لا تندهش إذا عرفت أن كورس لغة تبلغ تكلفته في أحد معاهد تعليم اللغات حوالي 500 جنيه حيث تقدم مثل هذه الأماكن مستويات متدرجة ومختلفة لتعليم اللغات الأجنبية علي يد نخبة من الأساتذة المتخصصين.
ولكن النقطة المحورية هنا تكمن في معرفة مدي اقتناع الشباب بفكرة الحصول علي الكورسات والبرامج التدريبية المختلفة بجانب دراستهم الأساسية؟
فهل الحصول علي هذه الكورسات وإجادة اللغات الأجنبية أصبح أمرا ضروريا قبل النزول لسوق العمل والبحث عن فرصة عمل مناسبة؟
- عن ذلك يقول أمير مجدي كلية تجارة: أنا مدرك تماما لأهمية الكورسات اللغات والكمبيوتر في خلق فرص عمل جيدة فهي ترفع مستواي الثقافي وتدعم موقفي حين أقدم C.V لأي شركة أو حين نقوم بعمل مقابلة ولاقتناعي بذلك أخذ كورسات في E والكمبيوتر.
هذه الكورسات مفيدة جدا للشباب حتي وإن كانت مرتفعة الأسعار بشكل كبير هذا ما تعتقده ماريان عزمي آداب إعلام, ففي رأيها أنها ضرورية لإتقان اللغات الأجنبية وتتيح للفرد إمكانية التحدث بسهولة مع أشخاص أجانب أو يتيح له إمكانية السفر للخارج.
- ويتفق ماجد كمال كلية تربية مع ماريان في أهمية الكورسات والتدريب بالنسبة للشباب خاصة في الوقت الحاضر وهو ملتحق بكورسات في اللغة الإنجليزية والألمانية والكمبيوتر ويتمني أن تكون أسعارها مخفضة حتي تتيح للشباب فرصة أكبر لتعلم أكثر من لغة, فأنا كشاب عندي استعداد لتعلم كل اللغات ولكن الكورسات أسعارها غالية جدا.
- وتري نرمين موريس كلية الحقوق أن الأهم أن يكون هناك اعتراف واعتماد للشهادات الممنوحة لخريجي هذه الكورسات.. طالما أنها من أماكن ومعاهد معروفة ومتخصصة لأنني في النهاية سأحصل علي شهادة معتمدة تدعم شهادة تخرجي عندما أقدمها في أي مكان وبالتالي أضمن أن أعمل في مكان مناسب آخر.
- ويختلف معها في الرأي جون فوزي كلية الهندسة – إن الحصول علي التدريب في مجال دراستي وأخذ كورسات عملية وورش عمل تؤهلني لممارسة عملية في الواقع بعد التخرج أفضل من الحصول علي كورس آخر خاصة في ظل أسعار الكورسات الخيالية فمن الأولي أن أدعم دراستي بممارسة عملية لها.
وبعد أن استعرضنا حرص الشباب علي الالتحاق بدورات متخصصة لتعلم اللغات الأجنبية والكمبيوتر وإدراكهم لأهميتها لتسهيل الحصول علي فرصة عمل. ماذا عن رأي أصحاب الأعمال في هذه الظاهرة.
- يقول المهندس أنطون مجدي صاحب شركة هندسية: اللغات تعتبر من الجوانب المهمة التي اهتم بها عندما يتقدم شاب للعمل بوظيفة في شركتنا بالرغم من أن العمل الهندسي قد لا يتطلب اللغات في بعض الأحيان إلا أنني دائما ما أضع شرط اللغة في قبول الوظيفة بسبب تعاملنا مع شركات أجنبية في بعض الأحيان بالإضافة إلي المظهر والثقافة واللباقة في التحدث, وأنا لا أنظر إلي الشهادات أيا كانت معتمدة من مكان معروف أم لا ولكن يهمني أنه يجيد لغة فأنظر إلي كفاءة الشخص وقدرته علي إجادة اللغة وإتقانها نطقا وكتابة.
- ويؤكد نائب مدير إحدي شركات السياحة المصرية علي أن اللغة مهمة جدا في مجال السياحة لأنها أساس تعاملنا مع الأجانب وشرط أساسي لكي نقبل أي شاب أن يجيد أكثر من لغة وكلما كان المتقدم يجيد أكثر من لغة كانت فرصة قبوله في الوظيفة أكبر, أما بالنسبة للشهادة ففي البداية كنا نصر علي أن تكون شهادة معتمدة من مكان معروف ولكن وجدنا أن بعض من قدموا لنا تلك الشهادات لا يملكون القدرة علي ممارستها بطلاقة ولذلك نجري اختبارا شخصيا للفرد المتقدم هل هو يجيد اللغة بالفعل, أم أنه مجرد حاصل علي شهادة معتمدة؟
- وتؤكد د. وداد عباس وكيلة مركز البابا شنودة للغات أن اللغة أصبحت شرطا أساسيا لأي وظيفة ولذلك نحن دائما نسعي لاستقدام أساتذة متخصصين في اللغات علي قدر استطاعتنا وبأسعار مخفضة علي قدر الإمكان.
- ويقول صابر سلطان أحد أساتذة مراكز اللغات المدعمة من الشئون الاجتماعية: إن سبب ارتفاع أسعار كورسات اللغات في الجهات المعتمدة أنهم يعتمدون علي متخصصين من الخارج وقد يكون لدينا أساتذة متخصصون ذوو كفاءة عالية, ولكن حتي الشباب عندما يعلمون أن أستاذا أجنبيا سيعلمهم يثقون فيه أكثر ولذلك تسعي وزارة الشئون الاجتماعية لمساعدة الشباب في الحصول علي دورات في اللغات وبأسعار مخفضة وأساتذة متخصصين.