## الإعاقة ## ليست مرادفا للعجز, بل قد تكون في كثير من الحالات حافزا كبيرا ودافعا قويا لمجابهة أسر هؤلاء الأبناء للتحديات واستكشاف آفاق جديدة رائعة, وتحقيق إنجازات ونجاحات قد يعجز الآخرون عن تحقيقها أو الوصول إليها. يوجد العديد من النماذج الناجحة سواء للأشخاص المعاقين أنفسهم أو أسرهم, من تخطوا مرحلة الصدمة عند إنجاب طفل معاق وحاولوا تقديم تجربة ناجحة للمجتمع تساعد بعض الأسر الأخري ممن رزقت بابن معاق في تخطي المحنة . نادية علي إحدي الأمهات اللائي اجتزت هذه التجربة, وبدلا من الاستسلام لإعاقة الابن أنشأت مؤسسةأنس الوجود التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة و صعوبات التعلم لرعاية الأطفال من ذوي الإعاقات , ذلك منذ خمس سنوات , و أصبحت مديرة مجلس الأمناء بالمؤسسة وحصلت علي العديد من شهادات التقدير والأوسمة تقديرا لجهودها في هذا المجال . ذهبنا إليها وتحدثت إلينا عن تجربتها الرائدة.
*ما رد فعلك عند انجابك طفلا معاقا ؟
** في البداية كأي أم صدمت, واعتقدت أن الأمر مجرد خطأ في تشخيص الأطباء, وذهبت إلي عدد كبير من الأطباء من أجل العلاج دون جدوي, وفي النهاية شعرت أن إعاقة ابني أصبحت أمرا واقعا وأن إنكاري للحقيقة وعدم تقبلي لها لن يجدي بشيء, ومن ثم بحثت عن إيجاد حل إيجابي فعال من وجهة نظري.
* هل واجهتي صعوبات للخروج من دائرة الصدمة ؟
**أكثر المشكلات التي كانت تؤرقني في سنوات طفلي الأولي هي نظرة الشفقة المؤلمة التي كان يتعامل بها الناس مع ابني , فللأسف الشديد مجتمعنا حتي الآن لا يزال هو العائق الأساسي أمام أي شخص معاق وليست إعاقته نفسها, فمثلا كانت بعض السيدات تخشي علي أطفالهن من ابني وتطلب منهم ألا يلعبوا معه…..!!!
* كيف بدأتي العمل بإيجابية لمواجهة إعاقة ابنك؟
** لحسن الحظ أنني كنت قد حصلت علي دبلوم منتسوري عام 1988 قبل إنجابي لطفلي ,منتسوريهو منهج للتعامل مع الأطفال ذوي الإعاقات و صعوبات التعلم, و بعد أن رزقت بابني و التحاقه بالمدرسة وجدته يواجه صعوبات عديدة في التعامل مع أقرانه في المدارس المخصصة لهذه الحالات حيث كان الأطفال يتم إدماجهم معا في فصول دون الوضع في الاعتبار المرحلة العمرية والعقلية للطفل أو نوعية الإعاقة أو نسبة الذكاء, بالإضافة إي أنهم كانوا يهملون إدراج الجوانب السلوكية في تعليمهم للطفل, ومن هنا فكرت في إنشاء مؤسسةأنس الوجود ليس لمساعدة طفلي فقط بل لتكون مكانا لأبناء كثيرين يعانون من نفس المشكلات هم وأسرهم أيضا .
* هل تضع المؤسسة في الاعتبار معاناة أسر هؤلاء الأطفال ؟
**مؤسستنا تهتم بشكل خاص بهذا الأمر حيث إنني اجتزت التجربة مثلهم وأشعر بما يعانون وأحاول مشاركتهم في مشاعرهم وأتحدث مع أسر الأطفال عن أهمية التعامل مع المشكلة ومحاولة البحث عن طريقة إيجابية لتنمية الجوانب الأخري في الطفل بدلا من الاكتئاب أو الحزن والسلبية وذلك حتي لا تسوء حالة الطفل. كما تقدم المؤسسة لهم تقارير دورية عن حالة طفلهم والمهارات التي اكتسبها , وما الذي سيتم تدريبه عليه في الفترات المقبلة …وهكذا .
** استفسارات القراء :
موريس يوسف – أسيوط _ يقول : ## ابني 9 سنوات و حدث له نزيف بالمخ منذ أن كان عمره 9 أيام,مما أدي الي تلف عدة خلايا بالمخ أثرت علي قدميه إضافة إلي إصابته بإعاقة ذهنية.أرشدنا أحد الأطباء بأسيوط إلي إمكانية إجراء عملية لتطويل أوتار القدم ليمشي بشكل طبيعي. ونحن نريد في الوقت الحالي إرشادنا إلي مركز يقدم جلسات علاج طبيعي بأسيوط,واستشارة أحد أطباء العظام بخصوص عملية إطالة الأوتار .
المحررة :
بالنسبة لجلسات العلاج الطبيعي فهي تقدم من خلال جامعة أسيوط, وأيضا هناك جمعية تنمية المجتمع المحلي بأدمون _ أسيوط تقدم هذه الخدمة . أما بخصوص الأطباء فيمكنك استشارة دكتور مجدي مرقص استشاري العظام , تليفون 25752045 .