.
وقال المتحدث إن الوزير أمر بإقفال كل المعابر الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة. وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذا الإجراء الذي سيبقي ساري المفعول عدة أيام, يتعلق أيضا بنقل البضائع وعبور الأشخاص.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك إنه عندما تلجأ إسرائيل إلي حقها في الدفاع عن النفس ردا علي الصواريخ الفلسطينية فإن واشنطن تشجعها علي بذل كل الجهود الممكنة لتفادي إلحاق الأذي بالمدنيين.