وصلت الرسالة التالية إلي باب بلا قيود وننشرها كما هي دون تدخل منا لعل الفهماء يفهمون..
أيها الفقهاء رفقا.. مهلا تمهلوا.. وانتظروا وتأنوا فأنا معكم في نفس المركب ولم أفهم شيئا.. وأري الدنيا من حولي صراعات ومنازعات وأنا لن أفهم بدا.. ماذا يحدث حولي أو ماذا يجري ولهذا أطلب منكم أن تتمهلوا.. حتي أدرك وأفهم.
أراكم تقولون ثورة حتي الحرية.. وأراكم تقولون تعديلات دستورية.. وأري من يعارض التعديلات ويقولون إنها ليست ضرورية.. وأري من يقول انتخابات رئاسية أولا والآخر يقول لا رئاسية.. بل برلمانية وأري من يرغب في أن تكون هذه الدولة دينية والآخر يرغب في أن تكون مدنية ديموقراطية.
وأسمع من يقول الأولوية لليبرالية
وأري من يرفض أن تكون أحكامها أحكاما عسكرية.. وها أنا الآن أقف في وسط كل هؤلاء وأنظر وأسمع ما يقولون ولا أفهم أي شئ مما سبق.. لم أشارك في أي يوم مضي من عمري في أي أحزاب سياسية.. والآن تطلبون مني الرأي في قرارات مصيرية.. فأوجدت نفسي في حيرة شديدة وصرخت قائلا:
أيها الفهماء .. رفقا
لأني لم أفهم مما تقولون شيئا.. وهذا هو واجبكم أن تنظروا لي أنا المسكين في وسطكم وتبدأوا معي بالمعرفة, وما الفرق بين هذا أو ذاك؟ ما بين الديني والمدني؟.. ما بين الليبرالي والعسكري؟.. ما بين القومي والشعبي؟.. أيها الفهماء.. هذا هو واجبكم.. أن تقوموا بفهمي ونصحي حتي أستطيع أن أختار وأفكر وأكرر.. حتي أكون إنسانا ذا رأي مستقل ناتج عن فهم ومعرفة.. حتي أكون إنسانا مخيرا ولست مسيرا.. ولن أخذع بأي شعارات ولن أميل لماديات ومغريات..
وأكون صاحب مبدأ قوي.. مؤسس علي فهم واقتناع
أيها الفهماء رفقا بنا نحن البسطاء فنحن منكم ومثلكم.. فمهلا تمهلوا وابدأوا بنصحنا وإرشادنا وإفهامنا قبل أن تبدأوا بالصراعات والنزاعات.