تقوم وزارة التربية والتعليم حاليا بوضع معايير قبول الطلاب ذوي الإعاقة في مدارس التعليم العام, وستنتهي من وضعها قبل بداية شهر يونيو المقبل حتي يتسني تطبيقها مع بداية العام الدراسي المقبل.
أكد الدكتور أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم أن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بمدارس التعليم العام يعد ضرورة لتوفير فرص التعليم لهم بما يتيح أمامهم الحصول علي حقهم في التعليم, وبالإضافة لوضع معايير قبولهم بالمدارس العادية يقوم وزير التربية والتعليم بمناقشة إمكانية السماح لبعض الطلاب المعاقين بتأدية امتحاناتهم شفهيا بدلا من التحريرية للتسهيل عليهم وأنه سينسق مع هيئة الأبنية التعليمية لمراعاة ظروف هذه الفئة من الطلاب عند تصميم مدارس جديدة أو إحلال وتجديد مبان تعليمية قائمة وبالرغم من توجه الوزارة لتعديل معايير قبول ذوي الإعاقة بالمدارس العادية, إلا أن هناك بعص المعايير المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار قبل البدء في تفعيل معايير جديدة للدمج بالمدارس. خاصة أن أسر بعض الأطفال من ذوي الإعاقة ممن تم دمجهم بالفعل في السنوات الماضية لديهم بالفعل مشكلات حقيقية في تطبيق الدمج مع أبنائهم لا تتعلق بمعايير القبول بالمدارس بل هناك مشكلات أخري بتعرض لها هؤلاء الطلاب بالمدارس العادية.
ماجد عزيز- أحد الآباء, لديه طفل يعاني من صعوبات التعليم- قال:مشكلة الدمج لا تكمن في المعايير التي توضع لقبول الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس العادية لكن المشكلة الأكبر التي أعاني منها مع ابني هي أن المناهج التعليمية نفسها غير ملائمة, ولأنه لابديل لمن لديه صعوبات تعلم عن الالتحاق بالمدارس العادية فإني أقوم بقيد ابني في مدارس عادية سواء حكومية أو خاصة دون أن يكون حاضرا بهذه المدارس بالفعل, وأقوم بإلحاقه بمركز آخر لذوي الاحتياجات لوجود أقسام بها لصعوبات التعليم. لذلك أتمني أن تكون هناك تعديلات بالمناهج قبل تطبيق الدمج, بالإضافة لضرورة وجود المدرسين المتخصصين والمدربين علي كيفية التعامل مع الأطفال ممن لديهم صعوبات تعلم.
اتفقت معه في الرأي الدكتورة زينب بشري أستاذة الطب النفسي بكلية الطب بجامعة عين شمس وأضافت:إن الدمج أمر مهم لذلك يجب أن يتم وضع بعض النقاط في الاعتبار حتي لا نتعجل في تطبيقه مما قد يتسبب في أن يصبح الدمج عشوائيا غير مدروس. علينا مراعاة عدة نقاط في الدمج الذي نسعي إليه منها مراعاة الصحة النفسية للطفل, مدي قبول الطفل للمجتمع من حوله والتكيف معه. وإذا كان هناك طفل يعاني من تأخر عقلي شديد فهناك مدارس خاصة بهم, وكذلك الحال بالنسبة لأطفال المصابين بمرض التوحد لهم مراكز متخصصة لتنمية مهاراتهم. لكن المشكلات تحدث عند إصرار الوالدين علي إلحاق أطفالهم بالمدارس العادية بغض النظر عن قدراتهم الفعلية ومدي استفادتهم من الدمج بهذه المدارس,مما يؤثر سلبا علي الطفل نفسه سواء علي مستوي اكتساب المهارات الأكاديمية أو المستوي النفسي والاجتماعي فكثير من الأطفال الذين يتم دمجهم دون مراعاة لقدراتهم الحقيقية تحدث لهم مشكلات نفسية وانتكاسات تعود بهم للخلف بدلا من أن يكون التحاقهم بالمدارس العادية أمرا إيجابيا.