أعلنت إسرائيل استعدادها للدخول في مفاوضات سلام بلا شروط مسبقة مع سورية في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات علي المسار الفلسطيني إلي طريق مسدود , وكان مسئول إسرائيلي قال في وقت سابق إن نتانياهو طلب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إبلاغ رسالة بهذا المعني للرئيس السوري بشار الأسد الذي يقوم حاليا بزيارة إلي باريس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في تصريحات له إنه يجب عدم التعاطي باستخفاف مع إشارات السلام الصادرة في الآونة الأخيرة من دمشق , وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد حث مؤخرا تركيا علي تحسين علاقاتها مع إسرائيل, الحليف الاستراتيجي لأنقرة, وذلك حتي يمكنها القيام بدور الوسيط في المباحثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل التي بدأت في مايو عام 2008 وتم تعليقها إثر الهجوم الإسرائيلي علي قطاع غزة الشتاء الماضي.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يبدو فيه أن المباحثات الفلسطينية – الإسرائيلية المتوقفة منذ نحو عام, وصلت إلي طريق مسدود رغم جهود الرئيس باراك أوباما لإعادة إطلاقها.
وقال المحلل السياسي في جامعة بارألينبتل أبيب جيراليد شتينيرج إن ##أوباما فتح الباب مع دمشق, كما أن فرنسا يمكنها أيضا القيام بدور بالنظر إلي تأثيرها التاريخي في لبنان##.وأوضح أن ##أوباما اعتقد دائما أن إجراء مفاوضات سلام مع دمشق سيعزل حتما إيران وحليفيها حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية##. وتطالب سوريا باستعادة هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في 1967 وضمتها إلي أراضيها في عام .1981
ومن ناحيته, قال موشي ماعوز المتخصص في الدراسات الشرقية في الجامعة العبرية بالقدس إن رؤساء حكومات إسرائيل كافة باستثناء آرييل شارون عزموا منذ عام 1992 علي إخلاء الجولان في مقابل اتفاقية سلام مع سورية مشيرا إلي أن رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت كان مستعدا لذلك مع الإبقاء علي أهمية الدور الأمريكي بأعتبارها الضامن لأي اتفاق.
ودعا الرئيس الفرنسي ساركوزي أثناء لقائه مع الرئيس السوري إلي تنفيذ قراري مجلس الأمن 242 و338 لافتا إلي أن فرنسا مثلها مثل سورية تعتبر أن السلام يجب أن يكون شاملا ودائما,وجدد استعداد بلاده للمساهمة في مفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل التي سوف ترعاها تركيا في حال تم استئنافها,مضيفا أن فرنسا تقيم علاقات مع كل من سورية وإسرائيل ويمكنها مع الاتحاد الأوربي وبالتنسيق مع تركيا أن تدفع نحو استئناف المفاوضات.
وعلي جانب آخر قال وزراء خارجية 14 دولة عربية إن القلق يساورهم بسبب التراجع الذي حدث في الموقف الأمريكي بشأن الاستيطان الإسرائيلي, وأعلنوا عزمهم المطالبة بعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي لبحث سبل تسوية النزاع العربي-الإسرائيلي.
وأوضح البيان أنه تم الاتفاق علي رفع توصية إلي مجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية لعقد اجتماع طارئ يتم خلاله اتخاذ قرار بطلب انعقاد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي يتم خلالها إقرار أسس وأهداف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية. وقال الوزراء إن الجامعة العربية ستطلب من مجلس الأمن الإقرار بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة علي أساس خطوط الرابع من يونية 1967 بما فيها القدس الشرقية ضمن فترة زمنية محددة.
وطلب الوزراء من مصر مواصلة جهودها من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية. كما طلبوا من الأمين العام للجامعة عمرو موسي إجراء اتصالات لتحديد موعد اجتماع مجلس الجامعة العربية علي المستوي الوزاري للبحث في التوصية المتعلقة بدعوة مجلس الأمن للانعقاد.
ومن ناحية أخري قالت مصادر في رئاسة السلطة الفلسطينية إن رئيسها محمود عباس سوف يتخذ القرار المناسب بشأن الانتخابات الفلسطينية التي دعا لإجرائها في 24 يناير المقبل, وذلك بعدما أعلنت اللجنة الانتخابية الفلسطينية إن إجراء الانتخابات لن يكون ممكنا في ذلك التاريخ.وكانت اللجنة قد أعلنت في وقت سابق صعوبة إجراء الانتخابات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس التي رفضت استقبال أعضائها أو تنظيم الانتخابات في القطاع.
وكان محمود عباس قد أعلن قبل أيام أنه لن يترشح في انتخابات الرئاسة بسبب وصول مفاوضات السلام إلي طريق مسدود, لكنه سيبقي رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.